تعد القهوة من أهم المشروبات الشعبية في العالم. التي غالبا ما يلجأ إليها الكثير لكي تساعدهم على الشعور بمزيد من اليقظة. ليس ذلك فقط، بل يمتد الأمر إلى تميز القهوة بأنها تقوم بجلب عدد كبير من الفوائد الأخرى مثل المساعدة في تحسين الحالة المزاجية، وتحسين الروح المعنوية، وأداء التمارين الرياضية، وتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب، ومرض الزهايمر. ولكن إلى جانب كل هذه الفوائد، فقد يجد البعض أيضا أن شرب القهوة يسبب آلام في البطن، وحتى الإسهال وليس من الواضح السبب. لذا سنقوم اليوم بمعرفة العلاقة ما بين القهوة والإصابة بآلام البطن وهذا لكي نستطيع التعامل مع هذا الأمر وتجنبه قدر الإمكان.
لماذا تحدث الشكوى من آلام في المعدة بعد شرب القهوة؟
بشكل عام تحدث الإصابة بهذه المشكلة بسبب إحتواء القهوة على العديد من المركبات المختلفة التي يمكن أن تسبب اضطراب في المعدة. وتشمل هذه:
أولا: الكافيين وتحفيز عملية الهضم
الكافيين هو منبه طبيعي موجود في القهوة يساعد من يقوم بتناولها على البقاء مستيقظا. فعلى الرغم من ذلك، فقد أظهرت بعض الدراسات أن استهلاك الكافيين يمكن أن يزيد أيضا من حركية الأمعاء، مما يؤدي ذلك إلى حدوث الانقباضات في الجهاز الهضمي، ومن ثم ظهور هذا التأثير المحفز في شكل براز رخو أو إسهال عند بعض الأشخاص بعد شرب القهوة.
بالإضافة إلى ذلك، فيجب العلم أن استهلاك الكافيين يمكن أن يحفز ويزيد أيضا من إنتاج حمض المعدة. فالجدير بالذكر أنه عندما تفرز المعدة المزيد من حمض الهيدروكلوريك ، فيمكن أن يسبب هذا مشاعر عدم الراحة أو الألم.
ثانيا: الأحماض المتعددة
على الرغم من أن الكافيين يعتبر السبب الرئيسي لحدوث الإصابة بإضطرابات المعدة إلا أن الأحماض الموجودة في القهوة مثل حمض الكلوروجينيك تلعب أيضا دورا هاما في التسبب في هذه الآلام التي يتم الحديث عنها.
تعد القهوة من المشروبات الحمضية لأنها تحتوي على العديد من المركبات ذو هذه الخصائص حيث يجب العلم أن هذه الأحماض تزيد من إنتاج حمض المعدة وتسبب الآلام في البطن أي نعم هي ليست سبب المرض، ولكن يعتقد أنها سبب أعراض ظهور أعراض التهاب المعدة والارتجاع المعدي المريئي المتفاقم الذي يظهر في صورة حرقة المعدة وعسر الهضم.
ثالثا: الإضافات الخارجية
في بعض الحالات يحدث تداخل لشرب القهوة مع آلام في البطن حيث يكون هذا بعيد كل البعد عن الكافيين أو أي مركب من القهوة ولكن بسبب الإضافات التي نقوم بإضافاتها إليها مثل الحليب والنكهات والمحليات أو السكر والثلج.
فعلى سبيل المثال، لا يستطيع بعض الأشخاص تحمل اللاكتوز الموجود في الحليب أو لا يمكنهم هضم هذا السكر. لذلك، في حالة تناول القهوة مع الحليب المضاف، فقد نواجه ظهور بعض الأعراض مثل انتفاخ البطن أو تقلصات المعدة أو الإسهال.
بالإضافة إلى ذلك، فعند إضافة بعض السكريات الإصطناعية مثل السوربيتول والمانيتول أيضا إلى القهوة لخلق المذاق الحلو، فقد يتسبب هذا الأمر في زيادة ليونة البطن ومن ثم حدوث الإسهال الشديد، وهذا بالرغم من عدم إحتوائها على السعرات الحرارية.
