لقد اعتدنا على سماع أن ضوء الشمس يمكن أن يكون ضارا بالجلد، والبشرة. لكن هل تعلمين عزيزتي أن أخذ الأشعة المفيدة من الشمس بطريقة متوازنة من الممكن أن يكون لها الكثير من الفوائد العديدة، والمتنوعة للجسم لهذا سوف تقوم في مقالنا بالتعرف على فوائد أشعة الشمس الصحية لجميع أجزاء البدن.
ضوء الشمس
عند التعرض لضوء الشمس يقوم الجسم بالعمل على إفراز بعض الهرمونات المفيدة للجسم، فعلى سبيل المثال يتم إفراز هرمون يسمى “السيروتونين” في الدماغ، حيث يساعد هذا الهرمون على تعديل المزاج، وخلق الشعور بالهدوء، والتركيز، والراحة. مثل هرمون “الميلاتونين” الذي يتم إنتاجه ليلا في الظلام، ويساعد على السكينة، والخلود إلى النوم.
في حالة عدم التعرض لما يكفي من ضوء الشمس، فمن الممكن أن تنخفض مستويات “السيروتونين” داخل الجسم، حيث يعمل هذا على زيادة خطر الاكتئاب العميق مع الأنماط الموسمية التي نتعرض لها بشكل دائم فهذا يعتبر شكل من أشكال الإكتئاب الناشئ بسبب تغير الطقس.
ما هي فوائد التعرض لضوء الشمس على الجسم؟
أولا: الصحة العقلية
من الممكن أن يؤدي إنخفاض التعرض لضوء أشعة الشمس المفيدة إلى حدوث انخفاض في مستويات هرمون “السيروتونين”، مما قد يؤدي هذا إلى الإصابة بمشاكل الاكتئاب الحادة، فالجدير بالذكر أن تأثيرات “السيروتونين” تبدأ في التحفز لضوء أشعة الشمس التي تدخل الجسم من خلال العينين، حيث يشير هذا الضوء إلى مناطق معينة في شبكية العين، والتي تؤدي إلى سهولة إطلاق هذا الهرمون. لذلك، فمن الوارد أن يصاب بعض الأشخاص بالإكتئاب، وخاصة في فصل الشتاء عندما تكون ساعات النهار قصيرة، وأشعة الشمس ليست بالحد الكافي لإنطلاق هذا الهرمون.
بسبب العلاقة التي قمنا بذكرها في الأعلى، فإن أحد أهم العلاجات الرئيسية للاكتئاب مع الأنماط الموسمية هو نمط العلاج بالضوء، حيث من الممكن إستخدام هذا الصندوق للعلاج، والحصول عليه في داخل المنزل، فالضوء الصادر من الصندوق يشبه ضوء الشمس الطبيعي، مما يساعد في العمل على تحفيز الدماغ لصنع السيروتونين، والتقليل من الميلاتونين الزائد، والجدير بالذكر أيضا أن هذه الأشعة تعالج بعض المشكلات أهمها:
- الإصابة بانواع عديدة أخري من الإكتئاب
- اضطراب ما قبل الحيض المزعج (PMDD)
- الاكتئاب أثناء فترة الحمل
- علاج بعض نوبات الخوف، والهلع.
ثانيا: بناء عظام قوية
يؤدي التعرض للأشعة فوق البنفسجية (B) من الشمس إلى تكوين فيتامين (د)، وإمتصاص الجسم له حيث يعمل على صحة العظام، والبدن، ونقصانه يؤدي إلى الإصابة بالعديد من الاضطرابات، والضعف العام في الجسم.
ثالثا: الوقاية من السرطان
على الرغم من أن المزيد من ضوء الشمس يمكن أن يساهم في الإصابة بسرطان الجلد، ولكن عندما يكون الأمر في صورة متوازنة، وبكميات صحية فيكون له الكثير من الفوائد، فوفقا لأحدث الدراسات فقد تم إثبات أن الأشخاص الذين يعيشون في مناطق ذات إضاءة أقل هم أكثر عرضة للإصابة ببعض أنواع السرطان المحددة من أولئك الذين لديهم المزيد من أشعة الشمس خلال النهار، حيث تشمل أنواع هذه السرطانات ما يلي:
- سرطان المعدة.
- سرطان الغدد الليمفاوية.
- سرطان المبيض.
- سرطان البنكرياس.
- سرطان البروستاتا.
رابعا: علاج العديد من مشاكل البشرة
وفقا لمصدر موثوق من منظمة الصحة العالمية (WHO)، فقد تمت معرفة أنه عند التعرض لأشعة الشمس المفيدة للجسم فإنها تساهم في علاج العديد من الأمراض الجلدية، وأهم هذه الأمراض ما يلي:
- الصدفيه
- الحكة
- اليرقان
- حب الشباب
في الوقت نفسه، يجب عليكي عزيزتي أن تضعين في اعتبارك أن فوائد أشعة الشمس ليست للجميع، حيث يجب على الأشخاص الذين يعانون من أعراض مثل الطفح الجلدي، أو الحساسية، أو سرطان الجلد، أو التغيرات في لون البشرة تجنب التعرض لأشعة الشمس حتى إن كانت صحية للأخرين، والإتجاه إلى طلب المشورة من طبيب الجلدية المختص لتجنب الوقوع في المشكلات الكبيرة.
يجب الإنتباه!!
لا تتوفر الفوائد الصحية لأشعة الشمس إلا إذا تم التعرض لها بالكمية المناسبة، حيث يعد المقدار الزائد من هذه الأشعة ضارة بالجلد، فمن الوارد أن تدخل الأشعة فوق البنفسجية لداخل الجلد، وتقوم بإتلاف الحمض النووي للخلية، مما يزيد هذا من خطر الإصابة بالأورام السرطانية، والجدير بالذكر أنه لا يوجد لدى الباحثين مقاييس محددة للمدة المناسبة التي يجب أن يبقى فيها الفرد بالخارج لجني فوائد ضوء الشمس، حيث يعتمد المقدار التي تحتاجه البشرة من هذا الضوء على حسب نوعها.
عادة ما يصاب الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة بحروق الشمس بشكل سريع عن الأشخاص ذوي البشرة الداكنة، ولكن يجب الإنتباه لأن حروق الشمس تصيب الجميع عند التعرض لها بشكل مباشر، وبالأخص في الفترة ما بين الساعة ال 10 صباحا، وال 4 مساء.
عند التعرض لأشعة الشمس في الخارج لأكثر من 15 دقيقة في اليوم، يجب الإلتزام بإستخدام واقي شمس ذو عامل حماية مناسب، وذلك لحماية الجلد، فعلى سبيل المثال ينصح بإستخدام واقي بمعامل حماية من الشمس (SPF) لا يقل عن 15، أو القيام بالمواظبة على ارتداء القبعات، والنظارات الشمسية.