تلك الحالة المرضية المرتبطة بحدوث اضطراب ما في تطور الفقرات العظمية لاتصيب الطفل فجأة بل تندرج ضمن الحالات الخلقية التي تصاحبه منذ الطفولة الأمر الذي يتسبب في جعل الظهر متقوسا مع الإنحناء في اتجاه الامام ومع إصابة الطفل بتلك المشكلة التي يطلق عليها الحدب الخلقي سوف يعاني حتما من آلام الظهر وتيبس العضلات والمفاصل مما يترك تأثيره على معدلات طول الطفل بالإضافة إلى قوته البدنية ومستويات النمو بصفة عامة وسوف نتناول بالتفصيل هذا الموضوع الهام من خلال مقالنا التالي .
الحدب الخلقي لدى الأطفال
ينتمي الحدب الخلقي أو الطفولي إلى قائمة المشكلات الشائعة التي يعاني منها الأطفال ويتصل بإنحناء الظهر وتقوسه مع عدم قدرة الطفل على الوقوف منتصبا بشكل طبيعي كالأطفال الأصحاء ,وبما أن مشكلة تأتي مع ولادة طفلك فمن الضروري استكشاف الأعراض والتدخل المبكر لعلاج المرض في التوقيت المناسب ويتضح ذلك من خلال الفهم الجيد للعوامل المسببة التي تقف وراء حدوثها مما يعجل في تحقيق العلاج لأهدافه بشكل سريع
ما هو الحدب عند الأطفال؟
تعبر تلك الحالة الصحية عن تعرض العمود الفقري الذي يتألف من عدد من الفقرات إلى الإنحناء في اتجاه الخارج بما يكون خارجا عن نطاق المألوف والطبيعي وهذا مايجعلك تلاحظين أن ظهر طفلك بداية من الجزء الأعلى من الصدر يكون أكثر إستدارة ويتخذ شكل الإنحناء الشديد للأمام وهذا مايتسبب في انحناء ظهره بدلا من وقوفه منتصبا . وهنا يجب أن نشير إلى وجود نوعين من الحدب أحدهما من النوع الخلقي والآخر يظهر خلال مرحلة المراهقة
يجب أن تعلمي تلك الحقيقة الخاصة بتشريح العمود الفقري الذي يكون منحني بصورة طبيعية , مما يعزز بدوره وضعية دعم الجسم وبالتالي نظل واقفين بشكل مستقيم ورغم ذلك إذا كان الإنحناء يفوق المعدلات الطبيعية( أي يتخطى 45 درجة)، فقد يترك ذلك تأثيره السلبي على جسمك مما يشكل صعوبات ومعوقات أمام قدرة الطفل على الوقوف.
في كثير من الأحيان بل في معظمها لايترتب على إصابة الطفل بتلك المشكلة الخلقية أي نوع من المشكلات بالغة التعقيد بل أن الأمر ربما لايتطلب أي نوع من الطرق العلاجية الطبية إلا أن الأمر قد يمتد أثره على الصحة النفسية للطفل ويصبح أكثر إحساسا بالخجل وتدريجيا يفقد الثقة في مظهره المختلف عن أقرانه .
بالإضافة إلى ذلك , في الحالات الخاصة التي يعاني فيها الطفل من الحدب لكن من الدرجة الشديدة , فسوف يتصل ذلك بظهور أعراض مصاحبة أبرزها الشعور بآلام في العمود الفقري أو ضيق شديد في التنفس وفي تلك الأثناء سوف ينصح الطبيب كأفضل الطرق العلاجية الفعالة لحداب الطفولة الشديد ضرورة أن إخضاع طفلك إلى إجراءا جراحيا
علاوة على ذلك، إذا كان الطفل يعاني من أحدب شديد، فقد يعاني الطفل من آلام في العمود الفقري أو صعوبة في التنفس. قد يتطلب حداب الطفولة الشديد إجراء عملية جراحية.
أنواع الحدب الشائعة عند الأطفال
الحدب الطفولي ليس نوع واحد بل عدة أنواع على النحو التالي:
1-الحدب الخلقي
من خلال اسمه يمكننا استنتاج سبب حدوثه أنه يأتي مع ولادة الطفل وقد يوصف بأنه عيب خلقي ناجم عن حدوث خلل في التطور الطبيعي للعمود القري على نحو سليم أو حدوث إيقاف تام لعملية تطوره أثناء وجود الطفل في الرحم , ومع الأسف توجد احتمالات لتزايد حدة حالة الحدب الخلقي مع تقدم المرحلة العمرية للطفل , وفي العادة قد ينصح الطبيب بالتدخل الجراحي في المرحلة المبكرة من عمر الطفل لتقويم وإصلاح انحناء العمود الفقري.
