يعد تضخم البروستاتا من أهم الأمراض الشائعة والتي تصيب الرجال في مرحلة منتصف العمر والشيخوخة. فالجدير بالذكر أن هذا المرض ليس خطيرا وبالأخص إذا تم اكتشافه وعلاجه مبكرا، ولكن إذا ترك لفترة طويلة، فسوف يترتب عليه مضاعفات ذات عواقب لا يمكن التنبؤ بها. بمزيد من الفهم والتوضيح سوف نتعرف اليوم على أهم الأسباب التي تؤدي إلى حدوث المعاناة من تضخم البروستاتا وما هي طرق العلاج المعنية بالتعامل مع هذه الحالة المرضية؟.
أسباب الإصابة بضخم البروستاتا
إلى وقتنا الحالي لا تزال أسباب الإصابة بتضخم البروستاتا غير واضحة. ومع ذلك، تؤكد العديد من الدراسات أن هناك ارتباطا بعوامل المراحلة العمرية وخاصة الشيخوخة وحدوث تشوهات الخصية.
يعد أمر التقدم في المرحلة العمرية هو سبب حدوث تضخم في البروستاتا، فمن الهام معرفة أنه طوال مراحل العمر، يقوم جسم الرجل بالعمل على إنتاج كلا من هرمون التستوستيرون الذكري وكميات صغيرة من هرمون الاستروجين الأنثوي أما خلال مرحلة الشيخوخة، فسوف تضعف الوظيفة الجنسية تدريجيا وهذا عن طريق اختلال التوازن الهرموني الجنسي أي انخفاض هرمون التستوستيرون وزيادة هرمون الاستروجين ومن ثم يحدث هنا الشكوى من حالة تضخم البروستاتا.
على جانب آخر، توجد أسباب أخرى يكون العامل الرئيسي فيها هرمون الديهدروتستوسترون (DHT) ، وهو هرمون الذكورة الطبيعي في الجسم الذي يلعب دورا في المساعدة على تطوير خصائص الذكور، فمع تقدم الرجال في العمر ، تبدأ مستويات هرمون التستوستيرون بالدم في الانخفاض، لكن هرمون الديهدروتستوستيرون لا يزال يتراكم في البروستاتا.
يجب العلم ان هذا الأمر يمكن أن يعزز خلايا هذه الغدة لمواصلة النمو حيث أكدت العديد من الدراسات أن الرجال غير القادرين على إنتاج ديهدروتستوستيرون لن يعانوا من تضخم البروستاتا. إلى جانب هذا فمن الممكن أن تزيد السلائف العائلية أيضا من مشاكل البروستاتا أو تشوهات الخصية.
الأشخاص الذين تزداد لديهم فرص الإصابة بتضخم البروستاتا
على الرغم من أن هذا المرض لا يهدد الحياة، إلا أنه يؤثر على نوعية حياة المرضى الذين يصابون به. فالجدير بالذكر أن هؤلاء الأشخاص يتمثلو في:
- الرجال الذين تزيد أعمارهم عن الـ 40 عاما.
- عائلة فرد مصاب بتضخم البروستاتا.
- السمنة وزيادة الوزن.
- قلة ممارسة الرياضة البدنية.
- أنماط الحياة الغير صحية مثل التدخين وتناول المنشطات وشرب كميات أقل من الماء وتناول المزيد من الدهون.
- المرضى الذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة مثل داء السكري وأمراض القلب.
- استخدام أدوية حاصرات بيتا.
- العمل والتواجد في بيئة ملوثة.
إقرأ أيضا: هل إصابة الرجال بمرض النكاف يؤثر على الصحة الإنجابية؟
أعراض الإصابة بتضخم البروستاتا
توجد عدة أعراض نستطيع من خلالها أن نقوم بالإستدلال على حدوث المعاناة من تضخم البروستاتا. فهذه الأعراض يمكن سردها فيما يلي:
- مواجهة صعوبة شديدة عند التبول.
- التبول المتقطع، والمتكرر.
- المعاناة من سلس البول.
- انسداد انسداد المسالك البولية لفترة طويلة.
- الشعور بالتعب والنعاس والقيء ومظاهر تسمم المسالك البولية.
