ينتمي مرض الصدفية إلى نوعية الأمراض الجلدية المزمنة التي تستهدف الجلد ويمكن أن تصيب كلا الجنسين من الرجال والنساء على حد سواء وفي ظل إصابة أي طرف من أطراف العلاقة الجنسية بهذا المرض المناعي على الرغم من كونه غير معدي إلا أنه تظل هناك مخاوف ويبقى السؤال هل يوجد عائق بين الإصابة بالصدفية والزواج ؟ خاصة وأن المضايقات التي يجلبها هذا المرض ليست جسدية فقط فبالإضافة إلى أن المصابين به يمتلكون بشرة جافة متشققة مثيرة للحكة الجلدية فإنهم أيضا قد يعانون من مشكلات نفسية فيما يتعلق بنظرتهم الدونية للجسد وسوف نساعد مرضى الصدفية للتمتع بحياة جنسية صحية من خلال بعض الأساليب التي تساعدهم أن يكتسبوا مزيد من الثقة عند ممارسة العلاقة الجنسية ونقدم من خلال مقالنا التالي تاثيرات مرض الصدفية على صحتك الجنسية .
تأثيرات مرض الصدفية على صحتك الجنسية
من المعروف أن الإصابة بمرض الصدفية تجعل المرضى يعانون من الحكة المزمنة لأماكن متفرقة من الجسم والذي يمكن أن يمتد إلى المنطقة الخاصة مما يترك تأثيرات على العلاقة الجنسية بين الزوجين, وفيما يتعلق بالجنس يجب أن نتعرف أولا على هذا المرض الجلدي عن قرب من خلال رصد ولو نبذة بسيطة عنه .
ما هي الصدفية؟
يتم إدراج الصدفية إلى نوعية الأمراض الجلدية المزمنة والتي تتمثل العلامة الأبرز المعبرة عنها في ظهور بقع قشرية على الجلد وتنشأ كنتيجة لفرط نشاط الجهاز المناعي الأمر الذي يزيد من معدلات التكاثر والنمو المفرط للخلايا الجلدية بمنتهى السرعة والنشاط , وهذا هو السبب في بروز بقع الطفح الجلدي المصحوبة بقشور جلدية والتي تتركز بشكل خاص في فروة الرأس أو على الركبتين أوالمرفقين و منطقة الأعضاء التناسلية الخاصة والتي يعاني المصاب على أثرها من التهاب وتهيج شديد مع قشور .
تتعدد الأعراض التي يعاني في ظلها مرضى الصدفية مابين جفاف وتشققات البشرة مع رغبة شديدة في حك الجلد بل ويصل الأمر إلى خدوش يمكن أن تتسبب في نزيف دموي , ومن البديهي أن تترك الصدفة تأثيرها مع مجموعة المضايقات المصاحبة على جودة ونوعية النوم مما يتسبب في إحداث اضطرابات وصعوبات تؤدي إلى الأرق الليلي , فضلا عن مواجهة ضغوط وتوترات نفسية وبالتالي سوف ينتقل تأثير ذلك على الصحة الجنسية.
وفقا للنتائج التي توصل إليها الخبراء والباحثين والذين أجمعوا من خلالها على أن الصدفية تمثل أحد المشكلات التي تنتشر بشكل أكثر شيوعا وعلى نطاق واسع وعلى الشخص المصاب بها محاولة التعايش والتكيف معها نظرا لإستمرارها على المدى الطويل ومع الأسف لم يتم التوصل حتى الآن إلى منظومة علاجية متكاملة لعلاج هذا المرض المزمن , لكن لاتقلقي حيث تتوافر عدة أساليب للتعامل معها والسيطرة على الأعراض بشكل أفضل , وفي بعض الأحيان قد تسبب الشعور بالألم , فضلا عن تأثيرها السلبي على نوعية النوم الصحي, وقد تعانين من فقدان التركيز , وتعد من الأمراض غير المستقرة على حال حيث تتراوح بين الظهور والإختفاء التام , حيث تكون في أوج انتشارها ونشاطها على الجلد لعدة أسابيع أو ربما أشهر , ثم تتخذ طريقها في التحسن المفاجىء لحين اشتعالها مرة أخرى .
هذا النمو الشاذ غير الطبيعي للخلايا الجلدية بوتيرة سريعة مقارنة بما هو معتاد هي بداية الإصابة بمرض الصدفية حيث يتولى الجسم القيام بتكوين خلايا جلدية جديدة في مساحات عميقة من الجلد والتي تنتقل في حركات بطيئة من خلال الطبقات المختلفة من الجلد ,ومع استمرارها في التحرك وصولا إلى الطبقات السطحية حتى تنهار الخلايا وتتساقط , كل ذلك يتم وفقا لدورة محددة تستغرق في العادة مايتراوح بين 3 إلى 4 أسابيع.هذا بالنسبة للأشخاص العاديين الأصحاء أما عن الأشخاص المصابون بالصدفية فإنه من المتوقع أن تتم العملية بمعدلات سريعة مابين 3 إلى 7 أيام فقط. ومن ثم يزداد نمو خلايا الجلد مكونة تراكمات سريعة على السطح وهذا مايتسبب في بروز بقع قشرية وتشققات واضحة .
