تتعاظم وتتجلى قدرة الخالق أثناء فترة حمل المرأة فمن ضمن هذه الروائع هو تواجد المشيمة داخل جسم الحامل التي تعد من الأجزاء الهامة التي تقوم بلعب دورا رائعا خلال فترة الحمل حيث تقوم بالمحافظة على حياة الجنين لأنها تعمل كدرع واقي لحمايته ضد أي مشكلات أو صدمات. في العموم يوجد العديد والكثير من المعلومات المثيرة حول المشيمة من حيث أهميتها لصحة الأم والطفل التي سوف نقوم بالتعرف عليها من خلال سطور مقالنا التالية.
ما هي المشيمة؟
تعد المشيمة من الأعضاء التي يحدث لها تطور في رحم المرأة أثناء فترة الحمل فهي تتميز بكونها مشابهة للكعكة المستديرة ذو اللون الأحمر، والسطح الأملس. فالجديربالذكر أنه يقوم بربط الجنين عن طريق الحبل السري بجدار رحم الأم.
يجب العلم أن هذا العضو يوفر الأكسجين، والمواد المغذية للجنين النامي، إلى جانب القيام بإزالة الفضلات من دم الطفل. الجدير بالذكر أيضا أن المشيمة تعلق على جدار الرحم ومن هنا ينمو الحبل السري للطفل من الذي عادة ما يتم ربطه بأعلى الرحم أو من جانبه أو أمامه أو خلفه.
في بعض الحالات النادرة من الممكن أن يحدث إلتصاق في المشيمة بالمنطقة السفلية من الرحم، وعندما يحدث هذا، يطلق على هذه الحالة المشيمة المنخفضة، أو المشيمة الأمامية.
ما هو موضع المشيمة؟
بعد فهم ما هي المشيمة من المحتمل أن تشعر الأمهات الحوامل ببعض الفضول تجاه الرغبة في معرفة موضع المشيمة حيث أنه في الأسبوع الـ 11-12 من الحمل، يمكن للأطباء رؤية صور المشيمة من خلال الموجات فوق الصوتية. فالجدير بالذكر أن هناك 4 أماكن طبيعية تعلق فيها المشيمة وتتطور، ولا تؤثر سلبا على صحة الأم والطفل وهم:
- التصاق المشيمة بالجبهة أمام جدار الرحم: وفي هذا الوقت من المرجح أن تضطر المرأة الحامل إلى اللجوء للولادة القيصرية.
- تلتصق المشيمة بالظهر أي خلف جدار الرحم.
- تلتصق المشيمة بالجزء العلوي من جدار الرحم.
- تلتصق المشيمة بالجانب الأيمن، أو الأيسر من الرحم.
ما هو هيكل المشيمة؟
تتكون المشيمة من أنسجة المرأة الحامل، والأنسجة المشتقة من الجنين، وهي تتألف من أرومات مغذية حيث تعد هذه هي التي تشكل طبقة الخلايا الخارجية للكيسة الأريمية، فأثناء عملية الزرع تتكاثر الانفجارات المستزرعة في العدد، وتمتد إلى داخل جدار الرحم أي إنها تتشكل في نهاية المطاف بنية تشبه الإصبع، وتسمى في ذلك الوقت بالزغابات المشيمية.
تتلامس الزغابات المشيمية المحاطة بدم الأم اتصالا مباشرا بالخلايا الأرومية التي تغذي الجنين إلى جانب الفيشالويد الذي يعد جزء من المشيمة، ويحيط بالخملات المشيمية، ويحتوي على دم المرأة الحامل.
ما هي وظيفة المشيمة؟
تعد المشيمة هي عضو من أعضاء الحياة حيث ترتبط مشيمة الأم بطفلها من خلال الحبل السري، ومن خلال هذا الاتصال، يمكن للمشيمة القيام بالآتي:
- تصفية وتوصيل العناصر الغذائية المهمة للجنين النامي، بما في ذلك الأكسجين.