كيف نعمل على تناول القهوة بدون الشعور بآلام البطن؟
في حالة الشعور من قبل بآلام في البطن أو عدم الراحة في المعدة أو حتى الإسهال عند تناول القهوة، فيجب عدم القلق حيث يمكن عادة الوقاية من هذه الحالة عن طريق إتباع بعض النصائح التالية:
1) في حالة البدء في تناول القهوة، يجب علينا أن نقوم بشربها ببطء عن طريق رشفات صغيرة حيث سيكون ذلك أفضل للمعدة، ويعمل أيضا على التقليل من خطر عدم الراحة الوارد حدوثه بعد تناول القهوة.
2) من الضروري تجنب شرب القهوة في حالات الجوع. وهذا لأن القهوة مشروب حمضي ويتسبب في خلق شعور عدم الراحة بالمعدة في حالة الجوع. لذا فمن الأفضل أن يتم تناول القهوة بعد الوجبات وهذا لإراحة المعدة والعمل على هضمها بكل سهولة.
3) من الضروري تجنب المواد المضافة التي تؤثر سلبا على الجهاز الهضمي. فإذا كان الجسم يعاني من عدم تحمل اللاكتوز وغالبا ما يشعر أن إضافة الحليب إلى القهوة يزعج المعدة، فيجب علينا أن نقوم بتجنب وضع هذا العنصر والإستعاضة عنه بـ حليب الصويا أو حليب اللوز.
4) يجب الانتباه إلى عدم شرب الكثير من القهوة وهذا لأن هذا الأمر يسبب حدوث الإصابة بآلام في البطن والإسهال. إلى جانب الإصابة بإضطرابات النوم، والعصبية الزائدة وزيادة خفقان القلب.
بالإضافة إلى الملاحظات التي قمنا بذكرها من قبل، فيجب العلم أيضا أن تقليل حموضة القهوة من الممكن أن يساهم في المساعدة على تجنب هذه المشكلات بعد شرب القهوة، وفيما يلي بعض الاقتراحات المفيدة التي يمكنك الرجوع إليها للاستمتاع بالقهوة دون المعاناة من إزعاج المعدة:
* اختيار قهوة بدرجة تحميص عميقة: من الهام معرفة أن مستوى تحميص حبوب البن يؤثر أيضا على نكهة القهوة. فالحبوب التي يتم تحميصها لفترة أطول مع ارتفاع درجات الحرارة قد تعمل على التقليل من الحموضة بصورة كبيرة حيث تتلاشي حموضة القهوة وتفسح المجال للمرارة العالية.
** اختيار القهوة الباردة: يتم تحضير هذا النوع من القهوة عن طريق تخمير مسحوق القهوة في الماء البارد لمدة 12 إلى 24 ساعة حيث يعرف هذا المشروب أيضا باسم آخر باسم “القهوة الباردة”. بالمقارنة مع القهوة الساخنة، فإن هذا النوع من القهوة يحتوي على نسبة أحماض أقل ويكون طعم هذا النوع من القهوة خفيفا كما تقل المرارة المعتاد الشعور بها مع القهوة الساخنة.
*** اختيار مسحوق القهوة الخام: كلما كان مسحوق القهوة مركز، كلما طالت مدة امتصاص الماء عند التخمير مما ينتج عنه مستخلص أكثر تركيزا ذو درجة حموضة أقل.
في النهاية.. وجب التأكيد على أن شرب القهوة مع آلام البطن أمر غير مقلق بصورة كبيرة، ولكن يمكن أن يسبب مشاعر عدم الراحة. لذلك، في حالة التحسس من المركبات الموجودة في القهوة أو المواد المضافة إليها، فيمكنك تطبيق النصائح التي قمنا بذكرها من قبل للتعامل مع الأمر بمزيد من الراحة والهدوء.