لا يغفل علينا جميعا أنه من الممكن أن يكون تعرق الجسم عامة والأطراف خاصة في الطقس الحار أمرا طبيعيا حيث يساعد العرق الذي يفرز على تبريد الجسم وتنظيم درجة حرارته وإخراج الكثير من السموم، ولكن إذا كان الطقس باردا، فيعد هنا هذا الأمر غير آمن ودال على حدوث بعض المشاكل الصحية. بشكل أكثر توضيحا سنتحدث اليوم من خلال موقعنا على مشكلة تعرق الأطراف أثناء الطقس البارد وإنخفاض درجة الحرارة ولماذا تحدث مثل هذه الحالة؟
أسباب تعرق الأطراف عندما يكون الجو باردا
من الوارد أن يحدث مع حلول الطقس البارد معاناة الأطراف (اليد والقدمين) من أزمة التعرق، فالجدير بالذكر أن حدوث مثل هذه الحالة في هذه الأوقات يعد من الأمور الدالة على بعض المشاكل الصحية مثل:
– نقص السكر في الدم، وانخفاض ضغط الدم: تعد أزمة تعرق الأطراف خلال موسم البرد من أهم الأعراض التي تصيب الجسم نتيجة نقص السكر في الدم أو انخفاض ضغط الدم حيث يرجع السبب في ذلك إلى حدوث انخفاض مفاجئ في نسبة السكر، بالإضافة أيضا إلى إمكانية تسبب الضغط المنخفض هذا في حدوث التعرق والدوخة والغثيان والتعب.
– المعاناة من اضطرابات القلق: عند حدوث الشكوى من إضطرابات القلق، فسوف يصاب الجسم بحالة من التعرق الشديد، والبرد، والتنميل أو الوخز في الأطراف، والشعور المستمر بالقلق والأرق والخوف، وانعدام الأمن، وصعوبة النوم، وخفقان القلب، والتنفس السريع، فالجدير بالذكر أن جميع هذه الأعراض هي أعراض نموذجية للإصابة باضطراب القلق.
– التعرض لبعض أنواع العدوى: يمكن أن يكون تعرق الأطراف عندما يكون الجو باردا علامة على وجود عدوى داخل الجسم مثل السل، والتهاب العظم والنقي، والتهاب عضلة القلب، والمعاناة من فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز، والإنفلونزا، والالتهاب الرئوي.. إلخ.
– الاضطرابات العصبية اللاإرادية: إنه السبب الأكثر شيوعا لحدوث مثل هذه الحالة المزعجة لأن الفرع الودي للجهاز العصبي اللاإرادي مسؤول عن التحكم في إفراز العرق المفرط، ونتيجة لذلك يتم تحفيز الغدد العرقية في الأطراف باستمرار والتعرق غير المنضبط، فمن الهام معرفة أن هذا المرض وراثي وعادة ما يظهر منذ الطفولة ويستمر حتى مرحلة البلوغ دون أن ينخفض.
– أمراض الغدد الصماء: في الأشخاص الذين يعانون من فرط نشاط الغدة الدرقية أو السكري أو الاضطرابات الهرمونية أثناء فترة ما قبل انقطاع الطمث وانقطاع الطمث، فغالبا ما يتعرقون بغزارة حيث لا يحدث هذا الأمر في الأطراف فقط ولكن يمتد أيضا في جميع أنحاء الجسم مصحوبة بأعراض أخرى مميزة لكل مرض.
كيفية التغلب على مشكلة الأطراف المتعرقة عندما يكون الجو باردا
اعتمادا على سبب المرض، سيكون لمرض التعرق هذا علاجات مختلفة، فعلى سبيل التوضيح وبالنسبة للأعراض الثانوية، فسوف يحتاج المرضى إلى العلاج بشكل نهائي من الأمراض التي يعانون منها حاليا.
إلى جانب هذا وعند الرغبة في تحسين تعرق اليدين والقدمين عندما يكون الجو باردا، فيمكننا القيام بتطبيق بعض الطرق المنزلية البسيطة والتي تتمثل فيما يلي:
أولا: نقع الأطراف في الزنجبيل
يتم تنفيذ هذه الطريقة من خلال سحق قطعة زنجبيل طازج، ووضعها في قدر يحتوي على مقدار كافي من الماء والعمل على إضافة ملعقة كبيرة من الملح الأبيض وتركهما على النار لمدة 10 دقائق حتى تمام الغليان ثم يتم سكب هذا المحلول في قدر، ويخلط بالمزيد من الماء حتى تكون درجة الحرارة دافئة بشكل كافي، ثم العمل على نقع اليدين والقدمين لمدة 20-30 دقيقة.
الجدير بالذكر أن فائدة هذا المحلول ترجع إلى آلية عمل الزيوت الأساسية والمواد الحارة الموجودة في الزنجبيل ودورها في تدفئة اليدين والقدمين، والمساعدة على إزالة الروائح الكريهة جنبا إلى جنب مع تأثير شد الجلد للملح ومن ثم تقليل التعرق بشكل أفضل.
ثانيا: استخدام أوراق الشيح
نقوم بوضع أوراق الشيح الطازجة في مقلاه، والعمل على تركيها تغلي حتى يرتفع البخار الساخن لها، ثم العمل على تعريض اليدين والقدمين لهذا البخار لمدة 5 دقائق.
يمكن أيضا ولا تزال أوراق الشيح دافئة أن نقوم بوضعيها على راحة اليد والقدمين لمل لهذه الأوراق من تأثير جيد جدا على تعزيز الدورة الدموية وتحسين التعرق والتغلب على برودة اليدين والقدمين.
ثالثا: استخدام الزيوت الأساسية
في هذه الطريقة نقوم باللجوء إلى وضع قطرات من زيوت القرفة والنعناع والأوكالبتوس والخزامى والميلاليوكا وأوراق المريمية … في ماء دافئ، ثم العمل على نقع اليدين والقدمين لمدة 20-30 دقيقة.
من الهام معرفة أن الزيوت الأساسية هذه لها تأثير في إزالة الروائح الكريهة، والاحترار، وتقليل التعرق في اليدين والقدمين، وتعزيز الدورة الدموية ، لذا فإنه في حالة الإستعانة بها يوميا في المساء فسوف يساعدنا هذا الأمر على النوم بشكل أفضل.
رابعا: الشاي الأخضر
في هذه الوصفة نقوم بالعمل على غلي أوراق الشاي الأخضر ومن ثم نعمل على نقع اليدين والقدمين لمدة 15-30 دقيقة مرة واحدة يوميا.
يجب العلم أن مادة العفص الموجود في أوراق الشاي هي عبارة عن مكونات نشطة طبيعية تعمل على شد الجلد، والتي لها تأثير على تقليص المسام ، وبالتالي الحد من تعرق اليدين والقدمين.