تحدث الإصابة بـ “حمى التيفوئيد” بسبب التعرض لما يسمى بعصية السالمونيلا حيث يمكن أن يصيب هذا المرض كل من البالغين، والأطفال الصغار. ولكن حديثنا اليوم سيشمل الحديث عن الأطفال على وجه الخصوص، فالجدير بالذكر أن حمى التيفوئيد تتطور عند الأطفال بشكل أكثر حدة، وشراسة عن البالغين، وهذا بسبب أجسامهم الغير ناضجة، وذو مقاومة ضعيفة، وهزيلة. لفهم المزيد حول المضاعفات التي يمكن أن تسببها حمى التيفوئيد عند الأطفال، وكيفية علاج هذا المرض بشكل صحيح، يجب القيام بمتابعة مقالنا من خلال السطور التالية.
ما هي حمى التيفوئيد عند الأطفال؟
تعتبر حمى التيفوئيد من الأمراض الحادة المعدية التي لها قدرة كبيرة على الإنتشار بقوة، والتحول إلى الأوبئة في بعض الأوقات. فيجب العلم أن السالمونيلا التي تسبب حمى التيفوئيد يحدث لها إنتشار من شخص لآخر عن طريق تناول الطعام، أو الاتصال الوثيق بشخص مصاب.
غالبا ما يعاني الأطفال في مراحل عمرهم المبكرة من ضعف جهاز المناعة، والمقاومة. حيث تعتبر هذه من أهم الأسباب التي تجعلهم عرضة بشكل كبير للإصابة بحمى التيفوئيد. فيجب العلم أن السبب الرئيسي لحدوث الإصابة بهذه الحمى عند الأطفال الصغار هو نقص الرعاية، والأهتمام، وتفاصيل المعيشة الخاصة به التي تظهر من خلال:
- في حالة تلوث الطعام يصبح تناوله ضار على جسم الطفل حيث يؤدي هذا إلى إنتقال عدوى التيفوئيد إلى داخل أجسامهم.
- من الممكن أن ينتقل التيفوئيد من شخص لآخر عن طريق الاتصال المباشر، أو الاتصال بالنفايات، والأواني الملوثة من المرضى المصابيبن بذلك.
ما هي أعراض الإصابة بالتيفوئيد عند الأطفال؟
تظهر أعراض مرض التيفوئيد على مراحل متعددة. لذلك، يجب أن يكون الآباء على دراية بالأعراض المرتبطة عادة بحمى التيفوئيد عند الأطفال التي تتمثل في:
أولا: فترة الحضانة
عندما يكون الطفل مصابا بالتيفوئيد، تتراوح فترة الحضانة من 3-21 يوما، فمن خلال النظر إلى المعدل المتوسط فقد تتراوح المدة من 7 إلى 14 يوما. فالجدير بالذكر أنه في خلال هذه المرحلة الأولى، لا يوجد لهذا المرض أي مظاهر سريرية تقريبا.
ثانيا: وقت ظهور المرض
خلال هذه الفترة، تقوم عصيات التيفوئيد بالدخول إلى مجرى الدم، وتعمل على تدمير الخلايا البطانية في الكبد، والطحال، ونخاع العظام. فالجدير بالذكر أنه أثناء عملية القتل، ستقوم البكتيريا بإنتاج العديد من التفاعلات كيميائية التي تسبب العديد من الأعراض التي تظهر من خلال:
- إرتفاع درجة حرارة الجسم في خلال فترة زمنية من 3-5 أيام
- صداع، وآلام شديدة في المعدة والبطن.
- التعب، وفقدان الشهية بصورة ملحوظة، ومن ثم حدوث لفقدان الوزن.
- ظهور نزيف في الأنف مصحوب بالإمساك أو الإسهال.
ثالثا: فترة المرض الكامل
- تبدأ هذه الفترة من الأسبوع الثاني ويصبح فيها المرض واضح بشكل كبير وبصورة ملحوظة.
- الحمى المستمرة، وارتفاع شديد في درجة الحرارة.
- ظهور الارتعاش، والتعرق المتقطع في بعض الحالات.
- التبرز الرخو وبصورة مستمرة حيث يتراوح المعدل من 5 إلى 6 مرات خلال اليوم.
- حدوث تقرح البلعوم الأنفي.
رابعا: فترة التراجع
إذا لم يكن للمرض أي مضاعفات، فإن فترة التراجع، والتعافي تكون في الأسبوع الـ 3 أو 4 حيث ستنخفض درجة الحرارة بشكل ملحوظ، وسوف تهدأ الأعراض ببطء، ويحدث لها تعافى بشكل تدريجي.
إقرأ أيضا: السالمونيلا .. ما هي؟ وأسبابها وأعراضها وطرق علاجها
ما هي مضاعفات حمى التيفوئيد عند الأطفال؟
التيفوئيد هو واحد من أكثر الأمراض شيوعا وخطورة عند الأطفال. فإذا تم اكتشافه مبكرا وعلاجه بشكل صحيح ، فيمكن أن يختفي بعد حوالي 5 أيام من حدوث الإصابة به. ولكن عند إهمال التعامل مع هذا المرض فسوف يؤدي هذا إلى العديد من المضاعفات الخطيرة، والتي يمكن أن تهدد الحياة بصورة ملحوظة.
