مع إختلاف الثقافات والظروف المسيطرة على المجتمع في الآونة الأخيرة، فقد نتج على هذا الأمر حدوث بعض التغيرات في معايير الزواج والإرتباط ومن أهمها إرتفاع نسب الزواج في مراحل متقدمة من العمر ومن ثم خوض تجربة الإنجاب أيضا متأخر مما يؤثر هذا الأمر على الجنين، بالإضافة إلى دوره أيضا في زيادة مخاطر الإصابة بالأمراض المتعلقة بالجهاز التناسلي. بشكل أكثر توضيحي سنتحدث اليوم على تجربة الزواج المتأخر وما تأثير هذا الأمر على الصحة الإنجابية لكلا من الزوج والزوجة؟ وهذا لمحاولة التعامل مع هذا الوضع بشكل آمن صحيا.
كيف يؤثر الزواج المتأخر على الصحة الإنجابية؟
أولا: فيما يتعلق بالرجال
قد يواجه الرجال الذين يخوضون تجربة الزواج والإنجاب في مراحل العمر المتقدمة العديد من المشاكل والأزمات الصحية مثل ضعف مستويات هرمون التستوستيرون أو الدوالي أو التهابات الجهاز التناسلي، مما يؤثر هذا الوضع الصحي بشكل كبير على الخصوبة والصحة العامة.
إلى جانب هذا، فمن الوارد أيضا حدوث عدد من المخاطر الصحية الأخرى والتي من الوارد أن تتمثل في:
- العقم وعدم القدرة على الإنجاب.
- التأثير السلبي على صحة الأم والطفل.
- حدوث عدد من المضاعفات الصحية الشائعة مثل ارتفاع ضغط الدم وتسمم الحمل وزيادة مخاطر الإصابة بالولادة القيصرية، فالأمر هنا من بدايته يبدأ من الحيوان المنوي التي يتم زراعته من الرجل.
- زيادة مخاطر الإجهاض أو الولادة المبكرة.
- مواجهة العديد من الصعوبات في عملية الولادة.
- يعاني الأطفال المولودون لأبوين أكبر سنا من مخاطر الإصابة بالعيوب الخلقية أو الأمراض الوراثية مثل متلازمة داون.
- يكون الأطفال أكثر عرضة للولادة المبكرة أو نقص الوزن، مما يزيد هذا الأمر من خطر حدوث مشاكل صحية طويلة الأمد في المستقبل.
ثانيا: فيما يتعلق بالنساء
لا يؤثر الزواج المتأخر والولادة على الصحة الإنجابية فقط، بل يمكن أن يجعل من الصعب على المرأة خوض تجربة الحمل. إلى جانب دوره في زيادة مخاطر التعرض لبعض المشاكل الصحية لكل من الأم والطفل
تشمل الحالات المرضية الشائعة الحدوث في هذه المرحلة العمرية الانتباذ البطاني الرحمي ومتلازمة المبيض المتعدد الكيسات والأورام الليفية الرحمية، فمن الهام معرفة أن هذه الحالات تقلل من القدرة على الحمل وتسبب أيضا في حدوث المعاناة من الآلام الشديدة، مما يؤثر هذا الأمر بشكل خطير على نوعية الحياة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن النساء الحوامل الأكبر سنا هن أكثر عرضة للإصابة بمقدمات الارتعاج أو سكري الحمل أو الولادة المبكرة.
ما هي العلاقة بين الزواج متأخرا والضغط النفسي؟
في هذه المرحلة العمرية، تسيطر حالة من القلق المستمر على كل من الوالدين بشأن خوض تجربة الإنجاب حيث التأثير السلبي على صحة الجنين ومن ثم ميلاده إلى الحياه وكونه طفل يشوبة الكثير من هذه المشاعر السلبية.
إلى جانب هذا، يمكننا أن نقوم أيضا بذكر الضغط الاقتصادي الذي يتعرض له الكثير في أوقاتنا الراهنة عند تربية الأطفال وخاصة عندما تكون هذه التجربة في مرحلة منتصف العمر حيث الشعور بضيق التنفس عند الاضطرار إلى مرافقة الطفل في مراحل لاحقة من النمو.
ما يجب علينا فعله قبل خوض تجربة الزواج والإنجاب في مراحل العمر المتقدمة؟
توجد العديد من الأجراءات المتبعة لخوض تجربة الزواج والإنجاب مع التقدم في العمر وهذا لكي تكون هذه التجربة آمنة، فالجدير بالذكر أن هذه تتمثل فيما يلي:
- من الهام جدا والضروري القيام بإجراء بعض الفحوصات قبل خوص تجربة الزواج متأخرا وهي اختبارات الدم لفحص إنزيمات الكبد ودهون الدم وجلوكوز الدم، بالإضافة إلى أهمية الكشف عن الأمراض المعدية الخطيرة مثل فيروس نقص المناعة البشرية والتهاب الكبد B.
- العمل على فحص ضغط الدم ومستويات الكوليسترول لتقييم الحالة الصحية بوجه عام وحالة القلب والأوعية الدموية بشكل خاص.
- إجراء الاختبارات الخاصة بإكتشاف صحة السائل المنوي وهذا للتحقق من عدد الحيوانات المنوية وحالتها، ومدى أمكانية خوض الرجل لتجربة الزواج والإنجاب أم لا.
- يوصى أيضا بضرورة إجراء فحص للرحم وقناتي فالوب للكشف عن العلامات غير الطبيعية لتجنب حالات الإباضة أو الحمل خارج الرحم.
- التحقق من العوامل الوراثية واستشارة الطبيب إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بالأمراض الوراثية مثل تخثر الدم وفقر الدم المنجلي أو لدى أحد أفراد العائلة متلازمة داون، أو عيوب خلقية، أو عيوب في الأنبوب العصبي، أو التخلف العقلي.
- التخلي عن بعض الأنماط الحياتية السيئة مثل التدخين أو تناول المشروبات الكحولية أو شرب القهوة بكثرة أو استخدام المنشطات الأخرى.
- يحتاج كل من الرجل والمرأة الخائضين تجربة الزواج إلى استكمال الأطعمة المغذية الغنية بحمض الفوليك وفيتامين C وهذا لتحسين جودة البويضات وكذلك الحيوانات المنوية.
- من الضروري إجراء فحص طبي قبل إتخاذ قرار الحمل للتأكد من التمتع بصحة جيدة للحمل القادم.
- يوصى بإجراء فحوصات صحية منتظمة أثناء الحمل.
- ممارسة المهام العملية بمزيد من الراحة والإطمئنان والبعد عن مشاعر القلق والتوتر.
- إعتياد المرأة على ممارسة تمارين التأمل واليوجا والتنفس العميق عند خوض تجربة الحمل في مراحل العمر المتقدمة.