كما نعلم جميعنا أن العلاقة الجنسية تعد عنصر مهم في الحياة الزوجية. الجدير بالذكر أنه عادة ما تنخفض الحاجة الجنسية للشخص أو ما تسمى بالاحتياجات الفسيولوجية مع مرور الوقت. ولكن هناك أيضا أشخاص لديهم حاجة كبيرة لممارسة العلاقة الحميمة بغض النظر عن العمر. لذا يأتى في هذا الوقت تساؤل، هل ارتفاع الطلب على العلاقة الجنسية يعد أمر طبيعي أم أنه يتعلق ببعض التغيرات الجسمانية أو الصحية؟ هذا ما سنقوم بالتعرف عليه اليوم بمزيد من التوضيح.
ما هي أهم أسباب زيادة الرغبة الجنسية؟
أولا: التغيرات الهرمونية
التغيرات الهرمونية
تعتبر الهرمونات جانبا مهما جدا في حياة الإنسان، حيث تؤثر على العديد من العمليات الحيوية في أجسامنا، بما في ذلك عمليات الجنس والإخصاب والتكاثر.
في النساء، يتم إفراز الهرمونات المنظمة للرغبة الجنسية من قبل المبيضين، وهما الاستروجين والبروجستيرون. فمن الهام معرفة أن مستويات هرمون الاستروجين ترتفع بشكل طبيعي قبل وأثناء فترة التبويض، وتؤدي إلى زيادة الرغبة الجنسية أما عندما تبلغ المرأة سن اليأس، فتقل مستوى هذه الهرمونات ويمكن أن يؤدي ذلك إلى انخفاض في الرغبة الجنسية.
الهرمون الذكري (التستوسترون)
أما عند الرجال، فيتم إفراز الهرمون الذكري الرئيسي الذي يلعب دورا في الرغبة الجنسية والأداء الجنسي وهو التستوستيرون. الجدير بالذكر أنه يتم إنتاج هذا الهرمون في الخصيتين حيث يؤثر على الرغبة الجنسية بشكل مباشر. فعندما يكون مستوى التستوستيرون مرتفعا فسوف تزداد الرغبة الجنسية بصورة كبيرة وملحوظة ولكن إذا حدث إنخفاض في هذا الهرمون فمن المؤكد حدوث انخفاض في الرغبة الجنسية وصعوبة الحفاظ على الانتصاب.
بالإضافة إلى الاستروجين والبروجستيرون والتستوستيرون، فهناك العديد من الهرمونات الأخرى التي يمكن أن تؤثر على الرغبة الجنسية والتي تتمثل في الدوبامين والسيروتونين والنورأدرينالين، وهي الهرمونات التي تنظم مستويات المزاج والسعادة والتوتر. فيجب العلم أنه عندما يكون هناك توازن جيد في هذه الهرمونات، فمن المحتمل أن يكون لها تأثير إيجابي على الرغبة الجنسية.
ثانيا: الأنشطة البدنية والتمارين الرياضية
الأنشطة البدنية والتمارين الرياضية
من المعروف أن النشاط البدني يحفز كفاءة جهاز المناعة ويساعد في التخلص من التوتر والقلق، وهذا بدوره يؤثر بشكل إيجابي على الحالة العامة للشخص ويعزز من الرغبة الجنسية.
يجب علينا العلم أن ممارسة التمارين الرياضية تساعد بصورة كبيرة على زيادة تدفق الدم في الجسم وخاصة في منطقة الحوض، مما يزيد هذا الأمر من الإحساس والحساسية الجنسية.
تحقيق النشوة الجنسية
إلى جانب ذلك فتقوم التمارين الرياضية أيضا بالعمل على تعزيز إنتاج الهرمونات المسؤولة عن الرغبة الجنسية، مثل الاستروجين والتستوستيرون. فالجدير بالذكر أن هذه الهرمونات تلعب دورا هاما في التحفيز الجنسي وزيادة الرغبة. بالإضافة إلى قيامها بالمساهمة في تحسين مرونة الجسم مما يزيد هذا من القدرة على الاستجابة وتحقيق النشوة الجنسية.
بالإضافة إلى الفوائد الفسيولوجية للتمارين الرياضية فهي تقوم أيضا بتعزيز الثقة بالنفس وتحسن الصورة الذاتية، مما يؤدي هذا إلى زيادة الرغبة والاستعداد للحياة الجنسية. فعند الانخراط في أداء الأنشطة الرياضية المشتركة مع الشريك فسوف يعزز هذا الأمر الرومانسية والشعور بالارتباط العاطفي، مما يسهم في زيادة الرغبة بالعلاقة الجنسية.
إقرأ أيضا: العلاقة الجنسية وتأثيرها على اللياقة البدنية
ثالثا: الحالة النفسية
الحالة النفسية
يعد أمر الحالة النفسية من الأمور الهام جدا ذكرها عند مناقشة ارتفاع الرغبة الجنسية. فالعوامل النفسية قد تكون لها تأثير كبير على مستوى الرغبة الجنسية للفرد سواء كان هذا الأمر بالإيجاب أو بالسلب.
لا يمكننا أن نقوم بالنظر إلى الرغبة الجنسية والحالة النفسية كعنصرين منفصلين، فما يوجد بينهم من إرتباط وتفاعل يعد أمر قوي جدا، حيث يظهر ذلك واضحا من خلال زيادة الرغبة الجنسية في حالة المشاعر والدواخل النفسية الجيدة فالجدير بالذكر أن الرفاهية العاطفية والاستقرار النفسي قد يعززان هذه الرغبة بصورة كبيرة.
رابعا: أنظمة التغذية
أنظمة التغذية
تشير العديد من الدراسات إلى أن بعض العناصر الغذائية يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي على الرغبة الجنسية. فمن أهم هذه العناصر تأتي الأغذية التي تحتوي على عنصر الزنك على رأس القائمة حيث دوره الهام في إنتاج الهرمونات الجنسية وزيادة الجاذبية الجنسية.
يمكن العثور على عنصر الزنك في اللحوم والأسماك والمأكولات البحرية والمكسرات والبقوليات. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي الأطعمة الغنية بالبروتين مثل البيض واللحوم والحليب أيضا على مستويات عالية من الزنك.
بجانب عنصر الزنك، فتحتوي بعض الفواكه والخضروات على مركبات تعمل كمنشطات طبيعية للرغبة الجنسية مثل الأفوكادو الذي يحتوي على نسب عالية من الفيتامينات والدهون الصحية التي تحفز الدورة الدموية وتزيد من الطاقة الجنسية.
تنشيط الدورة الدموية
إلى جانب ما سبق ذكره فقد يحتوي الفلفل الحار والثوم والبصل على مركبات طبيعية تساهم في تنشيط الدورة الدموية وتحسين الجاذبية الجنسية تجاه الشريك العاطفي.
على الجانب الأخر يعتبر الغذاء الذي يحتوي على السكر والدهون المشبعة والملح من بين الأطعمة التي تؤثر سلبًا على الرغبة الجنسية. فقد أظهرت العديد من الأبحاث أن الأطعمة الغنية بهذه العناصر يمكن أن تؤدي إلى تكوين رواسب في الأوعية الدموية وتؤدي إلى قلة تروية الأجهزة التناسلية، الأمر الذي يؤثر بشكل سلبي كبير على الحياة الجنسية.