يربط معظم الأشخاص مابين الألوان والأشياء الإيجابية حيث تسود روح التفاؤل كما تمثل رؤيتنا للتفاصيل الملونة أمرا باعثا للراحة والهدوء مع الإحساس بالأمل, لذلك نعتبر أن مزيج الألوان معا يعد عنوانا للبهجة كل ذلك بالنسبة للشخص العادي الطبيعي الذي يحاول دائما إضفاء لونا للأشياء والخروج من دائرة اللون الأبيض أو الرمادي أو الأسود , إلا أنه على الصعيد الآخر يوجد أشخاص يكون مشاهدة الألوان بمثابة الكابوس المفزع بالنسبة لهم ,وعلى الرغم أن الأمر يبدو غير منطقيا على الإطلاق إلا أنهم مرضى بفوبيا الألوان التي تصل إلى مرحلة مهددة للحياة .. وسوف نقدم لكي بمزيد من التفاصيل كل مايتعلق بالكروماتوفوبيا .
ماهي الكروماتوفوبيا ؟
هل يتعلق هذا اللون الذي قمتي بمشاهدته أمامك بذكريات سيئة ؟ هذا مايعبر عنه نوع من الإضطرابات التي تبدو غير منطقية ولاتحاكي أي اضطراب عقلي أو نفسي قمتي بمصادفته وقد قام العلماء, والخبراء في علم النفس بصياغته تحت مصطلح الكروماتوفوبيا أو رهاب الخوف من الألوان حيث يعد كل لون بمثابة رمز معبر عن دلالة معينة مما يتسبب في ظهور بعض الأعراض الجسدية مابين صعوبات تنفسية , وتسارع وتيرة ضربات القلب عند مواجهة موقف معين يتعلق بشىء ما تداخل معه اللون وأصبح جزءا لايتجزأ من الذكرى .
هل تتخيلين أن اليوم المفضل بالنسبة لكي سواء كان أزرق أو أحمر أو أصفر يحاول شخص آخر تجنبه سواء في ألوان الملابس ,والحقائب, والأحذية وعقب ملاحظة كل تلك الأمور المضطربة تجاه الألوان التي تعد من العناصر الأساسية المتداخلة مع مختلف الأشياء في الحياة اليومية حتى أن دهانات الحوائط من حولنا تكون ملونة , ومن هنا كان من الصعب أن نتخيل أن الألوان لن تكون دائما هذا المصدر الذي يبعث البهجة في النفوس , بل يمكن أن يكون رؤيتها جالبا للحزن والقلق وهذا لايكون متعلقا بسبب طبي بل نفسي في إشارة إلى وجود أحد المشكلات النفسية .
بما أن حوادث العنف ,ومشاهد الدماء عادة ماتكون مرتبطة باللون الأحمر في دلالة على الإصابات والموت وتلك الروح التشاؤمية التي يجلبها تأثير هذا اللون , بينما في أنواع أخرى من الحالات تصبح بعض الألوان أكثر إثارة للخوف والقلق والتوتر مما يؤثر على الأنماط الحياتية اليومية بشقيها العملي والإجتماعي
تم إعطاء مسمى الكروماتوفوبيا كمفهوم عام لوصف رهاب الخوف من جميع الألوان إلا أنه تم تخصيص كل نوع من الفوبيا ليعبر عن حالة بمفردها تصيب الأشخاص ومتعلقة بلون واحد محدد
رهاب اللون الأزرق
حوداث الغرق وفشل إنقاذ شخص تمثل تجارب مؤلمة خاصة إذا كان عزيز ومقرب إلى القلب يمكن أن تثير مخاوف الشخص تجاه اللون الأزرق الذي يعبر عن مياة البحر المميزة بهذا اللون المقارب للون السماء التي تعلوه ويعرف برهاب السيانوفوبيا
رهاب اللون الأصفر – Xanthophobia
تعود الأصول الأولية لهذا الرهاب إلى الإمبراطورية الصينية في العصور القديمة حيث كانت الشعوب الصينية تخاف وتفزع من مشاهدة الوشاح الأصفر والذي كان يعبر عن الأمر الذي أصدره الإمبراطوره بالحكم على أحد الأفراد بالموت., ولعل السبب الجوهري الذي يفسر هذا الرهاب بوجخ عام يرجع إلى خوض تجارب سيئة تداخلت مع اللون الأصفر وكان له دورا بارزا في عدم نسيانها كوقوع حادث سيارة صفراء اللون مما يجعل اللون مستقر في منطقة اللاوعي في العقل باعثا لمخاوف الخوف والقلق عند رؤيته
