إنها ليست مزرعة بالمعنى الحرفي كتلك التي تنمو فيها الحشائش بل إننا نصنع بيئة معملية نراقب فيها تطور الكائنات البكتيرية المجهرية الدقيقة , وهو شكل شائع من اختبارات الفحص التي تتم داخل جدران المختبر كأحد الإجراءات المتعارف عليها لتشخيص العدوى المرضية , حيث يقوم بعض الأشخاص أحيانا باللجوء إليه للإطمئنان على صحتهم حين تستدعي المشكلة الصحية التي يعانون منها خضوعهم لمثل هذا النوع من الفحوصات الذي يعرف بإسم (تحليل مزرعة الدم ) ويستهدف الكشف عن أنواع عديدة من العدوى والتي ينصح بها الطبيب المختص كخطوة فعالة تساعده على وصف الخيار العلاجي المناسب لطبيعة الحالة .. وسوف نقدم من خلال مقالنا كل مايهمك عن تحليل مزرعة الدم .
حول تحليل مزرعة الدم
ربما تكوني قد سمعت من قبل عن هذا المصطلح الذي يتم تداوله في المجال الطبي والذي قد لايعد غريبا على مسامعك على الإطلاق وهو الخاص بزراعة الدم حيث أنه وفقا للوضع الطبيعي لايجب أن تتواجد أي شوائب أوانتشار للكائنات الدقيقة في المجرى الدموي سواء بكتيريا أو فطريات لتسبب عدوى مرضية ذات تأثيرات خطيرة , حيث يتمتع هذا السائل الحيوي الذي يشير إلى الدم بطبيعة معقمة ونقية
ومن المهم أن نشير إلى أنه في معظم الأحوال تحدث عملية انتقال العدوى أو الميكروب إلى الدم من أجزاء أخرى مصابة بالعدوى فعليا إما من الجلد , أو الرئتين , أو الجهاز البولي أو الجهاز الهضمي والتيي تمثل أمثلة شائعة لأشكال متنوعة من مصادر العدوى الدموية,و في معظم الحالات تأتي هذه العدوى إلى الدم من البكتيريا الموجودة على الجلد أو في الرئتين أو البول أو الجهاز الهضمي والتي تعتبر مصادر شائعة للعدوى الدموية.
ما هو تحليل مزرعة الدم؟
يجب أن نضع تعريفا يصف هذا الإختبار القائم على قيام الطبيب بإستعمال حقنة لسحب عينة بسيطة من الدماء من أجل إخضاعها للفحص المجهري في المختبر , ثم بعد ذلك يتم انتظار خروج النتائج لتسليمها إلى الطبيب , الذي يبني عليها خطته العلاجية في حالة ثبوت إيجابية العدوى , وقد تم صياغته بأنه نوعا معينا من التحاليل التي تتم التوصية بشأنها كوسيلة للكشف عن مدى وجود عدوى جهازية منتشرة في جميع أجزاء الجسم وتترك تأثيرها على الجسم بأكمله ,مع رصد نوع البكتيريا أو فطريات الخميرة المسببة للعدوى , على أن يكون ذلك مرهونا بتنفيذه بناءا على تعليمات الطبيب المعالج
أسباب اللجوء إلى اختبار مزرعة الدم ؟
توجد بعض الحالات الطبية التي تستوجب خضوع المريض إلى فحص زراعة الدم والتي تكون بناء على اشتباه الطبيب أو وجود شكوك معينة لديه بإنتشار العدوى على نطاق واسع لتشمل كل أجهزة الجسم ومن هنا جاء وصف العدوى الجهازية ,وقد برزت أهمية هذا الإختبار التشخيصي الدقيق المتتبع لوجود ميكروبات أو جراثيم في الدم حيث يقوم بدور المستكشف الذي يعطي المعطيات الأولية لتسهيل وصف الطرق العلاجية المناسبة , خاصة إذا اقترن ذلك بظهور مجموعة من الأعراض السريرية على النحو التالي :
- في حالة الرغبة في إثبات أو استبعاد وجود عدوى جرثومية منتشرة في الدم فيما يعرف بمشكلة الإنتان أو تسمم الدم الذي ينشأ في صورة رد فعل التهابي لوجود ميكروب في المجرى الدموي ويصنف بأنه من النوع الخطير المهدد للحياة
