يعد الصداع من العوارض التي تصيب الكثير منا بسبب العديد من الأسباب والحالات المرضية المختلفة. الجدير الذكر أنه من أهم هذه الحالات هو تعرض الجسم للجفاف وفقدان ما يحتاجه من ترطيب مثالي ومن هنا قررنا أن نقوم اليوم وبشكل مفصل بالحديث عن الداع الناجم عن الجفاف وكيف نستطيع مقاومته والتغلب عليه بمزيد من السهولة؟
ما هو الصداع؟
هذا السؤال لا يستدعي منا إجابة مسترسله فالجميع يعلم ماهو هذا الشعور المؤلم! فهو يعد أحد أهم الأعراض الأكثر شيوعا التي تؤثر سلبا على الحياة اليومية وممارسة أنشطتها حيث أن هناك أنواع مختلفة من الصداع، ولكن يمكن علاج بعضها وتجنب أنواع منها بسهولة، بما في ذلك الصداع الناجم عن الجفاف.
كيف يسبب الجفاف حدوث الإصابة بالصداع؟
في كثير من الأوقات يمكن أن يحدث صداع الجفاف عندما لا يحصل الجسم على كمية كافية من السوائل حيث يمكن أن يكون صداع الجفاف هذا خفيفا أو شديدا مثل الصداع النصفي.
بوجه عام يحتاج الجسم إلى توازن السوائل والكهارل لكي يستطيع أن يعمل بشكل صحيح. فيجب العلم أن الشوارد هي عبارة عن معادن مثل البوتاسيوم أو الصوديوم تساعد على تنظيم وظائف الجسم المختلفة في كل يوم، وهذا بسبب فقدان الجسم للماء من خلال ممارسة بعض الأنشطة مثل التعرق والتبول.
في معظم الأحيان، يتم موازنة كمية السوائل المفقودة من الجسم بكل سهولة من خلال القيام بشرب أو تناول الأطعمة الغنية بالسوائل. ولكن بالرغم من ذلك فمن الممكن أن يفقد الجسم الماء بشكل أسرع من استعادة هذا التوازن الذي يؤدي إلى حدوث الجفاف، ومن ثم يمكن أن يؤدي إلى حدوث المضاعفات، بما في ذلك نوعية الصداع التي نتحدث عنها اليوم.
يمكننا القول بأنه عندما يكون الجسم جافا، فمن الوارد أن يحدث تقلص في الدماغ مؤقتا بسبب فقدان السوائل، مما يسبب هذا الأمر الألم ويؤدي إلى حدوث الصداع بسبب الجفاف أما بعد إعادة ترطيبه، فسوف يعود الدماغ إلى حالته الطبيعية، مما يساعد هذا الأمر على تخفيف الصداع قدر الإمكان.
ما هي أعراض الصداع الذي يحدث بسبب الجفاف؟
يشبه صداع الجفاف الصداع الخفيف أو الصداع النصفي الحاد حيث يمكن أن يحدث في الأمام أو الخلف أو على جانب واحد أو في الرأس بأكملها. فالجدير بالذكر أنه عند تحريك الرأس فقد يسبب هذا الأمر المزيد من الألم إلى جانب بعض الأعراض الأخرى التي تتمثل في الآتي:
- العطش الشديد.
- انخفاض عملية التبول.
- البول الداكن.
- الدوخة.
- التعب والإجهاد.
- جفاف الفم.
- فقدان مرونة الجلد.
- انخفاض ضغط الدم.
- زيادة معدل ضربات القلب.
من الهام معرفة أنه قد يعاني بعض الأشخاص من صداع الجفاف فقط عند إصابة الجسم بالجفاف الشديد حيث أنهم قد يعانون من الأعراض المذكورة أعلاه بالإضافة إلى أعراض أخرى تتمثل في:
- العيون الغائرة العميقة.
- الحمى وإرتفاع درجة حرارة الجسم.
- الهذيان.
- فاقد الوعي.
- انكماش الجلد.
