يعد ضمور الدماغ من أهم الأمراض شائعة الحدوث لدى كبار السن، والتي في حال حدوث الإصابة بها، فمن الممكن أن يتسبب هذا الأمر في فقدان المرضى لقدرتهم على العيش بشكل طبيعي والاعتماد على الآخرين. لا يقتصر الأمر على هذا فقط بل يمتد أيضا إلى تأثر صحة المريض بوجه عام وبصورة سلبية كبيرة. بشكل مفسر أكثر سنتحدث اليوم عن مرض ضمور الدماغ عند كبار السن وأهم أسباب حدوثه والعلامات الدالة عليه وما هي مخاطره على الصحة؟
ضمور الدماغ
غالبا ما يظهر ضمور الدماغ أثناء المرور بمرحلة الشيخوخة. لذلك، فإن كبار السن هم الفئة الأكثر عرضة لحدوث المعاناة من هذا الخطر، فعلى سبيل التوضيح ومع تقدمنا في العمر، سوف تتدهور الخلايا العصبية تماما مثل الأنسجة الأخرى في جسم الإنسان، ومن ثم يفقد الدماغ وظيفته تدريجيا أو يتقلص أو يتوقف عن العمل، مما يؤدي هذا إلى تقلص أنسجة المخ وحجم الدماغ تدريجيا. من هنا، يؤثر هذا الوضع المرضي بشكل كبير على قدرة المريض نحو عملية التذكر والإدراك والسلوك.
أسباب الإصابة بضمور الدماغ
يحدث ضمور الدماغ لدى كبار السن نتيجة العديد من العوامل والمسببات والتي من الوارد أن تتمثل في الآتي:
– العوامل الوراثية حيث هناك الكثير من الدلائل التي تثبت أنه إذا كان أحد الوالدين يعاني من ضمور الدماغ، فإن أطفالهم معرضون أيضا لخطر الإصابة بضمور الدماغ أكثر من أي فئات بشرية أخرى.
– التغية الغير صحية ونقص فيتامين ب 12 داخل الجسم مما يقلل من حجم الدماغ.
– أنماط الحياه الغير صحية مثل قلة النوم والأرق والتدخين وشرب المشروبات الكحولية.
– المعاناة من بعض أمراض الجهاز الوعائي والذي يعمل على تغذية الدماغ مثل ضيق الشريان السباتي أو تشوهات الأوعية الدموية أو تصلب الشرايين.
– حدوث الإصابة بالسكتة الدماغية.
– المعاناة من بعض الأمراض مثل التصلب المتعدد الذي يسبب الالتهابات أو تلف المايلين أو تلف أنسجة المخ.
– التعرض للشلل الدماغي أو الصرع أو التهابات الدماغ أو الحبل الشوكي.
– الاستخدام المتكرر للكورتيكوستيرويدات في معالجة بعض الأمراض مثل الروماتيزم والربو والحساسية والتهاب الجلد التأتبي… إلخ.
– الشكوى من بعض الحالات المرضية مثل مرض الزهايمر والصرع ومرض بيك ومرض هنتنغتون وضمور المادة البيضاء ومرض كرابي والإيدز وأمراض الجهاز المناعي حيث تزيد جميع هذه الحالات المرضية من مخاطر ضمور الدماغ في مرحلة الشيخوخة.
علامات المعاناة من مشكلة ضمور الدماغ لدى كبار السن
في الواقع، هناك العديد من الأعراض المرضية المتنوعة الدالة على حدوث الإصابة بضمور الدماغ والتي تتراوح من خفيفة إلى شديدة، فالجدير بالذكر أنها تتمثل في الآتي:
– ضعف وفقدان الذاكرة
يعد هذا العرض هو الأول والأكثر شيوعا في إصابة كبار السن بضمور الدماغ حيث غالبا ما يظهر في صورة نسيان المرضى الأحداث قريبة الحدوث أو التواريخ أو العلاقات وأسماء أفراد الأسرة حتى قد يصل الأمر إلى عدم تذكر كيفية القيام بأنشطة الحياة اليومية مثل الأكل والنظافة الشخصية وما إلى ذلك.
