عند اللجوء إلى تناول الحبوب المنومة فإنها تقوم بالعمل على حل مشاكل النوم مؤقتا أي على المدى القصير. فيجب العلم أنه في حالة إستخدمها على المدى الطويل وبدون إستشارة الطبيب، فمن الممكن أن تسبب بعض التاثيرات والآثار الصحية الخطيرة التي قد تؤدي إلى الوفاة. لذا فقد جئنا اليوم نتعرف على ما هي الحبوب المنومة وأهم المخاطر الصحية المترتبة جراء تناولها بشكل غير صحيح وبدون إشراف طبي. فهيا بنا
ما هي الحبوب المنومة؟
الحبوب المنومة أو كما يطلق عليها البعض مساعدات النوم هي عبارة عن أي أدوية أو أعشاب يمكن أن تساعد الأفراد الذين يعانون من الأرق على النوم. فمن الهام معرفة أن هناك 3 مجموعات رئيسية من الحبوب المنومة يتم الإستعانة بها عند الحاجة إليها وسنقوم لاحقا بذكرها بمزيد من التفصيل.
ما هي أنواع الحبوب المنومة التي يتم إستخدامها؟
1) الحبوب المنومة الموصوفة طبيا
توجد العديد من الحبوب المنومة التي لا يستطيع المستهلك الحصول عليها إلا من خلال وصفة طبيبة. فالجدير بالذكر أن هذه الانواع من الأدوية يتم إستخدامها بدقة وحرص وحسب توجيهات الطبيب تجنبا لحدوث أي آثار سلبية او مضاعفات صحية.
2) الأدوية المنومة المتاحة دون وصفة طبية
يمكن التعامل مع بعض الأدوية الموصوفة لعلاج بعض الحالات المرضية على إنها أدوية مهدئة او منومة لا يستلزم الحصول عليها وصفة طبية، ولكن لا يزال يتعين علينا تطبيق معايير الآمن والسلامة عند القيام بإستخدامها.
من أهم هذه الادوية هي مضادات الهيستامين التي غالبا ما تستخدم للسيطرة على الحساسية ولكن بسبب تأثيرها المهدأ فيتم تسويقها أيضا كحبوب منومة. إلى جانب بعض الادوية التي تعالج المشاكل الصحية الأخري مثل السعال والحمى أو احتقان الأنف ونزلات البرد.
3) المكملات الغذائية
يتم التعامل مع المكملات الغذائية على أنها منتجات آمنة فهي ليست أدوية بالمعنى الواضح. فالجدير بالذكر أنه في كثير من الاوقات يتم وصف الميلاتونين للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النوم بسبب اختلافات المنطقة الزمنية، أو العمل بنظام الورديات، أو بسبب التعرض لبعض تغيرات إيقاع الساعة البيولوجية.
ما هي فوائد تناول الحبوب المنومة؟
الفائدة الرئيسية جراء تناول معظم مساعدات النوم هي أنها تحفز النعاس لكي يستطيع مصابي الأرق أن ينامو بسهولة أكبر وبشكل مستمر وعميق.
ينتج عن أمر تناول الحبوب المنومة هو تحسين جودة النوم ومدته مما ينتج عن ذلك زيادة التركيز والإنتاجية العملية. بالإضافة إلى ذلك، فإنه يتسبب في إعادة ضبط جدول النوم ومن ثم الحصول على مواعيد نوم وإستيقاظ أكثر انتظاما.
ولكن نظرا لخصائص هذه الحبوب الدوائية فإنها تعمل بشكل سريع وينتهي بها الأمر بسرعة أكبر ولا يمكنها علاج السبب الجذري للأرق إن وجد. مما يعني هذا أنه لا ينبغي استخدامها على المدى الطويل حيث يمكن أن يكون هذا الامر خطيرا وضار جدا.
ما هي مخاطر تناول الحبوب المنومة بطريقة خاطئة؟
أولا: الشعور بالنعاس والخمول
نظرا للآثار الجانبية المترتبة على تناول الحبوب المنومة فإنها من الممكن أن تؤدي إلى بقاء من يقوم بتناولها في حالة من النعاس حتي صباح اليوم التالي. مما ينتج عن هذا الإصابة بعدم اليقظة، وفقدان التركيز، والتأثير على أنشطة الحياة اليومية.
تعد انخفاض القدرة على البقاء مستيقظا أثناء القيادة هي واحدة من أهم مشاكل تناول الحبوب المنومة حيث عدم إمكانية التحكم جيدا أو الاستجابة بسرعة للمواقف غير المتوقعة بسبب قلة التركيز مما يزيد هذا الأمر من الحوادث المرورية بصورة كبيرة.
الجدير بالذكر أيضا، أن التأثيرات المهدئة القوية لبعض الحبوب المنومة من الممكن أن تشعر من يقوم بتناولها بالارتباك أو الدوار أو عدم القدرة على التركيز. مما ينتج عن ذلك التعرض لخطر السقوط أو الحوادث الأخرى.