2-الحداب الوضعي
تم نصنيفه بأنه من أكثر الأنواع الشائعة للحدب وفي العادة يصيب الطفل مع مرحلة البلوغ ووصوله إلى سن المراهقة ويعود سبب إصابته بتلك الحالة إلى وجود خطأ ما أو ترهل في وضعية جسم الطفل مما يعرض الأربطة إلى التمدد وبالتالي اعتياد العضلات المسئولة عن حمل الفقرات على التقوس بإتجاه الأسفل ,فعندما يطرأ نوعا من التمدد على الفقرات بحيث تكون خارجة عن النطاق الطبيعي والصحي فإن أول العلامات التي تتم ملاحظتها هي ماتتمثل في انحناء يتخذ هيئة دائرية في العمود الفقري للطفل وقد تم رصد وجوده لدى الفتيات بدرجة أكبر من الأولاد ولاينتج عنه شعور الطفل بالألم وفي بعض الأحيان قد ينجح الطفل في تحقيق النجاح في تضبيط جسمه عند تبني وضعية الوقوف مستقيما
3-حداب شيرمان
من الأمراض المتعلقة بحدوث تغييرات شكلية طارئة على الفقرات حيث تتحول من كونها فقرات مستطيلة إلى مثلثة الشكل أو شبه منحرفة وذلك عندما يصاب بتلك الحالة من حدب شيرمان وهذا من شـأنه جعل منحنى العمود الفقري مستديرا متخذ درجة من الإنحناء الواضح للأمام ومن الجدير بالذكر معرفة أن الاولاد حديثي الولادة أكثر عرضة للإصابة بتلك الحالة مقارنة بالفتيات ومن المحتمل أن يصيب حدب شيرمان الطفل بالألم الحاد , وعلى وجه الخصوص خلال ممارسة الأنشطة البدنية أو في حالات الإستغراق في الوقوف أو الجلوس لأطول فترة الأمر الذي يحتمل معه تطور الأمر إلى مضاعفات جسيمة مستقبلا
تقوس الظهر بعد الإصابة: يمكن أن يصاب الطفل بالأتب جراء تعرضه لإصابة خطيرة سببت تحدب في عموده الفقري , وخاصة تلك الأنواع من الإصابات أو الكسور جراء سقوطه من مكان عالي انتهى به إلى تلك الحالة وربما يكون حادث سيارة هو ماأحدث إصابة في واحدة من الفقرات حيث يقترن حدوث الكسر بإنهيارات عظمية نتج عنها انحناءات في العمود الفقري
أسباب الحدب عند الأطفال
توجد اختلافات نسبية خاصة بحدب الطفولة وتتفاوت درجتها من طفل لآخر وذلك استنادا إلى نوع الحدب :
- يظل الطفل غارقا في معاناته من الأتب وتقوس العمود الفقري بسبب تبني وضعية جسدية خاطئة والمداومة عليها بصورةمنتظمة وخاصة عندما يقوم بإتيان أفعال في اللعب تقوم على الإنحناء أو في حالة الإتكاء على كرسى أو حمل أثاث ثقيل بوضعية خاطئة مما يتسبب في مزيد من الضغط على العضلات ,والأربطة مسببا في إجهادها وهذا من عوامل الخطر التي تزيد من درجة إنحناء العمود الفقري
- المعاناة من عيوب هيكلية في فقرات العمود الفقري بسب وجود أحد العوامل أو الخلل الجيني الذي شكل معوقات أمام النمو والتطور الطبيعي للجنين القابع في الرحم ولعل الصورة الشائعة من تلك التشوهات التي نتج عنها حدب خلقي هي حدوث تداخل لفقرتين أو أكثر
- في الحالات التي يتم تشخيص إصابة الأطفال بحدب شيرمان فإن ذلك يشكل دلالات على تشوهات عظمية في النمو مما يتسبب في إحداث تغيرات شكلية في العمود الفقري ,ويوجد سبب آخر متعلق بكسر في فقرة أو أكثر جراء تعرض الطفل لحادث أو اصطدام عنيف
عوامل الخطر التي تزيد من الحدب لدى الأطفال
يصبح الطفل خاصة في المرحلة العمرية التي تتراوح بين 13 إلى 16 عاما معرضا بدرجة كبيرة لمخاطر الأتب وتقوس الظهر وخاصة نوع الحدب الوضعي أو حداب شيرمان ,وذلك نظرا للنمو السريع للعظام خاصة خلال مرحلة المراهقة وهذا مايضعنا أمام حقيقة أنه لاتوجد مرحلة عمرية معينة يكون فيها الشخص أكثر عرضة لخطر للإصابة بالحدب الوضعي ، أو مرض شيرمان، أو الحداب المؤلم.
