قد نتعجب من وجود تقنية علاجية قوامها الأساسي الكسل , فمن الطبيعي أن يشجع الأشخاص حالة النشاط والحيوية والإنطلاق , مع السعي لمقاومة حالات الخمول وانخفاض مستويات الطاقة إلا أنه من خلال البحث عن وسائل فعالة لطرد الضغوط المتزايدة والتي تجلب إرهاقا وتذبذب للنفسية .وتجعلها في حالة من الإضطراب الدائم فقد توصل الخبراء في مجال الصحية النفسية إلى طريقة مثالية تم صياغتها تحت مسمى ( الكسل العلاجي ) والتي تهدف قيمته الجوهرية إلى تعزيز جانبي الصحة الجسدية والنفسية الأمر الذي يمنح الشخص الهدوء والإسترخاء .. وسوف نقدم من خلال مقالنا فوائد الكسل العلاجي
نبذة عن الكسل العلاجي
نبذة عن الكسل العلاجي
في ظل تزايد المهام المكتبية التي يجد الأشخاص أنفسهم في مواجهتها والتي تتطلب الإنجاز فإن يصبح من الصعب التمتع بفترات من الراحة بين أعباء العمل , والبعض منهم قد قاموا بتنظيم أنفسهم على العمل المتواصل بدون راحة ولو حتى لوقت قصير حيث يكون لديهم معتقدات بأن الإسترخاء لبعض الوقت قد يحمل جانب من التأثيرات السلبية , فمن الغريب أن تسيطر عليهم مشاعر القلق والتوتر تجاه الإسترخاء , ويمكن أن يتطور الأمر إلى اضطرابات الصحية النفسية
فوائد الكسل العلاجي
فوائد الكسل العلاجي
من أجل الإدارة الجيدة للتوتر والإكتئاب فإن بعض الأشخاص يضعون هدف الإعتناء بالذات وتفضيل الأنشطة المريحة في المقام الأول ووضعها ضمن قائمة الاولويات ,التي تتم ممارستها بشكل متعمد دون الشعور بأي ذنب , وتتعدد الفوائد الصحية التي يمكن تحقيقها في ظل ممارسة الكسل العلاجي المحمل بتأثيرات إيجابية على كلا من الصحة الجسمانية والنفسية ويتم رصد عدد من الفوائد على النحو التالي:
1-مكافحة التوتر
مكافحة التوتر
هؤلاء الأشخاص الذين يتبعون منهج الكسل العلاجي لاينظرون للراحة بإعتبارها مضيعة للوقت الثمين بل هي في معتقداتهم مصدرا للرفاهية والمتعة , حيث يكون لديهم تقديرا خاصا لقيمة الراحة وتقديسا لها ويرون أنها من الحقوق الأساسية لكل فرد بهدف امتصاص المستويات العالية من التوتر حيث يساهم في التخلص من حوالي 43% إلى جانب دعم الإحساس بالهدوء واستعادة التوازن النفسي، وذلك لأن التمتع بفترات مناسبة وكافية من الراحة عن قصد سوف يدعم الوظائف العقلية ويساعدها على العمل على نحو أفضل
اقرأ أيضا متلازمة الاحتراق النفسي .. مابين ضغوط العمل وعدم التقدير
2-زيادة انتاجية العمل
زيادة انتاجية العمل
إن تبني أسلوب الكسل العلاجي سوف يقدم تأثيرات إيجابية مذهلة في إطار العمل على تحسين القدرة الإنتاجية في مجالات العمل المختلفة , وذلك لأن الراحة المتعمدة تزيد من قابلية الشخص على إخضاع أفكاره للمعالجة مما يساعد في إثراء ذهنه وعقله , مما يعزز من إنتاج المزيد من الأفكار الجديدة , ومن ثم حصد الكثير من التطورات .وسوف تفيد تلك الطريقة في المساعدة على تحفيز القدرة الإبداعية التي تولد أفكار رائعة تجعل الشخص أكثر ابتكار
3-تدعيم وظائف العقل
يحتاج العقل إلى إمداده بإمكانيات تفريغ الفوضى التي بداخله والوصول به إلى مساحة من الهدوء وهذا مايوفره أسلوب الكسل العلاجي الذي ثبت أنه من التقنيات المعززة للصحة العقلية ومن ثم تقليل مخاطر الإصابة بالإضطرابات الدماغية , وذلك عن طريق تنشيط التركيز ورفع الكفاءة الإنتاجية مع استئناف أوقات العمل
4-مقاومة التقلبات المزاجية
مقاومة التقلبات المزاجية
من أجل تحسين الحالة النفسية واستعادة الهدوء للتمتع بمزاج أفضل فمن الضروري العمل على إدراج قواعد الكسل العلاجي ضمن روتين العمل وممارسته بشكل منتظم بهدف تخفيف مشاعر الإرهاق واضطراب الإكتئاب الحاد الذي يجعل الشخص يعاني من الحزن والإحباط بما يساهم في دعم جوانب الصحة العامة
5-تحسين الصحة البدنية
يجب أن يحظى البدن بمزيد من الإهتمام من خلال تحقيق التوازن بين ساعات العمل وفترات الراحة , لأن الإجهاد المفرط الزائد عن الحد جراء كثرة الإنخراط في عمل مستمردون الحصول على راحة لبعض الوقت مما يرفع من احتمالات الإصابة ببعض المشكلات , وبالتالي فإن تبني ممارسة الكسل العلاجي يساعد في الحد من تطور المضاعفات الناجمة عن الإرهاق المزمن , ومن ثم تحسين جودة النوم وتعزيز مقاومة الجهاز المناعي ضد العدوى المرضية
خطوات ممارسة الكسل العلاجي
خطوات ممارسة الكسل العلاجي
1- اختيار أنواع الأنشطة المريحة
يجب أن يتولى الشخص تحديد الأنشطة التي تحقق الراحة والرفاهية لصاحبها مثل قراءة كتاب, أو الاستماع إلى الموسيقى الناعمة ، أو التمشية في الطبيعة، أو قضاء وقت لطيف مع العائلة أو حتى لمجرد الإستلقاء لبعض الوقت على الأريكة
2-تخصيص وقت معين للراحة
لابد من التخطيط الجيد بوضع جدول يومي أو أسبوعي يحدد وقت حصولك على الإسترخاء لإعادة شحن طاقتك ,مع مراعاة التأكد من عدم وجود التزامات ضرورية في هذا التوقيت من الأجازة
3-التخلص من عقدة الشعور بالذنب
يجب عدم تحميل الذات ذنبا كبيرا عند اقتناص بعض الوقت لإراحة الجسد والذهن , فمن المهم جدا الإعتراف والتصديق بأهمية الراحة لصحتك وسلامك النفسي لذلك لابد من التصالح مع النفس
4-ممارسة اليقظة الذهنية
لابد من تقنين ممارسات اليقظة الذهنية القائمة على العديد من الأنشطة الداعمة للصحة النفسية ومن أبرزها تقنيات التأمل والتنفس العميق بما يساهم في تحقيق أهداف الإسترخاء ,والإستمتاع باللحظة الحالية
5-تجنب المشتتات المختلفة
يجب التركيز على وقت الراحة في حد ذاته بعيدا عن أي عوامل مشتتة للإنتباه مثل التلفزيون أو الهواتف المحمولة، خلال وقت حصولك على الإسترخاء ,وإراحة جسمك وعقلك والتركيز فقط على لذة الشعور بالهدوء