عند ذكر مصطلح الصرع يجب علينا أن نعلم بأن هذا المرض يعد أحد انواع الاضطرابات العصبية التي يصبح فيه النشاط الكهربائي لدماغ الفرد غير طبيعي ومن ثم يسبب هذا الكثير من النوبات العصبية، فبسبب حدوث هذه النوبات، يتدهور التوازن العقلي للمصاب، وتظهر فيه التغيرات الجسدية وغيرها. فالجدير بالذكر هنا هو أنه في حالة حدوث نوبات الصرع في منطقة الفص الصدغي من الدماغ، يطلق على هذا صرع الفص الصدغي حيث يعتبر هذا هو واحد من 20 نوعا مختلفا من الصرع، وسوف نقوم الآن بالتعرف عليه بمزيد من التوضيح من حيث الأسباب والأعراض وطرق العلاج المناسية له.
ما هو “صرع الفص الصدغي”؟
يمتلك كل إنسان فصان صدغيان على جانبي الرأس، فعندما تحدث نوبات في أحد هذه الفصوص، يطلق على هذه الحالة صرع الفص الصدغي. فيجب العلم أن الفص الصدغي هو جزء من الدماغ يقوم بمعالجة الذكريات، والأصوات وإستخراجها، ويستطيع العمل على تفسير الرؤية، ويفهم اللغة، ويتحكم في استجاباتك اللاواعية، والعواطف، والجوع، والعطش، وما إلى ذلك.
فتوضيحا لما سبق ذكره فإن الفص الصدغي يقوم بالعمل على التحكم في العواطف وحفظ الذكريات لبعض الوقت، فعند حدوث حالة صرع الفص الصدغي يجب العلم أنه هو أيضا ينقسم لنوعان. أولا إذا حدثت حالة من فقدان الوعي أثناء صرع الفص الصدغي، فإنه يسمى في هذا الوقت بـ (نوبات جزئية معقدة)، وثانيا أثناء حدوث نفس النوبات إذا بقى المصاب في حالة وعي فيطلق على هذه الحالة (نوبات جزئية بسيطة).
في أغلب أوقات حدوث حالة صرع الفص الصدغي، يظل معظم الناس واعين، أي لديهم نوبات جدارية بسيطة ويتم تصنيفهم على هذا الوضع تباعا للنوع الثاني.
ما هي أسباب حدوث “صرع الفص الصدغي”؟
يجب معرفة أن صرع الفص الصدغي هو الأكثر شيوعا بين جميع أنواع الصرع حيث يعاني حوالي 60 % من مرضى الصرع من هذا النوع، ويمكن أن يصيب أي فرد خلال المراحل العمرية المختلفة، فعلى الرغم من أن الأسباب المحتملة لحدوث هذا النوع من الصرع كثيرة، إلا أن الأسباب الدقيقة غير معروفة إلى وقتنا هذا، فوفقا لآراء الخبراء، تشمل الأسباب المحتملة لحدوث صرع الفص الصدغي ما يلي:
- السكتة الدماغية أو النوبة القلبية أو غيرها من الحالات التي لا يتم توفير فيها إمدادات الأكسجين إلى الدماغ بشكل صحيح.
- الأورام في المخ.
- بعض أنواع العدوى التي تصيب الدماغ.
- الإصابات الشديدة في منطقة الدماغ.
- تاريخ العدوى في بعض الأمراض مثل التهاب السحايا أو التهاب الدماغ
- حدوث مشكلة تسمم السكر في الجزء الحصين من الفص الصدغي
- حدوث الأمراض التي قد تصيب الأوعية الدموية للدماغ
- بعض العوامل الوراثيه
- النشاط الكهربائي الغير طبيعي في الدماغ
- تناول المشروبات الكحولية
إقرأ أيضا: مرض الزهايمر في مراحل العمر المبكرة
ما أعراض حدوث الإصابة بـ “صرع الفص الصدغي”؟
قبل حدوث الإصابة بـ (صرع الفص الصدغي) ، قد يعاني الشخص من بعض مشاعر عدم الراحة المتمثلة في وجود (هالة) محيطية، والتي يمكن أن تكون تحذيرا للفرد. ولكن الجدير بالذكر أن ليس كل شخص مصاب بصرع الفص الصدغي يجب أن يكون لديه هذا الإحساس وليس كل شخص قادر على تذكره إن حدث.
في الواقع ، يعتبر هذا الإحساس هو جزء من أول نوبة بؤرية لحدوث الاضطرابات في الوعي. التي تظهر بعد ذلك من خلال بعض الأعراض المتمثلة في:
- شعور مفاجئ بالفرح أو الحزن دون أي أسباب واضحة.
- التهيأ أثناء حدوث المواقف، والإعتقاد أن ما يحدث قد حدث من قبل.
- الشعور بالروائح، والأذواق المفاجئة، أو الغريبة.
- الإحساس بوقوع بعض المشكلات في المعدة مثل الرغبة في الغثيان.
في بعض الأحيان، تؤثر نوبات الفص الصدغي أيضا على قدرة الشخص المريض على الاستجابة للآخرين، فعادة ما يستمر هذا النوع من نوبات الفص الصدغي من 30 ثانية إلى دقيقتان حيث تشمل أعراضه ما يلي:
- عدم إدراك الأشياء المحيطة في بعض الأوقات.
