يُعد مرض السكري من الأمراض المزمنة والمنتشرة عالميا حيث أنه يشكل تحديا صحيا خطيرا للمرضى. الجدير بالذكر أن هذا المرض من الممكن أن يؤدي إلى تطور تعقيدات ومضاعفات حادة قد تؤثر سلبا على جودة الحياة وتعيق القدرة الوظيفية للمريض. تُعرف المضاعفات الحادة لمرض السكري بأنها الحالات المرضية المفاجئة والخطيرة التي تتطلب تدخل طبي فوري لمنع حدوث أضرار خطيرة أو حتى الوفاة. لذا سنستعرض في هذا المقال بعض المضاعفات الحادة الشائعة لمرض السكري. فلنبدأ الآن
المضاعفات الحادة لمرض السكري
أولا: نقص السكر في الدم
يحدث نقص السكر في الدم عندما لا يتلقى الجسم وخاصة الدماغ ما يكفي من الجلوكوز وهذا لكي يقوم بممارسة عملة بشكل صحيح وسليم، وعند هذه النقطة يمكن أن ينخفض مستوى الجلوكوز في الدم إلى أقل من 70 ملغم/ دل (4.2 ملليمول/لتر).
تختلف أعراض نقص السكر في الدم من شخص لآخر، ولكنها عادة ما تحدث بسرعة كبيرة. فيجب العلم أن من أهم العلامات الأكثر شيوعا لنقص السكر في الدم هي:
- الرعشة والإرتجاف والقشعريرة.
- العصبية والتعرق.
- زيادة سرعة ضربات القلب.
- شحوب الجلد.
- الشعور بالخلل في طاقة الجسم
- عدم وضوح الرؤية أو ضعف البصر.
يرتبط حدوث هذه المضاعفات الحادة لمرض السكري إلى حد كبير بسبب تناول جرعة زائدة من العلاج، أو زيادة النشاط الجسدي، أو تأخير وجبة الطعام، لذا فيجب الحذر تجاه السقوط في براثن هذه الأفعال.
ثانيا: حموضة الدم (DKA)
تحدث حالة الـ DKA نتيجة نقص الأنسولين في الجسم وإرتفاع مستويات الجلوكوز في الدم. فالجدير بالذكر أنه عندما يحدث ذلك، يبدأ الجسم بتحويل الدهون إلى حمض الكيتون المسبب للحموضة كمصدر بديل للطاقة.
من الهام معرفة أن زيادة حموضة الدم قد تؤدي إلى حدوث اختلالات في توازن السوائل والكهارلة في الجسم مما يؤدي ذلك عادة إلى تتطور علامات المضاعفات الحادة لمرض السكري بشكل سريع أو في غضون 24 ساعة، ومن أهم هذه العلامات:
- زيادة العطش.
- كثرة التبول.
- الغثيان والقيء.
- آلام في البطن.
- الوهن أو التعب.
- التنفس السريع.
وجب علينا التأكيد أنه إذا لم يتم علاج حالة الـ DKA بشكل فوري، فقد يتعرض المريض لخطر الإصابة بحالات خطيرة تهدد حياته بصورة كبيرة.
إقرأ أيضا: مقدمات السكري.. أسبابها وأعراضها وطرق الوقاية منها
ثالثا: حالة فرط سكر الدم (HHS)
تعد هذه الحالة من المضاعفات الحادة لمرض السكري حيث تحدث عندما تصبح مستويات السكر في الدم مرتفعة جدا ولفترة طويلة وهذا بسبب تصريف المياه من خلايا الأعضاء. فيجب العلم أن هذا الأمر قد يؤدي إلى حدوث الجفاف الشديد، مما يترك المريض في حالة عطش.
يمكن أن يؤثر هذا النوع من المضاعفات الحادة لمرض السكري على مرضى السكري من النوع 1 والنوع 2، ولكنه أكثر شيوعا في مرضى السكري من النوع 2. في العموم يجب علينا أن نعلم بعض الأعراض التحذيرية التي تدل على التعرض لهذه الحالة المرضية وتظهر من خلال:
- جفاف الفم بشكل مستمر.
- التبول الزائد.
- عدم وضوح الرؤية.
- العطش الشديد.
- زيادة نسبة السكر في الدم.
- إرتفاع درجة حرارة الجسم حتي قد تصل للحمى.
- الشعور بالنعاس طوال الوقت.
- فقدان البصر.
- الهلوسه في بعض الأحوال.
- الغثيان والقيء.
- وهن وضعف الجسم.
يجب العلم أن أفضل طريقة لمنع هذا النوع من المضاعفات الخطيرة هي اللجوء دائما وبإنتظام إلى إجراء فحص نسبة الجلوكوز في الدم حيث اكتشاف المواقف الخارجة أو الطارئة.
في العموم يجب على مريض السكري إذا كان مصاب بمشكلة مستوى السكر المرتفع في الدم ويعاني من أعراض (HHNS)، إذن فهو يحتاج إلى البقاء رطبا ويجب عليه الذهاب إلى أقرب منشأة طبية لكي يحصل على الفحص المناسب والتعامل بشكل طبي مع هذا الوضع المرضي.
الإجراءات الوقائية للحماية من الإصابة بمضاعفات مرضى السكري
ليس هناك من ينكر أن المضاعفات الحادة لمرض السكري خطيرة ولا يمكن التنبؤ بها، ولكن ليس علينا الاستسلام لهذا الأمر حيث نستطيع مواجهة هذا الوضع عن طريق ما يلي:
- مواكبة نظم العلاج المختلفة بشكل مستمر.
- فحص نسبة الجلوكوز في الدم بإنتظام.
- تناول الأدوية الموصوفة بالجرعة الصحيحة.
- الحفاظ على استقرار نسبة الجلوكوز في الدم
- إتباع نظم التغذية الصحية والسليمة وهذا تحت إشراف مختصين.
- ممارسة التمارين الرياضية بشكل دوري منتظم.
كل هذه العوامل تقوم بالمساعدة في إدارة مرض السكري ومضاعفاته بشكل جيد وسليم .