فيما يلي بعض المضاعفات الخطيرة التي يمكن أن تحدث للأطفال، التي يجب على الآباء التعرف عليها مبكرا لتجنب تدهور حالة الطفل الصحية:
- حدوث نزيف في الجهاز الهضمي.
- الإصابة بثقب الأمعاء، وأخطرها هو ثقب الأمعاء الذي يصعب تشخيصه.
- التهاب عضلة القلب، وإنهيار بعض من الأوعية الدموية.
- حدوث بعض الإلتهابات في الدماغ.
كيف يتم علاج التيفوئيد عند الأطفال؟
أولا: العلاج الموصوف من قبل الطبيب
عزيزتي الأم إذا تسلل إليكي الشك حول إصابة طفلك بأعراض حمى التيفوئيد، فيجب أن تقومي على الفور بالإنتقال بطفلك إلى أقرب مشفى أو طبيب معالج لكي يتم تشخيصه بشكل دقيق ووصف العلاج المناسب له في الوقت المناسب.
لعلاج حمى التيفوئيد عند الأطفال، سوف يقوم الطبيب بوصف بعض المضادات الحيوية التي تعمل على قتل البكتيريا بصورة فعالة. فالجدير بالذكر أن الطفل سوف يحتاج إلى تناول الدواء لمدة تصل إلى اسبوعين لكي يتم علاج المرض بصورة صحية، وسليمة.
إنتبهي عزيزتي الأم إلى ضرورة عدم إعطاء المضادات الحيوية للطفل بدون إستشارة الطبيب لأن هذا الأمر قد يأتي بتوابع سلبية كثيرة. فالجدير بالذكر أن الطبيب فقط هو الذي يمكنه التأكد من أن الطفل يتناول الدواء المناسبة، والجرعة المناسبة بناء على العمر، والوزن، والظروف الصحية. إلى جانب هذا يجب الإنتباه إلى مرض الطفل الذي يجعله يتوقف عن الرضاعة الطبيعية، والأكل، فيجب على الآباء بشكل سريع اصطحابه إلى المستشفى لتلقي السوائل، والمضادات الحيوية، وكذلك العناصر الغذائية.
ثانيا: علاج حمى التيفوئيد عند الأطفال في المنزل
بالإضافة إلى علاج هذا المرض على النحو الذي يحدده الطبيب المختص، فيجب على الآباء أيضا الجمع بين العلاج الطبي، والمنزلي للطفل حتى يتعافى بشكل سريع وسليم. فالجدير بالذكر أنه من الممكن أن نقوم بتحقيق هذا عن طريق بعض الخطوات التالية:
-
شرب الماء:
بالنسبة للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن عمر الـ 6 أشهر، يحتاج الآباء إلى إعطاء الماء للأطفال بشكل دائم وذو نسب صحية سليمة أما بالنسبة للأطفال دون سن الـ 6 أشهر، يجب أن يكون إعتمادهم الكامل على الحليب سواء كانت الرضاعة بصورة طبيعية او صناعية، وهذا للعمل على إستعادة الصحة بصورة سريعة.
-
تناول الطعام:
في حالة إصابة الطفل بالحمى، يجب العمل على إعطاءه المزيد من الاطعمة السائلة مثل الحليب والحساء والعصير. وعند حدوث شفاء الطفل من الحمى، يجب القيام بإعطاء الأطعمة شبه السائلة نصف السميكة مثل المعكرونة والأرز المهروس لمدة 7 أيام، ثم تناول الأطعمة الغذائية الطبيعية في صورتها المعتاده.
-
إعطاء الطفل فترات للراحة:
تعتبر هذه الطريقة من أهم الطرق الصحية التي تعمل على مساعدة الطفل في استعادة قوته بسرعة، والشعور بتحسن كبير مع مرور الوقت.
-
الحفاظ على النظافة:
تعد هذه المرحلة من المراحل الهامة في علاج حمى التيفوئيد عند الأطفال. فنحن لا نحتاج فقط إلى تنظيف جسم الطفل بشكل يومي، ولكننا نحتاج أيضا إلى الحفاظ على نظافة غرفة النوم، والمنزل الذي يتواجد فيه الطفل بالإضافة إلى ضمان نظافة الطعام، والماء.
يجب العلم أن حمى التيفوئيد عند الأطفال، إذا تم اكتشافها، وعلاجها على الفور بشكل صحيح، ففي ذلك الوقت لن تكون مهددة للحياة وذو نسبة خطورة عالية. وفي العموم يجب العمل على الإلتزام بتطعيم التيفوئيد الموصى به لتقليل المرض، وضمان سلامة الطفل لكي ينمو دائما بصحة جيدة.
إقرأ أيضا: الحصبة عند الأطفال.. الأعراض والأسباب وطرق العلاج