مع مهام الحياة اليومية التي تتطلب منا الوقوف والجلوس لفترات زمنية أو التحميل على الساقين، فمن الوارد أن تحدث المعاناة من أزمة القصور الوريدي المزمن والتي تصيب الأطراف السفلية. الجدير بالذكر أن هذه الحالة تبدو واضحة من خلال عدم قدرة الأوردة في الساقين على دفع الدم بشكل فعال إلى القلب، مما يؤدي إلى ركود الدم ومن ثم يحدث الشعور بالكثير من مشاعر الألم وعدم الراحة. لذا، سنتحدث اليوم من خلال مقالنا هذا عن أزمة القصور الوريدي الذي يصيب الأطراف السفلية وكيف نستطيع التعامل مع هذه الحالة المرضية بشكل آمن وسليم؟.
القصور الوريدي في الأطراف السفلية
تؤدي الدوالي في الأطراف السفلية أو ضعف وظيفة الجهاز الوريدي الموجود في منطقة الساق المعنية بإعادة الدم إلى القلب إلى ركود الدم ، مما يؤدي هذا الأمر إلى حدوث تغيرات ديناميكية بالدم وتشوه الأنسجة والمحيطة.
تسبب هذه الحالة المرضية الكثير من مشاعر الألم، والثقل في الساقين، وظهور بعض الوذمات في الساق، والشعور بالتنمل، والنمل الزاحف، والتشنجات في الليل. إلى جانب هذا، فمن الممكن أن يؤدي هذا الوضع المرضي إلى حدوث مضاعفات غير قابلة للشفاء والتي من الوارد أن تتمثل في الأكزيما الجلدية، وتقرحات الساق غير الملتئمة، والنزيف، وتضخم الأوردة السطحية، والتهاب الوريد الخثاري، وتجلط الأوردة العميقة …إلخ.
الأسباب المؤدية إلى حدوث القصور الوريدي في الأطراف السفلية
مع هذه الحالة المؤلمة لم يتم تحديد سبب المرض بوضوح، ولكنه مرتبط بعدد من عوامل الخطر بسبب تلف وظيفة صمامات الفحص في الجهاز الوريدي المحيطي، فمن الهام معرفة أن هذه الصمامات تتلف نتيجة بعض الأوضاع والمسببات.
بشكل أكثر توضيحا، وعند يرتبط الأمر ببعض وضعيات المعيشة مثل الوقوف لفترات زمنية طويلة أو الجلوس في مكان واحد لعدد من الساعات أو حمل الكثير من الأثقال ومن ثم إعاقة عملية تدفق الدم، مما يزيد هذا الأمر من الضغط على الأوردة في الساقين، وتحدث حالة من تلف الصمامات الوريدية أحادية الاتجاه لفترة طويلة. عندما تضعف هذه الصمامات، فإنها سوف تقلل من القدرة على منع تدفق الدم مرة أخرى إلى الأسفل بسبب تأثيرات الجاذبية، مما يؤدي هذا الأمر إلى ركود الدم في الساقين.
قد تحدث هذه الحالة المرضية أيضا بسبب العمل في بيئة رطبة، فالجدير بالذكر أن هذا العامل هو الآخر يؤدي إلى تفاقم المرض، بالإضافة إلى النساء اللائي يخضن تجربة الحمل المتعدد والأفراد الذين يعانون من السمنة، ومن يتناولوا الوجبات الغذائية منخفضة الألياف والفيتامينات التي تزيد هذه الحالة المرضية سوءا هم من أهم الفئات التي تشكو من أزمة القصور الوريدي في الأطراف السفلية.
طرق التعامل المثالية مع القصور الوريدي في الأطراف السفلية
لمنع تطور هذه الحالة المرضية، فسوف يحتاج المرضى إلى الحفاظ على أرجلهم مرتفعة عند الراحة، وتجنب الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة من الزمن، بالإضافة إلى أنه من الضروري عند الذهاب إلى الفراش أن نقوم بوضع الساقين بارتفاع 10-15 سم. إلى جانب أهمية ممارسة الرياضة وتمارين اليوجا بشكل عام لزيادة قوة جدران الأوعية الدموية.
يجب علينا أيضا تجنب المواقف التي تعيق تدفق الدورة الدموية في أوردة الساقين حيث من الوارد أن تحدث هذه الحالة أثناء إتباع وضعية القرفصاء والجلوس على أرجل متقاطعة والحد من ارتداء الكعب العالين ومن هنا ينصح بضرورة بتغيير وضعية الجلوس باستمرار لتقليل الضغط على منطقتي الفخذين والحوض، وبالتالي المساعدة في الدورة الدموية.
ينصح أيضا بأهمية التقليل من إرتداء السراويل الضيقة، واختيار الملابس المريحة والأحذية ناعمة للحفاظ على الدورة الدموية في الساقين غير مسدودة مع أهمية ارتداء الجوارب الطبية المرنة لضغط الأوردة الضحلة، مما يساعد هذا الأمر على تحسين الدورة الدموية.
إلى جانب هذا، فيوصى بضرورة فقدان الوزن في حالة زيادة الوزن والسمنة، وتجنب تناول حبوب منع الحمل التي تحتوي على مستويات عالية من هرمون الاستروجين حيث قد ثبت أن هرمون الاستروجين ذو المستويات العالية يغير الدورة الدموية، ويساهم بشكل رئيسي في تطور دوالي الساقين.
من الضروري أيضا الحد من الوقوف لفترات طويلة من الزمن، وتجنب الإمساك، وآخذ نفسا عميقا قدر المستطاع، وممارسة الرياضة بانتظام لزيادة قوة جدران الأوعية الدموية.
يعد تدليك القدم المنتظم طريقة فعالة للمساعدة في تخفيف الأعراض ومنع الإصابة بالدوالي حيث العمل على تعزيز الدورة الدموية، وتخفيف التوتر والضغط في الأوردة، وبالتالي تقليل الضغط ومنع ركود الدم في الأوردة.
إلى جانب هذا وذاك فمن الهام جدا إتباع نظاما غذائيا معقولا، وتناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والألياف الغذائية، وتجنب السمنة عن طريق الحد من تناول المزيد من اللحوم والحلويات وما إلى ذلك، فالجدير بالذكر أن اتباع نظام غذائي غني بالملح يعد سببا شائعا لارتفاع ضغط الدم خاصة عند كبار السن.
على سبيل التوضيح، يقوم ضغط الدم المرتفع بالضغط على جدران الأوعية الدموية، مما يتسبب هذا الأمر في ضعف الوظيفة الأدائية وجعل الأوردة سهلة التمدد، وفي الوقت نفسه تعد الأطعمة الدهنية جدا هي سبب من أهم أسباب ظهور أمراض الدم الدهنية، مما يؤدي هذا إلى تصلب الشرايين وعرقلة الدورة الدموية وتقليل متانة جدران الأوعية.