أثناء فترة الحمل إذا قامت المرأة بالحفاظ على عقلية سعيدة ونفسية مريحة، فسوف يولد الطفل بصحة جيدة ومرحة. ولكن إذا كانت الحامل سريعة الانفعال أو تبكي بمعدلات كثيرة، يسيطر عليها الحزن أثناء الحمل، فمن الممكن أن يتم ميلاد طفل يكون أكثر عرضة للإصابة ببعض الخلل في النمو النفسي، والجهاز العصبي. أو يحدث تطور أكثر ويصل الأمر لأمكانية إصابتة ببعض المشكلات المستقبلية التي تتمثل في تأخر النمو والتوحد. ولكن هل يمكن أن تحافظ الحامل على مزاجها الجيد بسهولة طوال فيرة حملها؟ بالطبع ستكون الإجابة بـ لا لأنه توجد العديد من العوامل التي تجعل مزاج المرأة الحامل سلبيا بصورة كبيرة. في العموم سيقوم صحة المرأة اليوم بالعمل على تهدئة غضبك سيدتي، ومساعدتك على الاسترخاء، لكي تمر هذه الفترة بأمان وسلام ويأتي المولود بسعادة إلى دنياه الجديدة، وهذا عن طريق التعرف على أسبابه، وطرق التعامل معه لكي يتم إحتوائه بصورة أيجابية سليمة.
ما هي أسباب إصابة المرأة بالغضب خلال فترة الحمل؟
هناك عدد غير قليل من الأسباب التي تجعل النساء الحوامل يقعن بسهولة في مزاج سيء أثناء الحمل وهذه تتمثل فيما يلي:
-
التغيرات الهرمونية
يجب العلم أن خلال فترة الحمل، تنخفض مستويات هرمون الاستروجين، والبروجسترون بشدة حيث يعد هذا هو السبب الرئيسي الذي يؤثر على مزاج النساء الحوامل، مما يجعل من السهل عليهن اللجوء إلى البكاء، والغضب، وسرعة الانفعال بصورة كبيرة وملحوظة.
-
قلة النوم والتعب
يعد التعب في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل أو قلة النوم في أواخر الحمل أحد أهم الأسباب التي تجعل المرأة دائما تشعر بالإجهاد وعدم الراحة مما يؤدي هذا إلى سيطرة الغضب الشديد على النساء خلال هذه الفترة.
-
دونية الجمال
أثناء الحمل، إذا لم تستطع المرأة أن تقوم بتنظيم تناول طعامها وممارسة بعض الأنشطة البدنية الخفيفة، فمن السهل أن يحدث زيادة كبيرة في وزنها. إلى جانب هذا فيجب العلم أنه خلال فترة الحمل، غالبا ما تواجه النساء الحوامل علامات التمدد، وتورم الأطراف، والوجه. جميع هذه العوامل تجعل النساء الحوامل يفقدن الثقة بأنفسهن، ومن ثم تحدث لهن الإصابة بالغضب الشديد، والإكتئاب المستمر.
-
تربية الأطفال
تعد لحظات تربية الأطفال ليست سهلة وبالأخص عند مزامنة هذه اللحظات مع حملك للمرة الثانية أو الثالثة أو…. إلخ. فأمر تعليم الأطفال ، ورعايتهم عندما يكونون في مراحل تعلمهم أو لعبهم أو مرضهم، لا يصيب النساء الحوامل إلا بالضغط والقلق والغضب.
عواقب غضب وإنفعال المرأة الحامل
يعد أمر قلق المرأة الحامل ليس بالأمر السهل إطلاقا فالجدير بالذكر أنه يسبب بعض الآثار السلبية في قدرة الطفل على التركيز. ليس ذلك فقط، فعند إصابة الحامل ببعض الإنهيارات النفسية فمن الممكن أن يترتب على ذلك زيادة الوزن. وبالتالي يقوم هذا بالتاثير على التمثيل الغذائي بين الحامل والجنين حيث يجعلهم لا يحصلون على ما يكفي من العناصر الغذائية لنموهم، وخاصة نمو الدماغ. إلى جانب هذا فسوف يسبب هذا الأمر بعض التبعيات السلبية على الطفل التي تتمثل فيما يلي:
أولا: فرط النشاط عند الأطفال
عندما تكون النساء الحوامل غاضبات، أو متوترات، فينتج الجسم باستمرار الكورتيزول، والدولبامين. حيث يقوم هذان الهرمونان بالتأثير على الجهاز العصبي، ويجعله في حالة إضطراب شديدة فالجدير بالذكر أن. هذان الهرمونان من الممكن أن ينتقلان عبر الجنين من خلال المشيمة.حيث يجعل هذا الجهاز العصبي للطفل في حالة غير مستقرة، ويصبح خطر فرط النشاط أعلى بكثير.
ثانيا: الإصابة بإضطرابات السلوك
الأمهات الحوامل اللواتي يعانين من اضطرابات نفسية في الثلث الثالث من الحمل غالبا يتعرضن لخطر إنجاب أطفال يعانون من بعض الإضطرابات السلوكية مثل العنف والخوف والقلق الشديد. فالجدير بالذكر ان هذا الخطر يزداد إذا أصبحت الحالة النفسية للحامل في صورة سيئة وغير طبيعية إطلاقا، وبالأخص في الفترة الأخيرة من الحمل.
ثالثا: التأثير على شخصية الطفل
مزاج المرأة الحامل خلال الـ 9 أشهر من الحمل له تأثير كبير على شخصية الطفل بعد الولادة. وبناء على ذلك، فإن الحوامل اللائي غالبا ما يعانين من الانفعال، والغضب أثناء الحمل سوف يلدن أطفالا يقمون بالغضب بصورة سريعة جدا مقارنة بذويهم من الأطفال.
أهم السلوكيات التي يجب على الحامل إتباعها للتغلب على الغضب
- يجب أن تنتبه الحامل إلى مستوى الصوت الخاص بها مع تجنب إرتفاعه عند الحديث والحوار.
- على الرغم من أنه ينصح الحوامل دائما بعدم البكاء، ولكن عند الرغبة في فعل هذا كسلوك لإخراج للطاقة السلبية والمشاعر فيجب القيام بفعله، وعدم التردد لأن قمع المشاعر هذا من الممكن أن يؤدي إلى حدوث الإصابة بالإكتئاب.
- من الهام أن تقوم الحامل بقضاء بعض الوقت في الإسترخاء والترفيه عن طريق مشاهدة التلفاز أو مصاحبة الصديقة المفضلة والحوار معها أو القيام بالتسوق.
- يجب أن تعمل الحامل دائما على الحديث من الجنين حيث يساعد هذا الأمر في ربط الطفل والأم في عاطفة قوية إلى جانب مساعدة دماغ الطفل على التطور بصورة كبيرة.
- العمل على الإلتزام بالتنفس العميق من خلال الحجاب الحاجز.
- العمل على ممارسة تمارين اليوجا والتأمل لما له من فوائد هامة في تهدئة الأعصاب.
- الإهتمام بالتغذية الجيدة وتناول الطعام الصحي الذي يحتوي على جميع العناصر الغذائية والفيتامينات.
- الحصول على قسط كافِ من النوم والراحة.
- ممارسة بعض الأنشطة والتمارين البدنية الخفيفة وهذا الأمر يكون تحت إشراف طبي.
- مشاركه الزوج مشاعر الحمل والحديث معه بشكل مستمر لخلق علاقة ترابطية قوية ما بين الزوج والزوجة وطفلهما.