بمزيد من التوضيح يسبب تضخم البروستاتا صعوبة في التبول، وسلس البول، مما يؤدي هذا الأمر إلى حدوث تضخم في المثانة أو تراكم للبكتيريا بداخلها ومن ثم تحدث المعاناة من العدوى البكتيرية. ولكن يجب معرفة أنه إذا لم يتم علاج هذه الحالة بشكل فوري، فمن الممكن أن يسبب المرض عدة مضاعفات تتمثل في احتباس البول، والبول الدموي أو التهابات مجرى البول أو تواجد الحصوات في المثانة أو الإصابة بالفشل الكلوي.
في الواقع، وخاصة في المراحل المبكرة، تعد مظاهر هذه الحالة المرضية ليست خطيرة ولم تؤثر على نوعية حياة الشخص كثيرا. ولكن مع مرور الوقت، فسوف يزداد حجم غدة البروستاتا، مما يسبب هذا الامر ضغطا على المثانة، وكلما أصبحت الأعراض أكثر حدة، فسوف ينتج عن هذا عدم قدرة المريض على التبول بشكل مستقل.
تشخيص حالة تضخم البروستاتا المرضية
عند الشكوى من هذه الحالة المرضية، فسوف يقوم المريض باللجوء الطبي وبشكل فوري حيث يتم تشخيص هذه الحالة المرضية عن طريق الموجات فوق الصوتية والتي تقوم بإظهار شكل البروستاتا وحجمها ووزنها، وتقيس كمية البول المتبقية في المثانة بعد قيام الفرد بالتبول.
هناك أيضا طرق تشخيصية أخرى قد تتمثل فيما يلي:
- الأشعة المقطعية.
- التصوير بالرنين المغناطيسي.
- الاختبارات المناعية للكشف عن أي مضاعفات خطيرة مبكرة للمرض.
كيفية علاج تضخم البروستاتا
اعتمادا على مرحلة ظهور المرض المعني بها كل شخص مُصاب، فسوف يوصي الطبيب المعالج بضرورة تلقي العلاج المناسب. فبالنسبة للحالات الخفيفة، التي لم يؤثر المرض على أنشطتها اليومية وكذلك الصحة، فسوف يكون أمر اللجوء إلى تعديل أنماط الحياة الصحية من أكثر الطرق العلمية المعنية بعلاج الأعراض المرضية.
أما على صعيد العلاج الدوائي فسوف يتم القيام بوصف بعض الأدوية للمرضى والتي تتمثل في حاصرات ألفا، 5 مثبطات اختزال ألفا (5-ARI)
، الأدوية المضادة للمسكارين. بالإضافة إلى ضرورة القيام بإجراء فحوصات البروستاتا الدورية كل 3-6 أشهر.
في حالة فشل العلاج الطبي أو تسبب المرض في حدوث أي مضاعفات، فإن هذا الأمر متروك للمصاب حيث يقوم الطبيب بسردعليه بعض المقترحات العلاجية المرضية المتمثلة فيما يلي ومن ثم يقوم بإختيار ما هو أمثل ومناسب:
- الاجتثاث بالمنظار لتضخم البروستاتا الحميد من خلال مجرى البول.
- إجراء الجراحة المفتوحة.
- استخدم الليزر أو عقدة شريان البروستاتا (PAE).
تدابير هامة تساعد في التغلب على أعراض تضخم البروستاتا
من خلال بعض العادات الصحية يمكننا أن نتغلب على الأعراض المرضية لتضخم البروستاتا حيث يتم ذلك من خلال تجنب شرب الكثير من الماء قبل 3 ساعات من النوم وكذلك البعد تمام عن تناول المشروبات التي تحتوي على مدرات البول مثل الشاي والقهوة حيث تعمل جميع هذه المشروبات على عضلات المثانة وتحفز الكلى، مما يسبب هذا الأمر الشكوى من التبول عدة مرات أثناء الليل.
في حالة القلق والإضطراب فسوف يعاني بعض الرجال من التبول المتكرر. لذا يوصى دائما بضرورة العنل على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وممارسة تمارين الاسترخاء الرائعة مثل التأمل واليوجا لتقليل التوتر والقلق.
بوجه عام يجب العمل على اخبار طبيب المسالك البولية بأي أدوية يتم تناولها، بما في ذلك الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية. فيجب العلم أنه إذا وجد أن الدواء يؤدي إلى تفاقم اضطرابات التبول، فسوف يقوم الطبيب بإجراء التعديلات المناسبة مثل تغيير الجرعة أو تغيير توقيت الدواء أو وصف دواء آخر ، مما يتسبب في إفراز أقل للبول.