– الخوف من اللون الأخضر – Prasinophobia
إذا مررتي بتجربة مرضية سببت لكي عدوى من حمام السباحة والتي سببتها الطحالب الضارة ذات اللون الأخضر فسوف يكون في ذهنك دائما خوفا مزمنا نابعا من إصابة سابقة بجرثومة المعدة
– فوبيا اللون البرتقالي – Chrysophobia
سوف يتولد خوفك الداخلي من اللون البرتقالي من بعض المواقف المختلفة المثيرة للتوتر, والتي تكررت أكثر من مرة مثل انسكب كوب عصير البرتقال على جهاز الكمبيوتر المحمول مما يجعل المريض يهاب من من أي شىء ذو لون برتقالي وربما يمتد لشعور مضاعف بالذعر عقب مشاهدة الشمس
– رهاب اللون البني – Kastanophobia
يمكن مشاهدة اللون البني في فراء الحيوانات , وربما مر الشخص بتجربة هجوم لأحد الحيوانات المفترسة مما ترك تأثيره السلبي على النفسية بحيث يعاني المصاب بهذا الإضطراب من سيطرة إحساس الهلع ,حتى أن الأمر يمتد إلى تناول الأطعمة أو المشروبات بنية اللون مثل القهوة والشيكولاتة واللحوم والبقول
– رهاب اللون الأبيض
يرمز اللون الأبيض إلى النقاء لذلك ربما يكون لونك المفضل إلا أنه بالنسبة لبعض الأشخاص يرتبط بخوض تجربة زواج فاشلة رسخت داخله عقدة من الزواج حيث من الشائع أن يكون لون فستان العرس أبيض
– الخوف من اللون الأسود
في حين أن الأسود هو ملك الألوان إلا أنه مكروها بالنسبة لآخرين حيث يحمل رائحة الموت ويعبر عن وجود شر والأجواء المفعمة بالموت , ومن جانب آخر يكون خوفهم الأساسي من الأسود متعلقا بالملابس المتسخة
أسباب الخوف من الألوان
من خلال البحث عن السبب الأكثر شيوعا فهو يتولد من نوع من اضطراب مابعد الصدمة الذي يمثل مقدمة لرهاب الخوف من الألوان , وقد يكون ناجما من الحوادث السيئة التي وقعت في الماضي وفي مرحلة الطفولة , أو الجراح التي لم تلتئم مثل حوادث الإغتصاب والإعتداء الجسدي , وقد تتداخل العوامل الوراثية مع الأمر نتيجة تـأثير جينات معينة , مع عوامل كميائية موجودة في الدماغ أدت إلى إثارة الخوف من الألوان
اقرأ أيضاالدهونفوبيا .. هل تعانين من رهاب الخوف من السمنة ؟
أعراض الخوف من الألوان
تتفاوت علامات فوبيا الخوف من الألوان بين شخص وآخر بناءا على درجة الخوف
- سيطرة نوبات القلق والتوتر الشديد وقد يواجه البعض نوبات الهلع المزمنة
- صعوبات تنفسية
- التعرق المفرط
- اضطرابات نظم القلب مما يؤدي إلى عدم انتظامه
- الميل للشعور للقىء والغثيان
- حالات جفاف الفم وفقدان الرطوبة
- صعوبات كلامية تعوق التحدث أو تكوين جملة مفيدة
يسعى العديد من أخصائي الصحة النفسية إلى توظيف تقنيات علاجية معينة مثل التنويم المغناطيسي مع اتباع أساليب البرامج العصبية اللغوية والأشكال العلاجية التي تنطوي على حضور جلسات الصحة النفسية , وقد يجد الطبيب أن الحاجة ضرورية لوصف العقاقير المضادة للقلق لتخفيف شدة التوتر.