في لحظة إستماعك للطبيب سيدتي وهو يقول لكِ “مبروك أنتِ حامل” يجب أن تعلمي أن هذا الأمر لم يكن باليسير أو السهل ولكنه كان عبارة عن رحلة شاقة مليئة بالعقبات والمتاعب أستغرقت بعض الوقت، وقد قام بها الحيوان المنوي على أكمل وجه وبجدارة حين إستطاع الوصول للبويضة، وبدأ جنينك في النمو داخل رحمك. للتعرف على هذا الأمر بمزيد من التفصيل والمعلومات المفيدة الممتعة، هيا بنا نقوم بهذا من خلال سطور مقالنا التالية.
كم من الوقت يستغرق الحيوان المنوي لمقابلة البويضة؟
إلى وقتنا هذا لا توجد إجابة دقيقة على هذا السؤال حيث تعتمد المدة التي تستغرقها الحيوانات المنوية لمقابلة البويضة على العديد من العوامل مثل مدى سرعة أو بطء الحيوانات المنوية في السباحة إلى البويضة، والقدرة على التغلب عالعقبات طوال رحلة الوصول؛ إلى جانب جودة وكفاءة الحيوانات المنوية في هذه الأثناء. في العموم يمكننا القول أن الفترة الزمنية التي يستغرقها الحيوان المنوي للوصول إلى البويضة تتراوح من 15-90 دقيقة.
العقبات التي تعترض طريق الحيوانات المنوية خلال رحلة الإخصاب
بعد عملية القذف، تترك الحيوانات المنوية جسم الذكر وتدخل إلى الجهاز التناسلي للأنثى، فعلى الرغم من أن الوقت الذي تستغرقه الحيوانات المنوية لمقابلة البويضة قصير جدا، إلا أن المسافة المقطوعة تبلغ حوالي 15 إلى 18 سم فقط.
يجب العلم أن سباق الحيوانات المنوية للبويضة سريع جدا، وهذا لان وقت بقاء الحيوان المنوي محدود بصورة كبيرة إلى جانب الكثير من الصعوبات الأخرى التي سنقوم بذكرها فيما يلي:
-
درجة الحموضة المهبلية
منذ الخطوة الأولى، بالكاد يمكن للحيوانات المنوية البقاء على قيد الحياة داخل المهبل بسبب درجة الحموضة المهبلية. ومع ذلك، بعد القيام بعملية القذف، سيقوم السائل بالعمل على تشكيل مادة هلامية تساعد على حماية الحيوانات المنوية في هذه البيئة الحمضية للمهبل.
-
استجابة الجهاز المناعي للمرأة
في بعض الأوقات وبمجرد دخول الحيوانات المنوية لجسم المرأة تقوم خلايا الدم البيضاء بالعمل على محاربتهم وتدميرهم وهذا يحدث كنوع من أنواع الإستجابة المناعية.
-
مخاط عنق الرحم
أثناء عملية التبويض، عادة ما يكون مخاط الرحم أكثر مرونة ويصبح أكثر قلوية، مما يسهل هذا الأمر حركة الحيوانات المنوية. ولكن في حالة عدم حدوث الإباضة، يصبح المخاط ذو قوام أكثر كثافة، مما يؤدي هذا إلى منع دخول الحيوانات المنوية.
-
التدخلات الجراحية
في بعض الحالات الصحية، يجب على النساء إجراء جراحة داخلية للجهاز التناسلي المتمثل في المهبل، وعنق الرحم، والرحم، وقناتي فالوب، وفي هذه الأوقات قد تصبح بعض الحيوانات المنوية محاصرة في موقع هذا التدخل الجراحي، ومن ثم تحدث صعوبة كبيرة تجاه أمر إلتقاء الحيوان المنوي بالبويضة.
على الرغم من وجود العديد من الصعوبات على طول الطريق، إلا أن الجسد الأنثوي يقوم بالعمل على خلق ظروفا صحية للحصول على أفضل الحيوانات المنوية جودة حيث تقوم البويضات بإطلاق جزيئات وترسل إشارات لكي تساعد على توجيه الحيوانات المنوية.
يجب العلم أن قناتي فالوب والرحم يستخدمان عملية الشفط عن طريق إنشاء تقلصات تستطيع أن تقوم بالسماح للحيوانات المنوية بالتحرك بسهولة. بالإضافة إلى ذلك، يعد السائل المنوي المصاحب للحيوانات المنوية له تأثير مغذي ووقائي على هذه الحيوانات حيث الحد من عدد الحيوانات المنوية التي تموت على طول طريق هه الرحلة.
