مع إختلاف طبيعة الجسم البشرية، فسوف ينتج عن هذا الأمر تحسس بعض الأجسام من مكونات غذائية عديدة ومتنوعة حتى قد يصل الأمر حد التعجب عندما يتم الإستماع لمسميات هذه الأطعمة، فعلى سبيل المثال سوف نتحدث اليوم عن حساسية البصل التي من الوارد أن تصيب بعض الأفراد نتيجة تحسس أجسامهم من بعض مكوناته والمواد الفعالة والنشطة بداخله، وهذا ما سنتعرف عليه اليوم بشكل توضيحي مفسر من خلال سطور مقالنا التالي.
ما هي حساسية البصل؟
تعد حساسية البصل هي أحد أنواع الحساسية الغذائية التي تصيب الجسم نتيجة إستجابة الجهاز المناعة بشكل غير طبيعي وخاصة عند تناول البصل أو التعرض له.
بوجه عام يمكن أن تتراوح أعراض هذا النوع من الحساسية من خفيفة إلى شديدة وتؤدي إلى حدوث بعض المشاكل الهضمية، والجلدية، والتنفسية، ولكن يجب الإطمئنان إلى حد ما لأن حساسية البصل هذا تعد نادرة الحدوث مقارنة بأنواع كثيرة من الحساسية الغذائية مثل حساسية الفول السوداني أو الألبان، ولكنها أيضا من الممكن أن تسبب الكثير من مشاعر عدم الراحة والإزعاج لمن يعانون منها.
ما هي أعراض حساسية البصل؟
عند حدوث المعاناة من حساسية البصل، فمن الوارد أن يصاب الفرد بمجموعة من الأعراض داخل وخارج الجسم، والتي يمكن أن تختلف شدتها من خفيفة إلى متوسطة إلى قوية طبقا للحالة الصحية للفرد وتظهر في أوقات مختلفة.
على سبيل التوضيح قد تتفاعل أجسام بعض الأشخاص مباشرة بعد ملامسة البصل بما في ذلك الأكل أو اللمس أو الشم. وفي الوقت نفسه، قد لا يعاني البعض الآخر من أي أعراض لبضع ساعات أو حتى فترة زمنية أطول.
الجدير بالذكر أن أعراض حساسية البصل هذه تتمثل فيما يلي:
- الشعور بالآلام في منطقة البطن
- الغثيان والقيء.
- الإسهال الشديد
- انسداد الجيوب الأنفية.
- الصداع.
- الدوار.
- السعال.
- صعوبة التنفس.
- أزيز وصفير في الصدر.
- الحكة الجلدية.
- الطفح الجلدي.
- الاحمرار والتورم في مناطق الوجه، والشفاه، واللسان، والحلق.
- حكة وإحمرار في العينين.
- الدموع الغزيرة.
- انخفاض ضغط الدم مع الحالات التحسسية الشديدة.
يجب العلم أنه عادة ما تهدأ الأعراض الخفيفة بعد توقف المريض عن التعرض للبصل حيث يمكن إدارة هذا الأمر جيدا في كثير من الأحيان من خلال العلاجات المنزلية. ولكن، في حالة المعاناة من ردود فعل شديدة مثل القيء المستمر، وآلام في المعدة شديدة دون توقف أو صعوبة في التنفس، فسوف يحتاج المريض هنا إلى طلب المساعدة الطبية على الفور.
ما هي أسباب الإصابة بحساسية البصل؟
في كثير من الأوقات تحدث المعاناة من حساسية البصل عندما يتعرف جهاز المناعة بداخل الجسم على بعض البروتينات الموجودة في البصل على أنها مواد ضارة حيث يبدأ في العمل على مهاجمتها، ومن ثم يتسبب هذا الأمر بشكل مباشر في إطلاق بعض المواد الكيميائية مثل الهيستامين، مما يؤدي هذا إلى ظهور بعض أعراض الحساسية المزعجة للجسم.
كيف نعمل على علاج حساسية البصل؟
اعتمادا على شدة الحالة المرضية، فسوف يكون لكل مريض علاج مناسب لهذا الأمر، فالجدير بالذكر أن طرق العلاج المعنية بالتعامل مع هذا الأمر تشمل ما يلي:
* البعد تماما عن تناول البصل وتجنب أي أطعمة غذائية تحتوي عليه حيث يتم تنفيذ هذا من خلال قراءة جميع ملصقات المنتجات الغذائية بكل عناية وإهتمام.
* استخدام مضادات الهيستامين والتي يمكن أن يتم تناولها مع الأعراض الخفيفة إلى المتوسطة مثل الحكة والطفح الجلدي، وردود الفعل التحسسية البسيطة مثل خلايا النحل واحتقان الأنف.
* اللجوء إلى تناول مضادات الحساسية مثل أدوية الستيرويدات القشرية لتخفيف التهابات الجسم والأعراض المرضية الحادة.
* يمكن اللجوء إلى إستخدام بعض الكريمات والمراهم الموضعية للتخفيف من الإحمرار وأعراض الحكة الجلدية المزعجة.
* نستطيع أن نقوم بإستخدام كريم الهيدروكورتيزون حيث يعد هذا الكريم دواء موضعي يتم إستخدامه بدون وصفة طبية، ومن ثم يمكن تطبيقه موضعيا لتقليل الحكة والالتهابات.
* يمكننا أن نلجأ إلى تناول أحد أنواع السلسة الدوائية من دواء الإبينفرين (EpiPen ،EPIsnap، Adyphren) حيث يعد هذا الدواء موصوف، وغالبا ما يستخدم كحاقن تلقائي لعلاج الحساسية الشديدة والتي تعرف لدي الكثير منا بالحساسية المفرطة.
* استخدام أجهزة الاستنشاق التي تحتوي على أدوية كبريتات ألبوتيرول (ProAir ،Proventil ،Ventolin) وتعمل على توسيع الشعب الهوائية لزيادة تدفق الهواء من خلال المجرى التنفسي.
* على الرغم من أن الصبار لا يقلل من كمية الهيستامين التي تتواجد في داخل الجسم ، إلا أنه له تأثير مهدئ على الحكة حيث يمكن أن يقلل جل الألوفيرا من مظاهر الحكة وتحسس الجلد قدر الإمكان.
في النهاية يجب علينا معرفة أنه عند الرغبة في الوقاية من مخاطر الإصابة بحساسية البصل، فمن الضروري أن نلتزم وبشكل جاد بالبعد تماما عن تناول البصل أو ملامسته والإستعاضة عنه ببعض العناصر الغذائية الأخري مثل الثوم وهذا لحماية الصحة من أي تداعيات صحية خطيرة تبدو بسيطة في البداية ولكن تحمل بين ثناياها العديد من ملامح الخطورة.