إقرأ أيضا: الصداع عند السعال كعلامة تحذيرية على الأمراض الخطيرة
كيف نستطيع علاج الصداع الناتج عن الجفاف؟
تعد أفضل طريقة لتخفيف الصداع الناجم عن الجفاف هي العمل على معالجة كل من الألم والجفاف في وقت واحد. فإذا كان الشخص يعاني من هذه النوعية من الصداع، فمن الضروري أن يقوم بفعل الآتي:
- زيادة تناول السوائل عن طريق شرب الماء أو السوائل الصحية الأخرى.
- استبدال الشوارد المفقودة من الجسم بالمشروبات الرياضية.
- التقليل من النشاط البدني مؤقتا وتجنب التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة لتقليل التعرق.
- تجنب تناول مشروبات الكافيين حيث يمكن أن تزيد من الجفاف من مشكلة حدوث الجفاف.
في حين أن العلاجات المذكورة أعلاه يمكن أن تقوم بمعالجة الجفاف، إلا أن هذا الأمر قد يستغرق بعض الوقت حتى يختفي هذا النوع من الصداع.
لذا فقد يلجأ عدد من المرضى إلى القيام بتناول بعض المسكنات مثل الأسيتامينوفين أو الإيبوبروفين للمساعدة في السيطرة على الألم قدر الإمكان أما فيما يتعلق ببعض الحالات المرضية الأخرى مثل القيء أو الإسهال المستمر، فقد لا تكون العلاجات المنزلية كافية لتجنب هذه الحالة المرضية الشديدة والمقلقة ومن هنا يجب التوجه إلى أقرب منشأة طبية لمنع الإصابة بأي مضاعفات خطيرة قد تنجم عن هذه الحالة المرضية.
كيف نستطيع وقاية أنفسنا من الصداع الناجم عن الجفاف؟
يجب العلم أن أفضل طريقة لمنع حدوث الإصابة بالصداع الناجم عن الجفاف هي البعد تماما عن إصابة الجسم بأي حالة من حالات الجفاف حيث يمكننا أن نقوم بإتخاذ الخطوات التالية للحفاظ على توازن كمية السوائل والكهارل في الجسم والتي تتمثل فيما يلي:
– العمل بشكل رئيسي على شرب كمية كافية من السوائل حيث يحتاج معظم الناس إلى 8 أكواب على الأقل من الماء يوميا أي حوالي 1.5-2 لتر)، ولكن ينصح دائما بضرورة تقسيم كمية السوائل المستهلكة بدلا من شربها دفعة واحدة لأن هذا الأمر يساعد الجسم في الحفاظ على رطوبته قدر الإمكان.
– الآخذ في عين الإعتبار إحتياج بعض الأفراد إلى المزيد من الماء وبالأخص عند ممارسة التمارين الرياضية أو التعرض للطقس الحار حيث التعرق كثيرا، وزيادة فقدان المياه. لذا فيجب العلم أن شرب المزيد من الماء خلال هذه الأوقات سوف يجدد السوائل الزائدة المفقودة من خلال العرق.
– القيام بإعتياد تناول الأطعمة الغنية بالسوائل مثل الخيار والخضروات الأخرى والفواكه التي تحتوي على نسبة عالية من الماء.
– القيام بعلاج الأسباب الكامنة وراء الجفاف حيث يمكن أن تتسبب الحمى والالتهابات في فقدان الجسم للسوائل أكثر من المعتاد، ومن هنا يمكن أن تساعد معالجة أسباب الجفاف مع زيادة تناول الماء في منع حدوث الجفاف بشكل جذري.
– تجنب تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين حيث من الوارد أن يزيد الكافيين من إنتاج البول، مما يؤدي هذا الأمر إلى زيادة خطر الإصابة بالجفاف.
– الإنتباه إلى ضرورة التقليل من النشاط الشاق خلال الأوقات الحارة أو عند الشعور بالتوعك والإرهاق لأنه من الممكن أن تزيد درجة الحرارة المرتفعة والمرض من احتياجات الجسم من السوائل.