الأعراض الشائعة للصدفية
سوف تطرأ عدد من الأعراض التي يعاني منها غالبية الأشخاص المصابين بالصدفية على النحو التالي:
- ظهور بقع من الطفح الجلدي تظهر في صورة رقائق جلدية تبدو مثل القشور إلى آفات أكبر تنتشر على مساحة واسعة من الجسم
- على الرغم أن الطفح الجلدي غالبا مايكون أحمر اللون إلا أنه تتعدد ألوان الطفح الجلدي المصاحب للصدفية ، والذي يتنوع بين اللون الأرجواني جنبا إلى جنب مع قشور رمادية أو قد يكون لدى آخرون ذا لون وردي أو أحمر مع قشور فضية.
- بروز قشور جلدية صغيرة
- جفاف وتشققات جلدية يمكن أن تتطور إلى نزيف
- حكة جلدية شديدة مع إحساس بالألم الحارق
اقرأ أيضا مخاطر ممارسة العلاقة الجنسية مع عدوى الخميرة المهبلية
كيف تؤثر الصدفية على الحياة الجنسية؟
تتعدد أشكال التأثير التي تحملها الصدفية على صحة الحياة الجنسية لدى الأزواج حيث تزيد من مستويات الشعور بنوبات مستمرة من القلق والتوتر بشأن التشوهات الجسدية , مع شعور بإحساس مزعج ومؤلم غير مريح عند ممارسة الجنس , التأثير على العواطف والمشاعر الرومانسية مما يؤدي إلى فتور العلاقة وانخفاض الرغبة الجنسية وبوجه عام , تنتشر المشكلات النفسية بين الأشخاص المصابين بالصدفية نتيجة شعورهم الدائم بالإحراج وفقدان الثقة بالنفس والنظرة المتدنية للذات , بل ويظلوا مقيدين في دائرة من وصمة العار مما يجعل من الصعوبة بالنسبة لهم الإنخراط في علاقات رومانسية حيث أن معظمها لايكتب لها النجاح والإستمرار
وتعد ممارسة العلاقة الجنسية من بين التحديات التي من شأنها تحفيز أعراض الصدفية حيث تنطوي على احتكاك جسدين مما يزيد من التهيج والإلتهاب وهذا مايزيد من جعل الأعراض أكثر سوءا خاصة في الحالات التي تصاب فيها المنطقة التناسلية بالمرض والجلد الموجود حولها , وقد أكدت بعض الدراسات على أن أنواع الأدوية المستخدمة خصيصا لعلاج الصدفية قد يكون لها بعض الآثار الجانبية على الدافع الجنسي والوظيفة الجنسية برمتها.
طرق فعالة لإكتساب الثقة للأزواج المصابين بالصدفية
-إدارة المناقشات الصريحة مع شريك حياتك
تساهم إدارة المناقشات الصريحة بين الزوجين من خلال الحديث عن الأشياء المثيرة للقلق لدى كل طرف منهم في تعزيز روح الإستمتاع بممارسة الجنس والجاذبية العالية بدون تشتت .فمن المهم أن تشاركي شريك حياتك بمخاوفك الداخلية حتى يكون لديه صورة كاملة ومن هذا المنطلق سوف يساعدك في تخطي قلقك بما يجعل الجنس أمرا ممتعا مع مراعاة أن تحرصي على تأكيد أن الصدفية لاتنتمي إلى قائمة الأمراض المعدية التي تنتقل عن طريق الإتصال الجنسي
-ارتداء ملابس واسعة وفضفاضة
هذا الحر الشديد الذي نضطر إلى التعامل معه لايتطلب منا ارتداء ملابس ضيقة بل لابد من اختيار أنواع مريحة من الملابس التي تتم صناعتها من أقمشة قطنية طبيعية سواء القطع الداخلية أو الخارجية ضمانا للشعور براحة وفيرة على أن تكون ذات ألوان فاتحة لتغطية مثالية للقشور الجلدية مع الحصول على قسط كافي من الراحة والإسترخاء مع سماع موسيقاك المفضلة .
-تخصيص روتين العناية بالبشرة
لابد من مجموعة إجراءات وقائية صحية عقب ممارسة العلاقة الجنسية وذلك من خلال إعتياد بعض ممارسات النظافة العامة من تنظيف للبشرة تنظيفا عميقا وعدم إهمال خطوة الترطيب , وتذكري استعمال أدوية علاج الصدفية التي وصفها طبيبك وضعي في اعتبارك أن يكون اختيارك لمستحضرات كريمات الترطيب قائما على أساس أن يكون خاليا من العطور وفي الوقت نفسه منتج غني بالزيوت الطبيعية للحفاظ على رطوبة بشرتك .
-ابتعدي عن مسببات التوتر
أكدت بعض الدراسات على وجود علاقة ارتباط بين التوتر والصدفية حيث أن الحالة النفسية السيئة من العوامل المحفزة التي تزيد من أعراض الصدفية وتجعلها أكثر سوءا ومن أجل إدراته على نحو جيد لابد من الإهتمام بممارسة التمارين الرياضية مع بناء جدار قوي من الثقة لتحسين المزاج وامتصاص الضغوط والتقلبات المزاجية.