- الحفاظ على سلامة جسم الطفل، وصحته عن طريق إزالة الفضلات من دم الجنين.
- دعم ورعاية وحماية الطفل، والحفاظ عليه من تلقي العدوى.
إقرأ أيضا: حقنه الرئة للحامل وأهم المعلومات عنها
ما هي المشاكل المرتبطة بالمشيمة؟
من المؤكد أن النساء الحوامل يعرفن أهمية المشيمة، وسوف يرغبن أيضا على الجانب اللأخر القيام بفهم المشاكل المتعلقة بها لكي يستطيعن التعامل معها تحت أي ظروف محيطة من الوارد حدوثها.
يجب العلم أن أثناء الحمل، يمكن أن تحدث مشاكل في المشيمة بما في ذلك انفصال المشيمة، والمشيمة الأمامية مما يؤدي هذا إلى حدوث النزيف المهبلي لذا يجب على المرأة عند رؤيتها لبعض الأعراض الغير طبيعية أن تقوم بإستشارة الطبيب المتابع لحالتها لتجنب حدوث أي مضاعفات صحية لها. وتتمثل هذه الأعراض فيما يلي:
- النزيف المهبلي.
- الآلام في منطقة البطن.
- آلام الظهر.
- تقلصات الرحم.
إلى جانب ما سبق ذكرة يجب العلم أنه توجد بعض المشاكل الأخرى المتعلقة بالمشيمة، وتتمثل فيما يلي:
أولا: إنفصال المشيمة المبكر
هذه الحالة ينفصل فيها جزء من المشيمة، أو كلها عن الجدار الداخلي للرحم قبل الولادة حيث يمكن أن يقوم هذا بحرمان الطفل من الأكسجين، والمواد المغذية الواردة له ومن ثم يسبب النزيف الحاد الذي يمكن أن يؤدي إلى تمزق المشيمة وهنا يتطلب الأمر اللجوء للولادة المبكرة بشكل فوري وسريع للحفاظ على صحة الأم والطفل.
ثانيا: المشيمة المنزاحة
يحدث الحمل المشيمي عندما تغطي المشيمة عنق الرحم (مخرج الرحم) جزئيا، أو كليا. فالجدير بالذكر أن عادة ما تكون فرص الإصابة بالمشيمة الأمامية أكثر شيوعا في المراحل المبكرة من الحمل، وقد تختفي مع نمو الرحم أما إذا إستمر الأمر إلى لحظة الولادة يمكن أن يسبب مهاجم المشيمة هذا حدوث الإصابة بالنزيف المهبلي الحاد أثناء عملية الولادة، ويوصى الطبيب آنذاك الوقت باللجوء إلى الولادة القيصرية.
يجب العلم أن إدارة هذه الحالة تعتمد على مقدار تدفق الدم، وما إذا كان النزيف قد توقف أم لا، وطول فترة الحمل، وموضع المشيمة، وصحة الأم والطفل.
ثالثا: المشيمة الملتصقة
في بعض الأوقات تنفصل المشيمة عن جدار الرحم بعد الولادة حيث يظل جزء من المشيمة أو بكاملها ملتصق بقوة داخل الرحم. فالجدير بالذكر أن هذه الحالة تحدث عندما تنمو الأوعية الدموية، وأجزاء أخرى من المشيمة بشكل عميق جدا في جدار الرحم.
يجب العلم أن هذا الأمر يمكن أن يسبب فقدان الدم الشديد أثناء الولادة حيث أنه في بعض الحالات، تغزو المشيمة عضلات الرحم أو تنمو عبر جدار الرحم مما يجعل هذا الطبيب يقوم بإتخاذ القرار بضرورة العمل على إستئصال الرحم للحفاظ على صحة الأم ضد أي مخاطر.
