يعتبر مرض سرطان الفم من أهم أنواع الأورام السرطانية التي تصيب منطقة الرأس والرقبة، ولأن أعراض هذه الحالة المرضية تشبه تقريبا أمراض الفم الشائعة التي من الممكن أن نتعرض لها جميعا، ومن ثم نتغافل عنها إعتقادا منا بأنها مشكلة بسيطة تصيب الفم حتي تتدهور وتتفاقم وتصبح ذات درجة خطورة مرتفعة. لذا يجب علينا فهم حالة سرطان الفم جيدا من حيث الأعراض وأهم المسببات المؤدية لها وطرق الوقاية من هذه الحالة المرضية الصعبة والخطيرة.
سرطان الفم
عند الحديث عن مرض سرطان الفم، فمن الهام معرفة أنه يسمى أيضا بسرطان تجويف الفم، وهو عبارة عن نوع من الأورام السرطانية يحدث على الشفاه وفي الفم، وبشكل أكثر تحديدا فمن الوارد أن يؤثر هذا الأمر على الجزء الداخلي من الخدين أو ما يسمى بسرطان الغشاء المخاطي للفم.
يجب العلم أن هذه الآفة الخبيثة ناجمة عن الانتشار غير المنضبط للخلايا المخاطية في تجويف الفم حيث أنه من الوارد أن يظهر في كل جزء من تجويف الفم نوعا مختلفا من السرطان، بما في ذلك 7 أجزاء مثل الشفاه، والغشاء المخاطي للخد، واللثة، والحنك الصلب، وأرضية الفم، واللسان المحمول، و الخلفي.
يعتبر سرطان تجويف الفم شائع جدا، وهو ما يمثل 30-40 ٪ من جميع أنواع سرطانات الرأس والوجه والرقبة. من بين أنواع سرطان تجويف الفم يمثل سرطان اللسان أعلى معدل، فالجدير بالذكر أن نوع الخلايا التي غالبا ما تتطور إلى سرطان في هذه المنطقة هي الخلايا الحرشفية.
أهم مسببات حدوث المعاناة من سرطان الفم
أولا: ممارسة بعض العادات الغير صحية
– التدخين: ترتبط معظم حالات سرطان تجويف الفم ارتباطا وثيقا بالتبغ حيث يزيد تدخين السجائر بأي شكل من الأشكال من مخاطر الإصابة بهذه الحالة المرضية.
– تناول المشروبات الكحولية: عند القيام بتناول المشروبات الكحولية فسوف يتم تحويلها عند دخول الجسم إلى أسيتالديهيد، فمن الهام معرفة أن هذه المادة تدمر الحمض النووي، وتمنع قدرة الخلايا على إصلاح نفسها مسببة المعاناة حدوث من الآفات السرطانية.
– سوء نظافة الفم: يمكن أن يكون أحد أسباب السرطان هو تواجد آفات طويلة الشفاء في تجويف الفم حيث يحدث هذا الأمر بسبب سوء نظافة الفم، مما يترتب على هذا تواجد الفيروسات والبكتيريا في هذه المنطقة بمعدلات أكثر ومن هنا تحدث حالة من تطور الأورام السرطانبة.
ثانيا: التعرض لبعض أنواع العدوى
تعد عدوى فيروس الورم الحليمي البشري هي أيضا من أهم مسببات الإصابة بسرطان الفم، بالإضافة إلى متلازمة جفاف الجلد الصباغي، وفقر الدم فانكوني… إلخ أو غيرها من الآفات السرطانية التي تتواجد في تجويف الفم مثل الطلاوة، وكريات الدم الحمراء، وداء المبيضات المفرط التنسج المزمن، والتعرض للقرح بسبب الصدمات المستمرة ومن ثم يزيد هذا من مخاطر الإصابة بسرطان تجويف الفم.
أظهرت الاحصائيات الفعلية لهذه الحالة المرضية أن فيروس الورم الحليمي البشري يعيش عادة في المناطق المخاطية، بما في ذلك الغشاء المخاطي للبلعوم، فعند التعرض للعدوى المزمنة مع أنواع فيروس الورم الحليمي البشر، فسوق يصبح هذا الأمر عالي الخطورة. إلى جانب هذا فلا يمكننا أيضا أن نتغافل عن فيروس الهربس وتوابعه السلبية في منطقة الفم وتجويفه.
إقرأ أيضا: 3 أمراض شائعة ومزعجة تصيب تجويف الفم
أعراض سرطان الفم
في المراحل المبكرة، يكون لسرطان الفم أعراض مشابهة لأمراض الفم الشائعة، لذلك غالبا ما يكون معظم الناس غير متفهمين للوضع المرض ويتجاهلون مثل هذه الحالة المرضية.
من هنا يمكننا القول بأن أفضل طريقة للوقاية من المرض أو اكتشافه مبكرا هي رؤية الطبيب المختص عند وجود أي من الشكوك أو العلامات التالية:
- ظهور تقرحات في اللسان والغشاء المخاطي للفم.
- تواجد آلام أو تهيجات أو كتل أو بقع سميكة في الفم أو الشفتين أو الحلق.
- فقدان الإحساس في منطقة الفم.
- معاناة الفم من النزيف دون سبب.
- صعوبة في المضغ أو البلع أو التحدث.
- ظهور بعض التورمات في الفكمما يؤدي هذا إلى عدم إرتياح الأسنان.
- فقدان الكثير من الوزن بسبب صعوبة تناول الطعام.
الوقاية من سرطان الفم
هناك العديد من عوامل الخطر التي تؤدي إلى حدوث سرطان تجويف الفم. لذا فيجب الحد من عوامل الخطر للوقاية من هذه الحالة المرضية الخطيرة:
- البعد عن ممارسة عادة التدخين السيئة.
- تجنب تماما شرب المشروبات الكحولية والتي تزيد بشكل رئيسي من مخاطر الإصابة بسرطان تجويف الفم وبنسبة أعلى ست مرات عن من لا يتناولون مثل هذه المشروبات.
- تطعيم كل من الرجال والنساء ضد فيروس الورم الحليمي البشري.
- علاج الآفات السرطانية تماما من خلال إجراء فحوصات طبية دورية والحفاظ على نظافة الفم.
- ينصح دائما بأهمية تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط بانتظام بعد كل وجبة.
- تجنب التعرض الطويل لأشعة الشمس حيث يمكن أن يزيد هذا الأمر من خطر الإصابة بسرطان الشفاه. لذلك، ينصح بضرورة استخدم واقي الشمس وحماية الشفاه وبشرة الوجه عند الخروج بشكل منتطم.
- الخضوع للفحوصات الصحة الفم الدورية على الأقل 2 مرات في السنة.
- الحفاظ على نظام غذائي صحي جنبا إلى جنب مع النشاط البدني حيث تساعد جميع هذه العوامل الجسم على زيادة المناعة وحماية الجسم من خطر الإصابة بالأمراض حيث ينصح بأهمية تناول مجموعة متنوعة من الفواكه لإحتوائها على مضادات الأكسدة الموجودة في هذه الأطعمة والتي تساعد في تقليل خطر الإصابة بسرطان الفم.