يتواجد الشريان السباتي في داخل جسم الانسان ويشبه النهر الكبير الذي يساهم بحوالي 70٪ من الدم، ومن ثم يستطيع أن يقوم بالحفاظ على الحالة الجسمانية عامة ونشاط الدماغ خاصة. بناء على هذا، فيعد مرض تضيق الشريان السباتي من أهم الأمراض الخطيرة التي يصعب جدا التعرف عليه لأنه في أغلب الأوقات لا تصاحبه أي أعراض مرضية أو بمعنى أدق تكون الأعراض غامضة وغير ظاهرة حيث يمكن الخلط بينها وبين بعض الأعراض المرضية الأخرى مثل الدوخة والصداع وما إلى ذلك. لذا، فقد قررنا أن نقوم اليوم بالحديث عن مرض تضيق الشريان السباتي وما هي أسباب حدوثه وأعراضه الواردة الحدوث مع بعض المرضى؟.
أسباب تضيق الشريان السباتي
أسباب تضيق الشريان السباتي
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث مرض تضيق الشريان السباتي، وأكثرها شيوعا هو تواجد لويحات تصلب الشرايين على جدار الشريان حيث يحدث هذا الأمر نتيجة لعملية ترسب والتصاق الدهون والكوليسترول والكالسيوم وكذلك بعض المواد الأخرى في جدار الأوعية الدموية، ومن ثم يزداد حجم لويحات تصلب الشرايين خاصة مع مرور الوقت وفي حال تركها دون علاج، مما يتسبب ذلك في تضييق تجويف الأوعية الدموية وضعف تدفق الدم إلى الدماغ.
الجديبر بالذكر ايضا، أن هناك العديد من عوامل الخطر المؤدية لحدوث المعاناة من تضيق الشريان السباتي، فعلى الرغم من أنها ليست السبب المباشر في الإصابة بهذا المرض، لكن تعد عامل رئيسي في إمكانية الإصابة بهذه الأزمة الصحية.
كبار السن وتضيق الشريان السباتي
على سبيل التوضيح، تتمثل هذه العوامل في الآتي:
- كبار السن: مع هذه المرحلة العمرية يصبح الشريان السباتي أقل مرونة وضعفا حيث من الوارد أن يصيب المرضى الذين تزيد أعمارهم عن الـ 80 عاما بنسبة 10٪ من جميع الحالات، بينما يصيب المرضى الذين تزيد أعمارهم عن الـ 50 عاما بنسبة 1٪ فقط.
- اضطرابات التمثيل الغذائي للدهون في الدم: تعمل التركيزات العالية من كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة والدهون الثلاثية بتسهيل عملية ترسب لويحات تصلب الشرايين.
- ارتفاع ضغط الدم: يعمل الضغط المرتفع على جدار الشريان لفترة زمنية طويلة في حدوث حالة من تلف جدار هذا الشريان، ومن هنا تتجلى هذه الأزمة المرضية.
- مرض السكري: بشكل مباشر يسبب داء السكري انخفاضا في كفاءة التمثيل الغذائي للدهون، مما يزيد هذا الأمر من مخاطر الإصابة بتصلب الشرايين، بما في ذلك تصلب الشرايين السباتية محور حديثنا اليوم.
- التدخين: لعنصر النيكوتين النشط الموجود في السجائر دورا سلبيا فعالا في تحفيز وتلف بطانة الشريان السباتي، بالإضافة إلى دور هذه العادة السلبية في زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم.
- التاريخ المرضي: يلعب التاريخ العائلي للإصابة بمرض الشريان السباتي أو الشريان التاجي دورا ملحوظا في زيادة مخاطر التعرض فيما بعد لهذه الازمة الصحية.
- السمنة: من الممكن أن تزيد أزمة زيادة الوزن المفرطة من خطر مواجهة مجموعة متنوعة من الحالات الطبية، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم والسكري وتصلب الشرايين خاصة تضيق الشريان السباتي.
- الأمراض المزمنة: بشكل رئيسي تزيد الأمرلض المزمنة مثل ضغط الدم المرتفع والسكري من فرص حدوث أزمة تضيق الشريان السباتي.
لذا، وبسبب عوامل الخطر هذه، فغالبا ما يعاني الأشخاص المصابون بتضيق الشريان السباتي من أمراض الشريان التاجي وأمراض الأوعية الدموية الطرفية وما إلى ذلك، والعكس صحيح.
علامات الإصابة بتضيق الشريان السباتي
علامات الإصابة بتضيق الشريان السباتي
في بداية الأمر، يجب علينا معرفة أنه من الصعب اكتشاف مرض الشريان السباتي في المراحل المبكرة لأن الأعراض في هذه الآونة تكون خفيفة وغامضة للغاية، ويمكن الخلط بين أصحاب هذه الحالة المرضية والأمراض الأخرى بسهولة، فعلى سبيل التوضيح تتمثل هذه الأعراض في الدوخة، والصداع بسبب الطقس ، والأرق، والقلق، والتوتر، وما إلى ذلك.
ومن ثم سيتطور مرض الشريان السباتي ببطء وبشكل صامت حتى يتسبب في نقص الدم في الدماغ، وطبقا لدرجة نقص الدم الدماغي (تضيق الشريان السباتي)، فسوف تظهر بعض المظاهر السريرية المقابلة مثل نقص التروية الدماغي العابر، أو ضعف الوظيفة العصبية، أو التعرض للسكتة الدماغية بشكل أكثر حدة.
أما فيما يخص النوبة الإقفارية العابرة، فتعد هذه العلامة هي عبارة عن إنذار مبكر وهام جدا للدلالة عن التعرض لأزمة السكتة الدماغية. من الهام معرفة، أن هذه المظاهر السريرية تتطور مع ضعف عصبي بؤري يتمثل في الشعور بالتنميل في طرف واحد، والعمى على جانب واحد، وصعوبة في الكلام، والدوخة ، وما إلى ذلك حيث يحدث هذا في فترة زمنية قصيرة، ثم يعود الأمر إلى طبيعته، وفي بعض الأحيان يمكن أن يكون وقت هذه المضاعفات أطول، ولكن لا تتجاوز الـ 24 ساعة.
الصداع الشديد وتضيق الشريان السباتي
تبدو العلامات المذكورة أعلاه للضعف العصبي في مستوياتها الأكثر حدة في البداية أو تستمر لأكثر من 24 ساعة حيث تعد في هذه الآونة من أهم العلامات المؤكدة على حدوث الإصابة بالسكته الدماغية، وعادة ما تكون مُدمجة مع الأعراض التالية:
- ضعف مفاجئ في الأطراف أو عضلات الوجه حيث عادة ما يظهر هذا الأمر على الجانب المقابل لنصف الكرة الدماغي التالف (المقابل لتضيق الشريان السباتي).
- حدوث خلل في الكلام وفهم اللغة بصورة مفاجئة.
- فقدان مفاجئ للرؤية في إحدى العينين أو كلتيهما حيث من الممكن أن تكون هذه الحالة مؤقتة أو دائمة.
- الدوخة وفقدان التوازن الجسماني.
- الصداع الشديد والغير محدد أسبابه.
الخلاصة، يعد مرض تضيق الشريان السباتي من الأمراض الخطير ولكن يصعب التعرف عليه بسبب عدم وضوح أعراضه حيث يمكن الخلط بينها وبين الأمراض الشائعة الأخرى. لذلك ، يحتاج الأشخاص المعرضون مخاطر الإصابة بهذه النوعية من الأمراض أن يقوموا بزيارة المرافق الطبية ذات السمعة الطيبة بانتظام للكشف المبكر والعلاج.