رابعا: المشيمة المحتبسة
في حالة إذا لم يتم إخراج المشيمة في غضون 30 دقيقة بعد الولادة؛ وهذا ما يسمى انفصال المشيمة، فيمكن أن تحدث المشيمة المتبقية العالقة خلف عنق الرحم إغلاقا جزئيا في هذه المنطقة، وهذا لأن المشيمة لا تزال متصلة بجدار الرحم. في العموم إذا تركت هذه المشكلة دون علاج، فمن الممكن أن يسبب انفصال المشيمة عدوى شديدة، أو فقدان دم يهدد حياة الأم فيما بعد.
ما الذي يمكن أن تفعله النساء الحوامل لتقليل خطر الإصابة بمشاكل المشيمة؟
لا يمكن الوقاية من معظم مشاكل المشيمة بشكل مباشر، ولكن من الممكن القيام بإتخاذ بعض الخطوات لتعزيز الحمل في صورته الصحية:
- زيارات الحمل المنتظمة مع الطبيب المختص.
- متابعة الحالة الصحية بشكل منتظم وبالأخص مع بعض المشكلات مثل ارتفاع ضغط الدم.
- البعد عن التدخين السلبي والمباشر.
- التحدث دائما مع الطبيب فيحالة ظهور أي أعراض أو أمور غير طبيعية تنذر بحدوث بعض المخاطر الصحية.
عزيزتي .. إذا كنتِ قد عانيتي مسبقا من مشاكل في المشيمة أثناء الحمل السابق وتخططين لإنجاب طفل في وقت لاحق؛ فيجب أن تقومين على الفور بالتحدث إلى طبيبك حول طرق تقليل خطر الإصابة بهذه الحالة مرة أخرى للحفاظ على صحتك وصحة طفلك مستقبليا.
بعض الأشياء المثيرة للاهتمام التي يجب أن تعرفها النساء الحوامل عن المشيمة
- تتكون المشيمة من 50٪ من خلايا الأم، و 50٪ من خلايا الطفل حيث عادة ما يكون وزن المشيمة الـ 1/6 من إجمالي وزن الطفل.
- أظهرت دراسة حديثة أن من خلال المشيمة، يمكن للجنين القيام بإيداع جزء من الخلايا الجنينية الحاملة للحمض النووي في جسم الأم حيث توصل بعض العلماء إلى وجود بعض الخلايا الجنينية في الدم، والعظام، والجلد، والكلى، والكبد لبعض النساء الذين أنهوا حملهم قبل 20 عاما. فالجدير بالذكر أن بعض الأدلة تشير إلى أن هذه الخلايا تساعد أيضا في حماية الجسم من بعض الأمراض الخطيرة مثل سرطان الثدي، ومرض الزهايمر لدى كبار السن.
- تعد المشيمة هي العضو الوحيد الذي يستخدمه الجسم مرة واحدة أثناء الحمل، ولا يعاد استخدامه مرة أخرى حيث أنه بعد الولادة بـ 30 دقيقة؛ سينقبض الرحم ويدفع بقية المشيمة إلى خارج الجسم.
- من اللحظة التي تبدأ فيها البويضة في الإخصاب تتشكل خلايا المشيمة أيضا في جسم المرأة.
- المشيمة هي عضو خاص، ويعبر عن الخصائص الفريدة لكل فرد حيث تختلف كل مشيمة في الشكل، والحجم، والموقع .
- في الأسبوع الـ 40 من الحمل، إذا لم يحدث المخاض بعد؛ سيكون هناك حالة تكلس خطيرة للغاية. لذا فيجب على الأمهات الحوامل الذهاب بانتظام لإجراء الفحوصات اللازمة لاتخاذ التدابير السليمة في الوقت المناسب.
في النهاية ومن خلال مقالنا اليوم، نأمل أن يكون لدى النساء الحوامل فهم واضح لماهية المشيمة؟ وأهم مشكلاتها التي يجب التعامل معها بشكل فوري من خلال المختصين عند القيام بإكتشافها.