اقرأ أيضا متلازمة نقص التوتر العضلي.. الأسباب وطرق العلاج
الأعراض الشائعة للحدب عند الأطفال
لعل العلامة التحذيرية الأبرز والتي يمكن مشاهدتها بشكل ملحوظ هي تقوس العمود الفقري ,وتعرضه لإنحناء يبدو غير طبيعيا تماما , كما تتفاوت أعراض الحدب بين كل طفل وأخر ويتوقف ذلك على عدة معايير تتنوع بين حدة منحنى العمود الفقري، المرحلة العمرية للمريض ، ودرجة النشاط الذي تتم ممارسته ، ومعدلات تفاقم مشكلة الحدب .
وفي معظم الأحيان, لايشعر المريض الذي يعاني من الحدب من أي شعور بالألم في المراحل المبكرة للإصابة خاصة عندما يكون الحدب من النوع الخطير وفي بعض الحالات ,لايخلف الحدب الخلقي أي علامات مرضية بإستثناء الإنحناء غير الطبيعي في الظهر ويمكنك استكشاف ذلك من خلال العلامات التالية :
- بروز ارتفاع أو أتب غير طبيعي في المنطقة العلوية من الظهر يمكن استكشافها بشكل ملحوظ في صورة انحناء
- تصبح الأكتاف أكثر استدارة
- تمدد في أوتار الركبة بحيث تصبح مشدودة
- شد في أوتار الركبة
أما عن أعراض حدب الطفولة من النوع الشديد فإن أعراضه تتضح على النحو التالي:
- الشعور بآلام حادة أو تشنج في عضلات الظهر وشفرات الكتف
- الإحساس بالتنميل بالخدر أو الضعف أو الوخز في أطراف الساقين
- متلازمة التعب المزمن والإجهاد
- اضطرابات في التوازن واستقرار الجسم
- صعوبات في عملية التنفس
قد تتحول علامات الحداب من النوع الشديد لدى الأطفال لاحقا لتصبح أسوأ . فقد يعاني طفلك من صعوبات في الشهيى والرغبة في تناول الطعام.
علاج الحدب عند الأطفال
-العلاج الطبيعي
سوف تساعد تمارين العلاج الطبيعي التي يتم إجرائها في المراكز الطبية على توفير الدعم والقوة لعضلات البطن والظهر لتسكين آلام العمود الفقري, وتعديل وضعية الجسم.
-استخدام مسكنات الألم
من أجل تقليل درجة الإحساس بالألم يمكن أن يجد الطبيب أن حالتك تستدعي وصف مسكنات الألم الدوائية خاصة إذا كان الطفل دائم الشعور بالألم ومايتبعه من شعور مزعج ومن أنواع مسكنات الألم المتاحة والشائعة على نطاق واسع الأسيتامينوفين (الباراسيتامول) والإيبوبروفين
-دعامة الظهر
يلجأ الطبيب إلى إقرار خطة علاجية تقوم على تقنية الدعم القائم على ارتداء دعامة لتعزيز الظهر لإستعادة إصلاح وتقويم العمود الفقري أو اللجوء إلى تثبيته ولعلها من الأساليب العلاجية المناسبة لفئات المراهقين المصابين بحداب شيرمان.
الجراحة
يكون هذا الإجراء مناسبا للحدب من النوع الحاد وعندئذ يصبح من الضروري الدخول إلى عرفة عمليات لإجراء جراحة وتعرف تلك الجراحة التي يقرها الأطباء اسم جراحة دمج العمود الفقري. وتستهدف تقليل شدة انحناء العمود الفقري