من منا لم يعاني من قبل من مشكلة صعوبة وعسر البلع؟ فالجدير بالذكر أننا جميعا قد قمنا بالتعرض لهذه الحالة وبظروف مختلفة ولأسباب متعددة. فعلى الرغم من أن عسر البلع يمكن أن يحدث في أي مرحلة عمرية، إلا أن ها الأمر شائع بشكل خاص عند كبار السن. إذن ما هي أسباب المعاناة من حالة صعوبة البلع ؟ وما هي أهم العواقب على هذه الحالة المرضية؟ وكيف نستطيع التعامل مع هذه المشكلة بشكل سليم وصحي؟
ما هي أهم مسببات المعاناة من صعوبة البلع؟
توجد العديد من المسببات التي تؤدي إلى حدوث المعاناة من صعوبة في البلع، فالجدير بالذكر أنها تتمثل فيما يلي:
– مرض باركنسون: يعد هذا المرض هو عبارة عن اضطراب عصبي تنكسي يمكن أن يقوم مع مرور الوقت بإضعاف العديد من الإجراءات الطبيعية للمريض، بما في ذلك القدرة على البلع.
– تصلب الجلد: تعتبر هذه الحالة غير قابلة للشفاء من التنكس العصبي التدريجي، ومع مرور الوقت سوف تقوم بفقدان الأعصاب في العمود الفقري والدماغ والتأثير على البلع.
– السكتة الدماغية: عند المعاناة من السكتة الدماغية، فتتواجد بعض الخلايا التي تعاني من الموت والعجز بسبب نقص الأكسجين وانخفاض تدفق الدم إلى الدماغ، فالجدير بالذكر أنه إذا كانت خلايا الدماغ الميتة هذه تتحكم في البلع ، فسوف تحدث حالة من عسر أو اضطرابات البلع الأخرى.
– التصلب المتعدد: يتعرض الجهاز العصبي المركزي للهجوم من قبل الجهاز المناعي، مما يؤدي هذا الأمر إلى تدمير المايلين والتأثير على قدرة البلع.
– تشنجات المريء: غالبا ما يرتبط تضيق المريء بالارتجاع المعدي المريئي (GERD).
– سرطان المريء: يحدث السرطان في المريء أو الجزر المعدي المريئي ومن ثم التأثير على عملية البلع.
بالرغم من ذلك، فإن مشكلة عسر البلع تعد من المشاكل الشائعة لدى كبار السن بسبب العديد من عوامل الشيخوخة التي تتسبب في تدهور الأعضاء المشاركة في عملية ابتلاع الطعام، مثل فقدان الأسنان أو عدم كفاءه أطقم الأسنان، مما يجعل هذا الأمر عملية المضغ في حالتها الأصعب، ومن ثم لا يتم سحق الطعام تماما لتشكيل حبيبات طعام ضيقة ومتجانسة، مما يقلل هذا الأمر من كفاءة البلع أو يقلل من إفراز اللعاب الذي يساهم بشكل مباشر في زيادة كفاءة البلع.
إقرأ أيضا: 7 أسباب شائعة لإصابة الأطفال بإلتهاب الحلق وطرق العلاج المنزلية الفعالة
ما هي العواقب المرضية الناتجة عن صعوبة البلع؟
معظم الأشخاص الذين يشكون من اضطراب صعوبة البلع سوف يعانون من سيلان اللعاب الكثير، بالإضافة إلى مواجهتهم صعوبة في المضغ حيث الشعور بأن الطعام ملتصقا في الحلق والاختناق بالطعام أو المشروبات، ومواجهة حالة السعال أثناء أو بعد ابتلاع الطعام ومن الوارد حدوث حالة الاختناق.
يجب العلم أنه عند المعاناة من حالة السعال أو الاختناق عند تناول الطعام، فسوف يتسبب هذا الأمر بشكل مباشر في الشعور بمشاعر القلق والإزعاج وعدم الراحة، مما قد يؤدي ذلك إلى تناول كميات أقل من الطعام، ومن ثم التعرض لحالة من فقدان الوزن والجفاف وسوء التغذية مع استمرار المرض أو تفاقمه.
بالإضافة إلى ذلك، فمن الممكن أن يتسبب عسر البلع في احتباس الطعام أو السوائل في الرئتين، ويمكن أن تحدث الإصابة بالالتهاب الرئوي الشفطي، وهو نوع من الالتهابات الذي يحدث بسبب البكتيريا الموجودة في الطعام حيث يعد هذا الأمر ذو عواقب خطيرة من الوارد أن تصل إلى الموت.
ما هي آلية التعامل الصحيحة مع صعوبة البلع؟
عندما تظهر على الفرد أعراض المعاناة من صعوبة البلع، فيجب على الفور أن يتم إتباع الخطوات التالية:
1- الذهاب إلى أقرب منشأة طبية لتلقي الفحص والتشاور حيث قد يحتاج الأشخاص المصابون للوقوف على الحالة الصحية بشكل دقيق.
2- يحتاج المريض إلى ضرورة تغيير نظامه الغذائي للحفاظ على التغذية الجيدة حيث ينصح بأهمية اختيار الأطعمة ذات الاتساق الأكثر نعومة والأرق أو محاولة تليين الأطعمة الصلبة، ومن الأفضل أن يتم الذهاب إلى اختصاصي تغذية للتأكد من تلبية احتياجات الجسم الغذائية في ظل هذه الظروف.
3- إذا كان عسر البلع في حالته الشديدة، فمن الضروري العمل على هرس الطعام السميك والسلس، بدون إبقاء أي فتات أو قطع صغيرة من الطعام لمنع حدوث أي تهيجات أو إختناقات
4- عند تناول الطعام، يجب أن نقوم بتناول القطع الصغيرة والمضغ لفترات طويلة حيث يمكن أن يساعد هذا الأمر في تخفيف صعوبة البلع.
5- إذا وصلت حالة المريض إلى الذروة ولم يكن من الممكن تناول الطعام، فقد يكون من الضروري توفير التغذية من خلال الأمعاء حيث يتم إدخال أنبوب تغذية لجلب الطعام والسوائل مباشرة إلى المعدة.
الخلاصة يمكننا القول بأن عملية عسر البلع هي أحد أعراض الإصابة بالعديد من الأمراض، لذلك عند ظهورها خاصة في المرضى المسنين، يوصى بالذهاب إلى الطبيب للعثور على السبب وإجراء اختبارات للتشخيص مثل تنظير البلعوم – المريء، والأشعة السينية للمريء، والأشعة السينية للعمود الفقري العنقي، وفحص الغدة الدرقية، وتخطيط صدى القلب، ومخطط كهربية القلب، والتصوير المقطعي المحوسب للصدر للكشف عن أورام الرئة، وأورام المنصف.
الجدير بالذكر أنه إذا لم يتم العثور على السبب مبكرا، فسوف يتعرض المرضى للإصابة بإضطرابات الكهارل وسوء التغذية. لذا فيجب أن يتم التعامل مع هذا الأمر بشكل جاد وحيوي.