– الاضطرابات المعرفية
مع مرور الوقت سيفقد المريض تدريجيا القدرة على توجيه المكان والزمان حيث أنه لا أستطيع تحديد المكان المتواجد فية وإلى أين سيذهب وماذا أفعل.
إلى جانب هذا، فلا يستطيع أصحاب هذه الحالة المرضية من كبار السن أن يقوموا بإجراء أي عمليات حسابية بسيطة أو إستخدام الأشياء البسيطة.
– الإصابة بالاكتئاب
من الهام معرفة أن هذه الأعراض تظهر عادة في المراحل المبكرة من هذه الحالة المرضية ولكنها غير مستقرة على الإطلاق حيث من الوارد أن يعاني المرضى دائما من مشاعر الخوف والقلق وعدم الاستقرار العقلي، ومن هنا نستطيع وصف هذه الاحالة بالاكتئاب الناجم عن ضمور الدماغ لدى كبار السن والذي من الوارد أن يسبب لهم أيضا الهلوسة أو حدوث الإصابة بجنون العظمة.
– المعاناة من اضطرابات اللغة
يعد هذا المظهر هو أيضا مظهر مبكر من حدوث الإصابة بضمور الدماغ خلال مرحلة الشيخوخة حيث من الوارد أن يواجه المرضى صعوبة في العثور على كلمات للتعبير عن رغباتهم وأفكارهم.
مع مرور الوقت، سوف يجد المرضى صعوبة في النطق ويبدو الأمر صعب وخالي من الطلاقة، ثم يفقدون تدريجيا قدرتهم اللغوية بنسبة كبيرة.
– اضطرابات التنسيق الحركي
مع زيادة معاناة كبار السن من أزمة ضمور الدماغن فسوف يترتب على هذا الأمر عدم إهتمام هذه الفئة العمرية بأي من معايير النظافة الشخصية اليومية مثل الاستحمام وتغيير الملابس وتنظيف الأسنان.
الجدير بالذكر أيضا أن هذا الأمر لا يقتصر على العادات السابق ذكرها بل يمتد إلى عدم إستطاعة كبار السن القيام بتناول الطعام أو تنظيف أنفسهم ومن ثم يجب عليهم طلب يد العوم من الآخرين.
مخاطر الإصابة بضمور الدماغ عند كبار السن
يعد مرض ضمور الدماغ في سن الشيخوخة من أهم الأمور التي تقوم بجعل المرضى يواجهون العديد من المخاطر في الحياة اليومية.
على سبيل التوضيح، وفي المراحل المبكرة من ضمور الدماغ، فمن الوارد ألا تتأثر حياة المريض بشكل خطير لأنهم ما زالوا قادرين على الاعتناء بأنفسهم، ولكن ومع مرور الوقت، فسوف يتطور المرض بشدة، ولن يكونوا قادرين على الاعتناء بأنفسهم بسبب نسيانهم لطرق العناية الصحية السليمة.
ليس ذلك فحسب، فالأشخاص الذين يعانون من ضمور الدماغ في سن الشيخوخة يواجهون أيضا صعوبة في تناول الطعام ، وغالبا ما يختنقون حيث زيادة مخاطر دخول الأجسام الغريبة إلى الجهاز التنفسي والإصابة بالالتهاب الرئوي.
بالإضافة إلى ذلك وبسبب عدم قدرة كبار السن المصابين بهذه الحالة المرضية على الاعتناء بأنفسهم، وغالبا ما يضطرون إلى الاستلقاء في مكان واحد، فهم أيضا معرضون لخطر الإصابة بالأمراض المعدية مثل تقرحات الجلد والتهاب المسالك البولية والالتهاب الرئوي… إلخ.