ثانيا: فقدان الذاكرة أو المشي أثناء النوم
عند استخدام الحبوب المنومة على المدى الطويل أو بجرعات عالية، فمن الممكن أن تسبب بعض الآثار الجانبية المقلقة مثل فقدان الذاكرة أو المشي أثناء النوم ومن أهم الأدوية المسببة لذلك البنزوديازيبينات مثل (تريازولام، وديازيبام، وبرومازيبام).
قد ظهرت هذه الحالات المرضية ايضا مع الأشخاص الذين يستخدمون مساعدات النوم الأحدث مثل الزولبيديم حيث تقوم بزيادة فرص النسيان، والتقليل من التركيز، والقلق بكل سهولة مما ينتج عن هذا إرتكاب الأخطاء في العمل وكذلك الدراسة والأنشطة اليومية.
يعتبر المشي أثناء النوم من الأمور الخطيرة جدا، فعندما لا يكون الشخص على علم بهذه المشكلة بشكل كافي فسوف يعمل على إيذاء نفسه أو الآخرين. لذا فيجب عند ملاحظة أي أعراض غير طبيعة أو سلوكيات غريبة القيام وبشكل فوري نحو إستشارة الطبيب لكي يقوم بالتعامل مع هذا الامر بشكل صحي وسليم.
ثالثا: التفاعل مع الادوية الأخرى
يجب توخي الحذر الشديد عند الجمع بين الحبوب المنومة وبعض الأدوية الأخرى، وخاصة مضادات الاكتئاب، أو مضادات الهيستامين حيث يعد الاستخدام المتزامن لاثنين أو أكثر من الأدوية التي تخفض الجهاز العصبي المركزي أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى بطء التنفس، وقد يصل الأمر إلى حدوث الوفاة.
بالإضافة إلى ذلك، فيقوم أغلب الأطباء بالتوصية على ضرورة عدم تناول المشروبات الكحولية عند تناول الحبوب المنومة لأنه من الوارد ان يصل هذا الأمر إلى مرحلة التسمم.
رابعا: الاعتماد على الحبوب المنومة بشكل دائم
عندما القيام بتناول الحبوب المنومة لفترة طويلة، فسوف يعتاد الجسم عليها ويقلل تدريجيا من استجابته لنفس الجرعة. مما ينتج عن ذلك قيام المستخدم بالعمل على تناول جرعات أعلى وأعلى لتحقيق نفس التأثير الذي كان يحدث من قبل.
لكي نعمل على تقليل هذا الخطر، فيوصي الأطباء بعدم تناول الحبوب المنومة لمدة تزيد عن 7 إلى 10 أيام، ما لم يقوم الطبيب بالتوجيه لذلك. لذا فيجب عند إنخفاض فاعلية الدوام المنوم المتناول عدم القيام بزيادة الجرعة بشكل تعسفي والإستعانة بالطبيب تجاه هذا الأمر.
يجب العلم أنه عند زيادة الجرعة المتناولة من هذه الحبوب دون استشارة الطبيب فمن الممكن أن يسبب هذا الأمر دخول الشخص في حالة طارئة تتطلب عناية طبية خاصة، لأن الجرعات الزائدة من هذه الحبوب يمكن أن تضعف من وظائف الجسم لدرجة التسبب في فقدان الوعي والغيبوبة وفشل الجهاز التنفسي وقد يصل الأمر حتى الموت.
يعد من الصعب علينا الإجابة على عدد الحبوب المنومة المناسبة التي يجب تناولها، لأن الجرعة التي يتم إعتمادها من قبل الطبيب تعتمد على الحالة المحددة والدواء، وكذلك معدل الاستجابة لكل شخص. لذلك فمن الأفضل دائما إستخدام الأدوية على النحو الذي يحدده الطبيب لتجنب أي آثار جانبية من الوارد حدوثها.
خامسا: إدمان الحبوب المنومة
قد يؤدي تناول الحبوب المنومة لفترات طويلة إلى صعوبة إيقاف تناولها والإعتياد عليها ومن هنا تسمى هذه الحالة بالإدمان حيث ينتج عنها معاناة المرضى من القلق والتهيج وزيادة معدل ضربات القلب والأرق في حالة عدم تناول هذه الأدوية.
من الوارد أن يعاني بعض الأشخاص من الأرق المتكرر أو مشاكل النوم التي تزداد سوءا قبل القيام بإتخاذ قرار إيقاف هذا الدواء. وفي العموم عند الرغبة في التوقف عن تناول الحبوب المنومة، فيجب وبشكل فوري التواصل مع الطبيب المختص لأنه سوف يقوم بوضع خطة محددة لتقليل الجرعة المتناولة تدريجيا، وكذلك تقليل الأعراض غير السارة أثناء التوقف عن تناول هذه الحبوب.