عندما يبدأ طفلك الصغير في تناول الأطعمة الصلبة، قد تجدي نفسك مهتمة بشكل كبير بالمعلومات حول ما يناسبه، وما لا يناسبه من الأطعمة طبقا لمرحلته العمرية، وقد يعتبر الزبادي من أهم الخيارات الهامة التي يجب إدخالها في طعام الطفل بشكل متوازن، بالإضافة لذلك فمن الهام جدا إدخال بعض الدهون الصحية في طعامهم، حيث أن الأطعمة كاملة الدسم تلعب دورا مهما في نمو الدماغ، إلى جانب مساعدة الطفل على إمتصاص العناصر الغذائية الحيوية، ولكن ليست كل الدهون تعتبر آمنة للأطفال دون سن العام الواحد، فحليب البقر، على سبيل المثال ، لا ينصح بتناوله إطلاقا لإنه قد يعيق هذا الحليب إمتصاص الحديد، ويصعب على الأطفال هضمه بشكل كبير، ولكن الجدير بالذكرأن هذه المعلومات لا تنطبق على كل شيء مصنوع من حليب البقر، فيعتبر الزبادي هو الخيار الغذائي الأمثل الجيد للأطفال لذلك سوف نقوم اليوم بالتعرف على المزيد حول تناول الزبادي، ومتى وكيف يتم تناوله في هذه المرحلة.
هل الزبادي آمن للأطفال؟
الزبادي هو خيار آمن، وصحي جدا للأطفال الذين يبدأون في تناول الأطعمة الصلبة، وذلك عندما يبلغ الطفل 6 أشهر حيث يمكنك إعطائه الزبادي كامل الدسم بأمان، ولكن يفضل الزبادي الغير منكه أو المحلى، وللحصول على فوائد إضافية، فمن الممكن اختيار الزبادي الطبيعي الذي يكون خاليا من المواد الحافظة ويفيد جسم الطفل وبنيانه بشكل كبير.
فوائد إعطاء الزبادي للأطفال
الزبادي له فوائد عديدة، ومتنوعة للأطفال في مرحلة الرضاعة من بعد ال6 أشهر، وفيما يلي بعض من أهم هذه الفوائد:
- نمو الدماغ
يعتبرالزبادي كامل الدسم أفضل أنواع الزبادي الذي يحتوي على الدهون الصحية، وهو أمر ضروري لنمو عقل، ودماغ طفلك، بالإضافة لذلك فإن هذه الدهون تمنح الصغار الطاقة التي يحتاجونها للتحرك، واللعب والنمو، فنحن قد نفكر في كثير من الأحيان في الدهون على أنها شيء سيء للغاية، ولكن في الواقع، من المهم عدم الحد من كمية الدهون غير المشبعة التي يستهلكها الأطفال دون سن الثانية.
تعتبر الدهون ضرورية للتطور السليم للدماغ، والعقل، والجهاز العصبي المركزي فمن الهام جدا تجاوز حبوب الأطفال، والفواكه، والخضروات العادية، ودمج الأطعمة التي تحتوي على الدهون مثل الزبادي كامل الدسم لأنه مفيد جدا للأطفال الصغار.
- الإحتواء على العناصر الغذائية الرئيسية
يحتوي الزبادي على العديد من العناصر الغذائية الرئيسية التي يحتاجها الأطفال في وجباتهم الغذائية، مثل الكالسيوم، وفيتامين د، الذى يساهمو بشكل كبير في النمو الصحي، حيث يحتاج الطفل إلى حوالي 260 مجم من الكالسيوم يوميا عندما يبلغ من العمر 6 أشهر.
يعتبر الزبادي من الطرق اللذيذة للحصول على ما يكفي من فيتامين (د) الهام، والضروري جدا لنمو العظام حيث أنه من الصعب الحصول على ما يكفي من هذا الفيتامين من النظام الغذائي وحده، لذلك يعتبر أي طريقة يمكن من خلالها زيادة تناول الطفل لفيتامين (د) تعتبر هامة، ومفيدة جدا.
- يحتوي على البروبيوتيك
من أفضل أنواع الزبادي التي يفضل إعطاءها للأطفال هي الأنواع التي تحتوي على البروبيوتيك، لذا فيجب التحقق من تواجد هذا العنصر للحصول على هذه الفائدة المهمة من الزبادي، فالبروبيوتيك هي الكائنات الحية الدقيقة التي تساعد في سهولة عملية الهضم.
عندما يتناول الأطفال الأطعمة التي تحتوي على عنصر البروبيوتيك، فإنه يساعد على منع الإسهال بشكل كبير، والذي يمكن أن يسبب مشاكل مثل الجفاف، وسوء التغذية حيث أن البروبيوتيك يساعد بشكل كبير في تقليل من المغص عند الأطفال الرضع.
إقرأ أيضا: طفح الحفاضات.. أسبابه وأنواعه وطرق علاجه
إحتياطات السلامة عند إعطاء الزبادي للأطفال
يمكن للأطفال تناول الزبادي، ولكن هناك بعض الأنواع من الزبادي التي ليست هي الأفضل للتناول، لذلك يجب وضع بعض هذه النصائح في الاعتبار عند اختيار نوع من الزبادي المناسب لطفلك.