إقرا أيضا: الحيوانات المنوية الصحية لعملية إنجابية سليمة
كم عدد الحيوانات المنوية التي تستطيع أن تقوم بالوصول إلى الهدف؟
تنقسم رحلة العثور على البويضة إلى العديد من المراحل المختلفة، ولكن يجب العلم أنه في كل مرحلة ينخفض عدد الحيوانات المنوية بشكل كبير طبقا لما يتم فقدانه خلال هذا المشوار:
- في كل عملية قذف سوف يكون هناك حوالي 200- 250 مليون حيوان منوي، ولكن حوالي 2 مليون حيوان فقط هو ن يستطيع الوصول إلى عنق الرحم.
- من بين 2 مليون حيوان منوي يدخل إلى عنق الرحم، ينجح حوالي مليون في أمر البقاء لحد هذه اللحظة.
- في وقت تواجد مليون منوي بالفعل في داخل عنق الرحم، يستطيع 10 آلاف السير في خطوات الرحلة.
- من بين 10 آلاف حيوان منوي تم نجاته ومواصلة سيره يحدث مرة أخرى طبقا للظروف فقدان نصفهم.
- من بين هذه الحيوانات المنوية البالغ عددها 5 ألاف منوي، يصل حوالي 200 إلى داخل قناة فالوب ومن ثم يتم الإلتقاء بالبويضة.
- في النهاية، يستطيع الحيوان المنوي الأكثر صحة والأفضل جودة الذي إستطاع البقاء أن يكون قادر على اختراق البويضة وتخصيبها، ومن هنا ننتظر الأخبار السعيدة حول حدوث الحمل.
كم من الوقت يلزم بعد إلتقاء الحيوان المنوي بالبويضة لحدوث الحمل؟
لمعرفة المدة التي يستغرقها الحيوان المنوي لمقابلة البويضة لكي تقع عملية الإخصاب ومن ثم الحمل، يجب علينا حساب هذه العملية من وقت اتحاد الحيوانات المنوية مع البويضة لتكوين زيجوت حتى يعشش الجنين في داخل الرحم.
بعد عملية الإخصاب، تقوم البويضات والحيوانات المنوية بتشكيل الزيجوت، وفي خلال الأيام ال 7 التالية لهذه العملية، ينقسم هذا الزيجوت وينتقل تدريجيا إلى حجرة الرحم. ومع حلول نهاية هذه الفترة، يخضع الزيجوت لعدة أقسام لتشكيل منظمة تسمى الكيسة الأريمية التي تصبح جاهزة لأمر التعشيش.
بعد العثور على موقع تعشيش مناسب في داخل الرحم، سوف تقوم الكيسة الأريمية بالعمل على تشكيل طرفا اصطناعيا يلتصق بالغشاء المخاطي، ويشكل المشيمة حيث تستغرق عملية التعشيش حوالي من 7-10 أيام.
بشكل عام، يجب العلم أن عملية الإخصاب، والتعشيش تستلزم حتى يتم اكتشاف حدوث الحمل من 13 إلى 14 يوما. ومع ذلك، فإن عدم الاضطرار إلى إنهاء عملية التعشيش يعني أن أمر الحمل قد تم بنجاح.
من الهام معرفة أن هناك عدد من الحالات التي يحدث فيها تعلق البويضة المخصبة على جدار الرحم. ولكن لا يزال أمر الحمل معلق، وهذا لأن الزيجوت يواجه طفرات كروموسومية أثناء عملية انقسام الخلايا.
متى تغادر الحيوانات المنوية الجسد الأنثوي؟
يجب العلم أنه بمجرد دخول الحيوانات المنوية إلى المهبل، يستمر عمرها حوالي 2 إلى 5 أيام حيث يحدث موت للكثير منها على طول الطريق، وفي حالة بقاء البعض ولكن لم تحدث عملية الإخصاب فسوف يحدث أمر إزالة البويضة عن طريق البلعمة. ومن ثم القضاء على المتبقى من هذه الحيوانات.
عندما يحدث الإخصاب، وتكون المرأة حاملا بالفعل، يتم إغلاق عنق الرحم بمخاط من أجل منع دخول أي شيء قد يؤذي، ويضر الجنين. لذلك، لا يمكن للحيوانات المنوية اختراق الرحم لذلك تنتهي رحلتهم في داخل المهبل.