- الإصابة بالحمى الشديدة والتي تعبر عن ارتفاع مؤقت في درجة الحرارة مما يتسبب في سخونة الجسم , وتعد وسيلة الجسم في التعبير عن العدوى
- الإحساس بالرعشة أو القشعريرة
- سيطرة الشعور بالتعب والإرهاق المستمر
- انخفاض معدلات التبول الطبيعي بحيث يقل عن القدر المعتاد
- إثارة المعدة مما يزيد من نوبات الغثيان
- تسارع وتيرة نبضات القلب
- شيوع الإلتهابات في أجزاء متفرقة من الجسم
- تكون تجمعات شبه صلبة من الدم فيما يعرف بالجلطة الدموية لكنها بسيطة
- هبوط ضغط الدم
اقرأ أيضا جرثومة الدم .. أبرز الأعراض وطرق العلاج
خطوات إجراء تحليل مزرعة الدم
في الظروف الطبيعية التي يقوم فيها الطبيب بالسير وفقا للخطوات اللازمة التي تتطلبها مزرعة الدم التي عادة ماتبدأ بتطهير الجلد جيدا بواسطة معقم طبي ثم إدخال إبرة ذات سن رفيع بغرض سحب الدم من الوريد , لتأتي بعد ذلك الخطوة الأبرز حيث تضاف عينات الدم المسحوبة ليتم خلطها مع مادة أخرى تعرف بإسم المزرعة وهي يمعروفة بخصائصها المساعدة على تحفيز نمو البكتيريا والفطريات وتكاثرها في حالات وجودها الفعلي . حتى أنه يمكن أن يكون التحليل فعالا في تحديد سرعة تطور الجراثيم , وأعدادها
من المتوقع أن تكون نتائج التحليل بين يديك في غضوت 24 ساعة من بدء إجراء الإختبار ,وقد تتجاوز المدة المعتادة وصولا إلى 72 ساعة في محاولة للتحقق من نوع البكتيريا المسببة للعدوى بشكل دقيق , أو تكرار إجراء نفس الإختبار مرة ثانية ولكن تلك المرة يتم سحب الدم من وريد مختلف
مضاعفات تحليل مزرعة الدم
بالإضافة إلى أن الأهداف الفعالة التي يحققها الإختبار هي ماتتحقق في العادة , إلا أنه في أضيق الحدود يمكن أن يعرض المريض لبعض المضاعفات الصحية المرتبطة بمخاطر جسيمة والتي ترجع غالبا إلى السحب الخاطىء لعينة الدم ومن أكثر شيوعا مايلي :
- ملاحظة تجمع للنزيف الدموي تحت طبقات الجلد
- بروز انتفاخ وتورم طفيف في موقع سحب الإبرة
- اختراق أي نوع من العدوى للجلد
- فقدان الوعي والإغماء
- الإحساس بآلام حادة بعد إجراء سحب العينة
النتائج المتوقعة لتحليل مزرعة الدم
فيما يخص النتائج النهائية التي تضع لنا حدا لهذا التوتر والقلق ,وتعتبر الفيصل لتحديد عما إذا كان يوجد جرثومة في الدم أو التهاب فطري فإنها تشمل 3 أنواع ناجمة عن فحص مزرعة الدم:
– السلبية
وتكون مطمئنة إلى حد كبير وتفيد بعدم معاناة الشخص من أي عدوى أيا كان مصدرها بكتيري أو فطري
– إيجابية
تحمل مؤشرا قويا وقاطعا على ثبوت الإصابة بالعدوى التي تؤكد وجود بكترييا منتشرة في الدم تستدعي علاجا طارئا على يد طبيب مختص
– مختلطة مابين الإيجابي والسلبي
في حالة تجربة سحب أكثر من عينة وظهرت واحدة سلبية فإن هذا يمثل دلالة واضحة عل أن تلك العينات المتاحة ملوثة بالبكتيريا الموجود على سطح الجلد, وهنا سوف يعاود الطبيب توجيه الطلب بإجراء التحليل مرة أخرى لمزيد من الدقة
وفي ختام مقالنا يجب أن نذكرك بأمثلة لأنواع البكتيريا التي يتم استكشافها من خلال الفحص كالمكورات العنقودية الذهبية , والعنقودية الرئوية وبالنسبة للخمائر يتم كشف فطر المبيضات , وعلاجه بالمضادات الحيوية الملائمة