يمكن أن تؤدي الإلتهابات البكتيرية أو المعوية التي تصيب الأطفال، إذا لم يتم اكتشافها في الوقت المناسب والعناية بها وعلاجها بشكل صحيح، إلى العديد من الآثار السلبية التي تؤثر على صحة الطفل، فقد يصل الأمر إلى المشاكل الصعبة والقاتلة في كثير من الأوقات. فالجدير بالذكر أن الالتهابات المعوية عند الأطفال شائعة جدا حيث تحدث بسبب قيام الطفل بلمس بعض الاشياء المليئة بالبكتيريا مثل الحيوانات الأليفة، والألعاب الغير نظيفة إلى جانب الأدهي من ذلك وهو تناول الأطعمة الملوثة. في العموم يجب على الأمهات التعرف بمزيد من الدقة والحرص على أسباب حدوث هذا المرض وطرق العلاج المناسبة، وكذلك أنماط الوقاية منه حتى يتمكن من رعاية صحة أطفالهن وحمايتهن على أفضل وجه، وبأحسن صورة.
ما هي العدوى المعوية؟
تعتبر العدوى المعوية التي تعرف بـ (التهاب المعدة والأمعاء) هي أحد أنواع الإلتهابات التي تحدث في الجهاز الهضمي بسبب الإصابة بالبكتيريا أو الفيروسات مما يترتب عليها القيء والإسهال ويصاحبها في بعض الأوقات الحمى أو التقلصات الشديدة في البطن.
الجدير بالذكر أيضا أن الأطفال المصابون بالإلتهابات المعوية هم أكثر عرضة للجفاف، وعدم توازن الكهارل المتمثلة في (الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والمغنسيوم والبيكربونات والفوسفات) وذلك بسبب القيء والإسهال المستمر.
ما هي أسباب حدوث الإصابة بالالتهابات المعوية عند الأطفال؟
يعتبر الجهاز الهضمي في السنوات الأولى من حياة الأطفال الصغار غير ناضج بشكل كافي. لذلك تصبح هذه البيئة مثالية بشكل ملحوظ لحدوث إختراق للبكتيريا القادرة على التسبب في الضرر والعدوى في هذه المنطقة. فمن الهام معرفة أن الجناة الرئيسيون الذين يسببون حدوث الالتهابات المعوية عند الأطفال هم العطيفة، والإشريكية القولونية (E. coli)، وفيروس الروتا.
في العموم يجب العلم أن الإلتهابات المعوية تحدث في الأطفال نتيجة التعرض لبعض المشاكل أهمها:
- القيام بتناول الحليب أو العصائر المنتجة منه في حالته الغير مبسترة.
- لمس الأشياء أو الحيوانات أو حتى الأشخاص الحاملين لهذه البكتيريا.
- شرب المياه الملوثة.
- لمس أو تناول الطعام الملوث؛ خاصة لحوم الماشية، أو الدواجن، أو البيض الخام غير المعالج بشكل صحيح.
إقرأ أيضا: ماذا أفعل عندما يصاب طفلي بإلتهاب الشعب الهوائية ؟
ما هي علامات وأعراض الإصابة بالعدوى المعوية عند الأطفال؟
يجب على الأمهات الانتباه إلى العلامات والأعراض التالية لحدوث الإصابة بالعدوى المعوية ومراقبتها حتى يقمن بنقل الطفل على الفور إلى المشفى لتلقي العلاج المناسب:
- تشنجات البطن.
- غضب الطفل من أبسط الأشياء.
- الغثيان أو القيء بصورة مستمرة، وبغزارة.
- يصاحب ألم البطن الشديد بعض أعراض الحمى.
- آلام شديدة في الجسم.
- يعاني الطفل من الإسهال والبراز الرخو الذي يمكن خلطه مع المخاط أو خلايا الدم البيضاء عدة مرات في اليوم مما يؤدي ذلك إلى نقص المياه في الجسم، والشحوب، والهزال، ويرافقه أعراض الحمى.
هل الالتهابات المعوية عند الأطفال خطيرة؟
معظم حالات الإلتهابات المعوية عند الأطفال ليست خطيرة للغاية. ومع ذلك، لا يزال من الممكن أن تسبب الإصابة بهذه الحالة مضاعفات قوية تتمثل في معاناة الطفل من الجفاف الشديد حيث تواجد القليل من الماء في الجسم، وهذا بسبب القيء، والإسهال.