- التحديق الشديد بالعين.
- الرغبة في أخد الإستراحة لكثير من الوقت.
- كثرة البلع أو المضغ.
- حركة غير طبيعية في الأصابع.
بعد حدوث الإصابة بـصرع الفص الصدغي أو نوباته، فيجب العلم أن المريض سوف يشعر ببعض الأعراض أهمها:
- ارتباك لبعض الوقت، وصعوبة شديدة في التحدث.
- عدم القدرة على تذكر ما حدث خلال الأوقات السابقة.
- عدم الإدراك لكثير من الأحداث والمواقف.
- الرغبة في الحصول على الكثير من النوم.
من هم أكثر الاشخاص عرضة لخطر الإصابة بـ “صرع الفص الصدغي”؟
يعتبر خطر الإصابة بصرع الفص الصدغي أعلى لدى الأشخاص الذين يعانون من بعص النوبات السابق حدوثها وقد حدث لها إستمرار لفترات طويلة حيث تشمل عوامل الخطر الوارد حدوثها بعد هذه الإصابة ما يلي:
- حدوث الورم في المخ
- الإصابة ببعض أنواع العدوى، وأمراض الدماغ
- فقدان الوعي بشكل دائم بسبب إصابة في الرأس
يجب معرفة أن حالات صرع الفص الصدغي تحدث في أواخر سن المراهقة أو أوائل الـ 20، إلى جانب هذا ووفقا لآراء الخبراء، فقد تؤثر التغيرات الهرمونية لدى النساء المتقلبة أوقات الدورة الشهرية والإباضة على ذلك، مما قد يؤدي إلى حدوث الإصابة بهذه النوبات.
ما هي طرق تشخيص “صرع الفص الصدغي”؟
عند قيام الطبيب بالحصول على معلومات مفصلة حول كيفية حدوث نوبات صرع الفص الصدغي، فسوف يكون قادرا على تشخيص هذا النوع من المرض. لذا، سيتعين على الشخص المريض إصطحاب معه إلى الطبيب طرف ثالث قريب منه لكي يستطيع تقديم معلومات مفصلة على الحالة، وهذا لأنه يعرف ما حدث بشكل صحيح، لأن المصاب لا يستطيع تذكر أي شيء.
جنبا إلى جنب مع هذا، يتم تشخيص صرع الفص الصدغي من خلال إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ حيث يقوم الطبيب بفحص تشوهات الدماغ المرتبطة بهذا النوع من الصرع.
يقوم الطبيب أيضا بإجراء اختبار(EEG)، وهذا للتحقق من النشاط الكهربائي داخل الدماغ، ففي كثير من الأحيان يسجل الطبيب زيارة المريض في جهاز تصوير كهربية الدماغ بالفيديو، وبالأخص عند اتخاذ قرار معين بشأن آلية علاجه.
ما هي طرق علاج “صرع الفص الصدغي”؟
يشمل علاج صرع الفص الصدغي بعض الإجراءات المتمثلة فيما يلي:
-
الأدوية:
هناك العديد من أنواع الأدوية المتاحة لعلاج صرع الفص الصدغي التي يقوم الطبيب بوصفها بجرعات مختلفة من دواء واحد أو أكثر لمدة زمنية تصل لعدة أشهر.
-
النظام الغذائي:
يمكن للطبيب المعالج القيام بإجراء بعض التغييرات في النظام الغذائي لعلاج هذا النوع من الصرع حيث يوصى بضرورة اتباع نظام الكيتو الذي يحتوي على نسبة عالية من الدهون ومنخفض الكربوهيدرات، ففي حالة عدم إستجابة المرضى للدواء، فيتم تغيير طريقة علاجهم إلى النظام الغذائي .
-
الجراحة :
عندما لا تتحسن الحالة حتى بعد استخدام الأدوية عدة مرات أو يكون ترتب على حدوث هذه النوبة بعض التورمات فيجب في ذلك القيام بإجراء العمليات الجراحية لكي تتم إزالة جزء من الفص الصدغي.
-
الاستئصال بالليزر:
في هذا النمط العلاجي، يقوم الطبيب بإستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي لتوجيه أشعة الليزر بشكل صحيح حيث تستهدف هذه الأشعة النسيج الندبي المسؤول عن النوبات في الفص الصدغي ويقوم بتدميره بالحرارة.
-
محفزات الدماغ الكهربائية :
إذا لم تتم معالجة نوبات صرع الفص الصدغي عند القيام بإستخدام بعض أنواع الأدوية، ولم يكن هناك خيار متاح للجراحة، فإن التعامل مع جهاز تحفيز الأعصاب هو خيار آخر.
يقوم العلاج بجهاز التحفيز عن طريق توصيل الكهرباء إلى الدماغ بشكل متقطع في العمل على تقليل نمو النوبات. إلى جانب هذا فيوجد أيضا نوع آخر من المحفزات يسمى جهاز التحفيز العصبي سريع الاستجابة، وهو يعمل على مراقبة موجات الدماغ، وأنشطته، ويقوم بإستخدام فرشاة كهربائية لإغلاق أو خفض النوبة حيث يتم زرع هذا الجهاز في الجمجمة.