عند الحديث عن الأوردة الزرقاء والتي من الوارد أن تظهر في اليدين، فيجب العلم أنها عبارة عن حالة تبرز فيها الأوردة الموجودة تحت الجلد، ومن هنا يتغلل البعض منا الكثير من مشاعر القلق ومن ثم تبدأ مرحلة من التساؤل والتي تتمثل في لما تبدو الأوردة تحت اليدين في المظهر الأزرق؟ علام يدل هذا الأمر؟ وهل هذا الوضع يستدعي القلق؟ هذا ما سنتعرف عليه اليوم بشكل توضيحي مفصل.
أسباب ظهور الأوردة الزرقاء في اليدين
تتمثل الأوردة الزرقاء الموجودة تحت الجلد في الأوعية الدموية الهامة والتي لها وظيفة نقل الدم من أجزاء الجسم إلى القلب، فالجدير بالذكر أنه اعتمادا على صبغة الجلد وموقع كل شخص، فسوف يكون للأوعية الدموية بعض الألوان المتمثلة في الأزرق والأخضر والأرجواني، وبوجه عام لا يسعنا القلق في بعض الأوقات إلا فيما يخص الأوردة الزرقاء.
يقال إن الأوردة الزرقاء لدى بعض الأشخاص هي ظاهرة فسيولوجية طبيعية لا تؤثر على الصحة، بالرغم من ذلك، فمن الواجب ألا نقلل من شأنها لأنها يمكن أن تكون علامة على حدوث المعاناة من مرض معين.
بعض أسباب ظهور الأوردة الزرقاء في اليدين
أولا: الحركة القوية
عند ممارسة التمارين الرياضية أو بعض الأنشطة البدنية القوية مثل رفع الأثقال، فسوف تحدث حالة من توتر عضلات الجسم ومن ثم سيترتب على ذلك دفع الأوردة تحت الجلد الوعرة إلى السطح حيث تظهر عروق زرقاء مؤقتة على اليدين.
ثانيا: النساء الحوامل
أثناء الحمل، غالبا ما تبرز الأوردة الزرقاء أكثر من الأشخاص العاديين حيث يحدث هذا الأمر بسبب زيادة حجم الدم لتغذية الطفل، وبالتالي تكون الأوعية الدموية متوترة وتبرز بوضوح على الجلد.
بعد الولادة، ستعود الأوردة المتورمة إلى طبيعتها، فإذا كان الحمل كبيرا جدا أو لدى المرأة حمل متعدد، فقد يؤدي ذلك إلى ضعف الأوردة أو ظهور الدوالي.
ثالثا: الدوالي
على الرغم من أن هذا المرض يحدث بشكل شائع في الساقين، إلا أن الدوالي يمكن أن تظهر أيضا في اليدين أو الذراعين.
في هذه الأوقات تتسع الأوردة، والتي يمكن أن تنتفخ بسبب تجمع الدم حيث يحدث هذا عندما تسد صمامات الفحص داخل الأوردة أو تتسع الدوالي بسبب المرحلة العمرية، فبدلا من الحفاظ على تدفق الدم ضد الجاذبية نحو القلب، تسمح الصمامات الوريدية للدم بالتسرب مرة أخرى إلى اليد.
يجب العلم، أن المراقبة بالعين المجردة هي أيضا أسهل طريقة للتعرف على دوالي اليد بسبب الأوردة الزرقاء والتي ترتفع وتبدو متعرجة وتنتفخ على الجلد. ومع ذلك، وعند الشعور ببعض مشاعر الألم الغير طبيعية بسبب ظهور مثل هذه الأوردة حيث إنقباض العضلات في الليل، فيجب على الفور زيارة أخصائي للحصول على الفحوصات اللازمة والعلاج في الوقت المناسب.
رابعا: الجلد الأبيض والرقيق
غالبا ما يرى الأشخاص ذوو البشرة الفاتحة الأوردة الزرقاء بسهولة أكبر من ذوي البشرة السوداء والداكنة، بالإضافة إلى ذلك، فيعد الجلد الرقيق هو أيضا أحد العوامل التي تكشف بوضوح عن الأوتار حيث تعد هذه الحالة شائعة عند كبار السن بسبب عملية شيخوخة الجلد، مما يؤدي إلى تدهور طبقة الكولاجين، ومن ثم يبدو الجلد في حالته الأرق ومن ثم ظهور الأوردة مرئية.
خامسا: نقص الوزن والنحافة
بالنسبة لبعض الأشخاص الذين يعانون من نقص الوزن بسبب نحافة القدم، فسوف تكون الطبقة الدهنية تحت الجلد منخفضة، مما يؤدي هذا الأمر إلى عدم القدرة على تغطية جميع الأوردة، ومن ثم تصبح في حالتها البارزة وتنتفخ على الجلد حيث يعد هذا الأمر شائع أيضا عند كبار السن أو بسبب نقص الوزن بصورة مبالغ فيها.
مدى أهمية علاج الأوردة الزرقاء تحت الجلد
اعتمادا على الأسباب المختلفة لظهور الأوردة الزرقاء، فسوف يتم تحديد إذا ما كان الوضع يحتاج إلى العلاج أم لا، فبالنسبة لحالات الأوتار في الأيدي التي لا تسببها الأمراض الوريدية ولا تؤثر على الصحة ولكنها تسبب فقدانا جماليا خاصة عند النساء.
فيما يخص هذه الأوضاع، فيجب على المرضى الانتباه إلى ما يلي:
- القيام بأداء تمارين الإطالة قبل أداء التمارين الرياضية أو بعدها.
- بناء نظام غذائي معقول وصحي ومغذي لتقليل مخاطر ركود السموم في الجسم.
- ممارسة التمارين اللطيفة والمريحة مثل اليوجا والتأمل للحد من التوتر وتقليل الكثير من مشاعر القلق.
- استخدام روتين تدليك اليدين بالماء الدافئ بانتظام حتى يمكن الاسترخاء وهذا لتجنب الدوالي خاصة مع كبار السن والنساء الحوامل.
بالنسبة لحالات بروز الأيدي في الأوتار الزرقاء، فإنه يرجع إلى الدوالي، وعند الرغبة في تلقي العلاج الفعال وكذلك لتجنب مواجهة مضاعفات خطيرة، فمن الواجب على المرضى مراجعة الطبيب للفحص وإتباع طرق العلاج المحددة وفقا لكل حالة مرضية.
فيما يلي بعض علاجات الدوالي الوريدية الشائعة:
- العلاج الدوائي: في حالة حدوث الدوالي بسبب التهاب الوريد، فيمكننا أن نقوم باستخدام المضادات الحيوية والأدوية المضادة للالتهابات جنبا إلى جنب مع الكمادات الدافئة لتخفيف الألم، وفي حال تشكل جلطة دموية، فقد يقوم الطبيب بوصف مسكنات الألم ومضادات التخثر.
- العلاج بالليزر: هذا العلاج بيتم إستخدامه من خلال موجات عالية التردد أو موجات الراديو لإزالة الأوردة المتوسعة.
- الاستئصال الجراحي: يمكن للمرضى أيضا إزالة الأوردة المتوسعة من خلال إجراء بعض الجراحات البسيطة في اليد.
- علاج التصلب: يتم تنفيذ هذا من خلال حقن أوردة المريض بالأدوية المسببة للتصلب حيث يحتوي هذا الدواء على مواد كيميائية تهدف إلى إتلاف بطانة الرحم للأوعية الدموية، مما يتسبب هذا في أن يصبح التجويف ليفيا ويلتصق، ومن ثم تتم إزالة الأوردة المتوسعة منه.