من المرجح أن يصاب الرضع بالجفاف أكثر من الأطفال الأكبر سنا، وينتقلون إلى المضاعفات الخطيرة. لذا فيحتاج الأطفال الرضع المصابون بالإلتهابات المعوية، و الجفاف إلى عناية طبية فورية بدون أي شكل من التأخير أو التخاذل.
ما هي أهم العلامات التي تدل على معاناة الطفل الرضيع من الجفاف؟
- جفاف الفم.
- البكاء بدون دموع.
- عدم التبول بالمعدلات الطبيعية.
- الخمول والبطء حيث يبدو الأمر أن الأطفال يفقدون الطاقة.
كيف يتم العناية بالطفل عند الإصابة بالإلتهابات المعوية؟
في حالة رؤية الأم أن الطفل يعاني من حمى معتدلة إلى جانب ظهور بعض علامات العدوى المعوية، فيجب في هذا الوقت محاولة رعاية الطفل في المنزل عن طريق:
- العمل على ترطيب جسم الطفل بشكل مستمر، وهذا لأن الالتهابات المعوية تسبب الجفاف.
- يمكن للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر الاستمرار في الرضاعة الطبيعية أو تناول الحليب الصناعي طالما لم يكن لديهم مشكلات تجاه هذا الأمر.
- القيام بإعطاء الطفل محلول الخفاف بشكل منتظم. وفي حالة التقيأ، نبدأ بإعطاءه رشفات صغيرة، حوالي 1 أو 2 ملعقة صغيرة كل بضع دقائق.
- يجب عدم إعطاء الأطفال المصابين بالتهابات معوية عصيرا شديد التركيز؛ حيث قد يجعل هذا الإسهال في وضعه الأسوأ.
إذا أصبحت أعراض العدوى المعوية عند الأطفال شديدة؛ يجب على الأم إصطحاب الطفل إلى المشفى لتلقي العلاج بشكل فوري.
ماذا يجب أن يأكل الطفل المصاب بالإلتهابات المعوية؟
مع حالات الإلتهابات المعوية عند الأطفال، وأثناء تلقي العلاج تحتاج الأمهات إلى ضرورة الانتباه إلى اتباع نظام غذائي مناسب وصحي، وهذا لمساعدة أطفالهن بسرعة على مقاومة المرض ومنع الانتكاس، وسوء الحالة الصحية:
- القيام بتقسيم الوجبات على مدار اليوم لأنه في هذا الوقت يكون الجهاز الهضمي للطفل ضعيف بشكل نسبي.
- يجب العمل على تحضير الأطعمة الغذائية بعناية، مع إعطاء الأولوية للأغذية المتمثلة شكل سوائل أو في صورة ناعمة لمساعدة الأطفال على الهضم، والامتصاص بشكل سهل وسريع.
- الإنتباه إلى ذوق طفلك عن طريق القيام بتغيير الأطباق بانتظام وفقا للأطعمة المفضلة له.
- بعض الأطعمة المتمثلة في الأرز، البطاطس، والدجاج المسلوق موصى بهم لأنهم يقومو بمساعدة الطفل على تجديد الإنزيمات الهضمية، وزيادة الطاقة داخل الجسم.
- إعطاء الأطفال المصابين بالإلتهابات المعوية الفواكه الطازجة المغذية في وجباتهم مثل البرتقال، والموز، والبابايا، والمانجو، والجريب فروت.
- أعادة ترطيب جسم الطفل بالعصائر الطبيعية الخالية من السكر.
- تجنب الأطعمة التي تحتوي على ألياف وفيرة مثل الخضروات، والفواكه، والمشروبات الغازية أو الأطعمة الباردة.
- إذا كان الطفل لا يزال في مرحلة الرضاعة، يمكنك زيادة مدة الرضاعة، وكذلك عدد المرات.
متى يجب القيام بنقل الطفل إلى المشفى بشكل فوري؟
يجب العمل على اصطحاب الطفل إلى الطبيب المختص أو المشفى إذا كانت لديه الأعراض التالية:
- ألم شديد في البطن.
- القيء المتكرر.
- حركات الأمعاء مصحوبة بالدم.
- رفض شرب الماء.
- هناك علامات على الجفاف الشديد.
قد يحتاج الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر المصابين بالتهابات معوية إلى مزيد من الفحوصات من قبل الطبيب المختص بعد 6-12 ساعة، وهذا لكي يقوم الطبيب بتقديم الإرشادات الصحيحة للأم بالخطوات السليمة التي يجب اتخاذها حتي يستطيع الطفل الشفاء والتعافي بشكل سريع.