يمكن استنباط سبب حدوثه من الإسم الذي يطلق عليه لكونه ارتداديا أي تعاود نوبات الهجوم المؤلمة مرة أخرى كنوع من الآثار الجانبية الناجمة عن استهلاك الأدوية المسكنة للصداع , أي أنك تعالجين آلام صداع الرأس الذي يسبب ضغطا ليتم اكتساب نوع آخر يعرف ب( الصداع الإرتدادي) وهذا وفقا لما تم صياغته من مصطلحات اللغة الطبية ,والذي يمكن أن يشكل معاناة بعض الأشخاص الذين يجدون أنفسهم في مواجهته الأمر الذي يصبح أكثر إثارة لمزيد من القلق والتوتر خاصة في حالة استمرار شدة المشكلة لمدة طويلة دون أن يطرأ عليها أي شكل من أشكال التحسن , وهنا سوف يكون الحل متمثلا في اللجوء الفوري إلى الطبيب المختص .. وسوف نتعرف بمزيد من التفاصيل عن أسباب الصداع المرتد والطرق العلاجية الفعالة
حول الصداع الإرتدادي
الصداع ليس نوع واحد بل توجد أنماط عديدة منه ,وفي حين أن أكثرها شيوعا هو الصداع النصفي الذي يصاحبه شعور بالألم النابض الذي يستهدف أحد جانبي الرأس ,ويمكن أن تترافق معه أعراض أخرى مابين شعور بالإعياء الشديد, مع إثارة الرغبة في التقيؤ والغثيان إلا أنه لامانع من تأثيرات أخرى حادة ومرتبطة بأشكال مختلفة من هذا الإضطراب العصبي, وعند معاناة الشخص منه فإنما يذهب مهرولا لاٌقرب صيدلية لشراء الباراسيتامول أو أي مسكن آخر لتهدئة هذا الشعور الذي يشبه وقع تأثير المطرقة على الرأس .
مانقصده هنا هو نوع من الهجمة المرتدة الناجمة عن الإفراط في استهلاك الأدوية العلاجية لمقاومة حالات الصداع الكامن في الرأس , أي أنه بمثابة مشكلة ثانوية تمثل توابع لمشكلة الصداع الأساسي, وغالبا مايتوافق مع الصداع العنقودي فضلا عن كونه أكثر شيوعا مع حالات الصداع النصفي التي يقوم المصاب خلالها بالإفراط في تناول المسكنات للتعامل معها .
ماالمقصود بالصداع الإرتدادي ؟
في ظل عدم القدرة على تحمل الألم الضاغط الذي يبدو مثل نبضات داخل الرأس , فإن معظم الأشخاص يلجأون لهذا الحل السريع للسيطرة على الأعراض المزعجة حيث لايقتنعون بتلك العلاجات المنزلية , ولكن ماذا إن كان كل ماتحصلين عليه مجرد شعور بالراحة المؤقتة والذي توفره الأدوية المستخدمة في علاج الصداع , إلا أن الفاعلية لن تستمر وسرعان مايتلاشى المفعول لتتفاجئين بمداهمة أخرى من هذا الإحساس المؤلم , والذي يتفاقم ليصبح أكثر سوءا في معظم الأحيان . وهذا الوصف ينطبق على الصداع الإرتدادي .
لذلك كتعريف رسمي للصداع الإرتدادي بأنه من ضمن أنواع الصداع الذي يتم تصنيفه بأنه ذو تأثير مزمن نتيجة سوء استخدام مسكنات الألم , وتناولها بشكل مفرط رغبة في التغلب على أنواع أساسية أخرى من الصداع المتعارف عليها كالصداع النصفي,أوصداع التوتر والإجهاد.