- كامل الدسم فقط
في المراحل الأولى لطفلك من المهم تقديم خيارات الزبادي كامل الدسم، لأن الدهون تعتبر ضرورية لنمو الدماغ، والعقل لذا فيجب اختيار الزبادي الذي يحمل علامة الدهون الكاملة.
- بدون نكهات مضافة أو سكر
العديد من أنواع الزبادي المتواجدة الآن في المحلات تحتوي على السكر، أو النكهات الإضافية، لذا فيجب تجنب تناول هذه الأنواع، والقيام بشراء الزبادي العادي غير المحلى، حيث ينصح بذلك للأطفال دون سن الثانية، والعمل على تجنب السكر المضاف.
إذا كنتي ترغبي عزيزتي في جعل الزبادي ألذ قليلا للأطفال الرضع، فيجب أضافة الفاكهة المهروسة إليه، أو مزجه مع دقيق الشوفان غير المحلى المدعم بالحديد.
- تناول مقدار معين من الزبادي
مثل أي نوع من أنواع الأطعمة يعتبر الكثير منها ضار، وهذا الأمر ينطبق على الزبادي فيفضل تناول مقدار محدد، وتجنب الإفراط فيه، حيث أن تناول كميات كبيرة من منتجات الألبان يمكن أن يرتبط بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد، ولكن طالما أنك تقدمي الأطعمة التي تحتوي على الحديد أيضا، فإن تناول الزبادي في النظام الغذائي لا يمثل أي ضرر أو مشكلة.
- الإنتباه لعلامات الحساسية
تعتبر منتجات الألبان عامة من أهم تسعة مسببات للحساسية، لذا فيجب مراقبة علامات رد الفعل التحسسي الخاصة بالطفل عند إدخال عنصر الزبادي، خاصة إذا لم تكوني قد أعطيتي حليب الأطفال أو أي مكونات أخرى من منتجات الألبان من قبل.
يجب إدخال بعض الأطعمة الجديدة، خاصة مسببات الحساسية الشائعة مثل منتجات الألبان، واحدة تلو الأخرى، بحيث يمكن إكتشاف أي رد فعل تحسسي محتمل، لذا فيجب الإنتظار من ثلاثة إلى خمسة أيام بعد إدخال عنصر جديد، وذلك للحكم على ما إذا كان طفلك يعاني من الحساسية أم لا، لذا يجب مراقبة عن إهتمام وتركيز أي علامات تظهر لحساسية الألبان بعد إدخال هذه العناصر.
يوصى الأطباء أيضا بالبدء بالأطعمة التي ليست من مسببات الحساسية الشائعة، لذا فإن الزبادي هو خيار جيد لإعطاءه للطفل، ولكن لا ينبغي أن يكون أول طعام يتم تجربته، وتناوله.
متى وكيف يتم تقديم الزبادي للأطفال؟
قومي عزيزتي الأم بتقديم الزبادي عندما يكون طفلك قد بدأ بالفعل في تناول الأطعمة الصلبة، حيث يكون الأطفال مستعدين لتناول هذه الأطعمة عندما يواجهون بعض المعالم التنموية مثل رفع رؤوسهم دون أي مساعدة خارجية من جانب الأهل، وفقدوا منعكس دفع اللسان، وأظهروا إهتماما، وفضولا بشأن الطعام.
يحدث هذا التطور عادة في الشهر ال6 من العمر، لذا فيجب اختيار مجموعة كاملة الدسم بدون سكر، ويمكنك أيضا عزيزتي الأم في البداية إطعام طفلك الزبادي بالملعقة، ومع نمو طفلك، قد تستطيعي تدريب طفلك على إطعام نفسه.
يمكنك القيام بمزج الخيارات الصديقة للأطفال مثل الموز المهروس مع الزبادي إذا أردتي، وذلك لزيادة القيمة الغذائية أو لجعل الموضوع محبب، ومفضل للطفل.
إقرأ أيضا: هل يمتلك الأطفال الرضع رضفتى الركبة عند ولادتهم؟
ما هي كمية الزبادي التي يجب أن أعطيها لطفلي؟
يحتاج الأطفال الذين يبدأون في تناول الأطعمة الصلبة إلى تجربة نكهات جديدة، ومتنوعة خلال السنة الأولى من تناولهم للطعام، ولكن يجب أن يضمن القيام بذلك حصولهم على قدر متوسط، ومعقول من أي شيء يتم تقديمه، فإذا كان طفلك يحب الزبادي، فيمكنك إعطائه كل يوم، ولكن يجب التأكد من تقديم أغذية أخرى معه طوال بقية اليوم.
خلال السنة الثانية من العمر، يجب أن يتم تناول حوالي 16 إلى 24 أونصة من الدهون الصحية يوميا، ويمكن أن نعتبر الزبادي جزءا من هذا المجموع، ولكن يجب تجنب الإفراط في منتجات الألبان عموما للتأكد من إمكانية إمتصاص الحديد جيدا، وبشكل مثالي، ولكي تساعدي طفلك على تناول العديد، والمزيد من الأطعمة.