اقرأ أيضا مواضع الصداع داخل الرأس وعلام تدل من إصابة بالأمراض
آلية حدوث الصداع الارتدادي
من خلال البحث عن كيفية إصابة شخص ما بالصداع الإرتدادي فإن السبب الجوهري المؤدي إلى حدوثه عادة مايرتبط بفرط الإستعمال المنتظم ,والمتكرر للعلاجات الدوائية المسكنة للألم بشكل متواصل , حيث يصبح الجسم معتادا عليها وشيئا فشيئا سوف تنخفض الإستجابة التحسسية تجاه تأثيراتها , الأمر الذي يجعله أكثر احتياجا لمزيد من الجرعات العالية على نحو متكرر بما يحقق نفس المفعول المسكن , ومع الإستمرارية في اتباع هذا النمط الخاطىء عند التعامل مع مسكنات الألم فإن ذلك يرفع من فرص الإصابة بالصداع الإرتدادي.
أعراض الصداع الارتدادي
تتعدد العلامات الدالة على هذا الشكل من الصداع الذي يعد من أكثر الأنواع إيلاما ومن ضمنها:
- الشعور بآلام شديدة ومضاعفة مقارنة بالأنواع الأخرى من الصداع
- تزايد معدلات الإصابة التي لاتقتصر على مرة واحدة يوميا بل أن الأمر يتطور لأكثر من مرة في اليوم الواحد
- بالنسبة للتوقيت الأكثر شيوعا لحدوثه فإنه قد يفاجئك فور الإستيقاظ من النوم صباحا
- الرغبة الشديدة في التقيؤ
- الميل للإحساس بالغثيان
- فرط الحساسية تجاه مصادر ومثيرات الصوت والضوء
- الإحساس المؤقت بالراحة وتثبيط الألم لبعض الوقت وخاصة بعد تناول المسكنات بشكل فوري ثم استئناف عودة الصداع بعد مدة قصيرة لتعاد الكرة مرة أخرى
أسباب الصداع الارتدادي
توجد بعض العوامل التي ترفع من احتمالات إصابة الأفراد بالصداع الإرتدادي أكثرها شيوعا
- الإستخدام المفرط للأنواع المختلفة من مسكنات الألم سواء بوصفة طبية أو بدون
- أثر جانبي لأنواع معينة من الأدوية
- استمرار الإستهلاك المتزايد للعلاجات الدوائية على المدى الطويل
الخيارات العلاجية للصداع الارتدادي
تم التوصل إلى التقنية العلاجية الأبرز للصداع الإرتدادي والتي تنصب على إيقاف استخدام العقاقير المسكنة للألم بشكل تدريجي بناءا على تعليمات الطبيب , حيث يتجه الطبيب إلى وصف أشكال دوائية أخرى كإجراء مساهم في تهدئة الأعراض
نصائح وقائية من الصداع الارتدادي
تتم التوصية ببعض النصائح الطبية التي لابد من الإلتزام بها بما يفيد في الوقاية من نوبات الصداع الإرتدادي المتكررة
- مراقبة جرعات مسكنات الألم المتناوله مع تجنب الإفراط فيها
- يمكن تحويل الإهتمام والإستعانة ببعض الطرق المنزلية للسيطرة على أعراض الصداع حيث تزداد فاعليتها ومن أبرزها الكمادات الباردة، جلسات التدليك، وتقنيات اليوجا، والتأمل.
- البحث عن المشكلات الرئيسية الكامنة وراء الشعور بالصداع ومن أمثلتها مثل اضطرابات النوم، ومشكلات الصحة النفسية التوتر، والاكتئاب.
- الإهتمام بزيارات دورية منتظمة للطبيب المختص وبناءا عليه يتم تحديد العلاج المناسب
في نهاية المقال يجب الإشارة إلى أن تلك المتلازمة الخاصة بالصداع الإرتدادي تتزايد خطورتها خاصة في حال احتواء تركيبات الدواء على مادة الكافيين المتضمن في أنواع عديدة من مسكنات الألم كأحد المكونات, والذي يتفاعل مع منبه الكافيين المتواجد في المشروبات الغنية به ,ومن أمثلتها (القهوة – الشاي – الشوكولاته – مشروبات الصودا الغازية ). مما يزيد من فرص تعرض الأشخاص للصداع المرتد