يعد فصل الصيف من أهم فصول السنة لما له من إعتبارات هامة في التعامل مع أنفسنا وحالتنا البدنية وخاصة فيما يتعلق بممارسة المهام والأنشطة البدنية والرياضية حيث يمكن أن تزيد التمارين المفرطة في هذه الآونة من مخاطر الإصابة بالعديد من المضاعفات الصحية ذات الصلة. بشكل توضيحي أكثر سنتعرف الآن من خلال مقالنا اليوم على عواقب الإفراط في ممارسة التمارين الرياضة والأنشطة مع درجات الحرارة المرتفعة خلال فصل الصيف.
أهم العواقب السلبية للتمارين المفرطة خلال فصل الصيف؟
لا أحد منا يستطيع أن ينكر فوائد التمارين الرياضية على صحة الجسم والبدن، إلا أنه من المهم أن يتم العمل على ممارستها بشكل معتدل خالي تماما من الإفراط، وهذا حتى نستطيع أن نتجنب المعاناة من أي عواقب صحية وسلبية وخيمة.
الجدير بالذكر أن هذه العواقب والتبعيات السلبية تتمثل فيما يلي:
أولا: الشعور بالتعب والإرهاق
بوجه عام يمكن أن يؤدي أمر ممارسة التمارين الرياضية المتزايد أثناء الطقس الحار وإرتفاع درجات الحرارة إلى الكثير من النتائج العكسية والتأثيرات السلبية على الصحة حيث يتسبب هذا الامر في الشعور بالإرهاق والتعب الشديد، فالجدير بالذكر أن هذا الأمر لا يظهر مباشرة بعد أداء التمارين للتو، ولكن من الوارد أن يتم الشعور به بعد الحصول على فترات الراحة الكافية.
لذا، فيجب العلم أنه في حالة الشعور بالتعب بشكل مستمر، فهذه العلامة تدل على حدوث حالة من الإفراط في أمر ممارسة التمارين الرياضية، ومن ثم يجب أن يتم بعد ذلك العمل على تقليل درجة الشدة والحصول على الراحة لفترة طويلة من الوقت حتى يستطيع الجسم أن يتعافى قدر الإمكان لتجنب العديد من التأثيرات السلبية على الصحة البدنية.
ثانيا: المعاناة من الجفاف
عند القيام بالعمل على ممارسة التمارين الرياضية عالية الكثافة، فمن الوارد أن يتسبب هذا الامر بشكل مباشر في حدوث المعاناة من التعرق الشديد، ومن هنا تزداد مخاطر الإصابة بالجفاف بسبب عدم كفاية تناول السوائل التي يحتاج إليها الجسم.
يجب الآخذ في عين الإعتبار أن من أهم أعراض الجفاف يمكننا أن نقوم بذكر جفاف الفم أو الشعور بالدوار وعدم القدرة على إتمام التدريبات.
ثالثا: تعرض الإصابة لضربه الشمس
يعد هذا التأثير السلبي هو واحد من الآثار الجانبية الخطيرة والقاتلة لأمر الإفراط في أداء التمارين الرياضية. فالجدير بالذكر أن ضربة الشمس هذه تحدث عادة عندما ترتفع درجة حرارة الجسم وتصبح القدرة على التبريد ضعيفة.
من أهم العلامات الدالة على حدوث الإصابة بهذه الحالة المرضية يمكننا أن نقوم بذكر ارتفاع درجة حرارة الجسم أكثر من 40 درجة مئوية؛ والشعور بالصداع الشديد، والغثيان والقيء أو الدوخة أو المعاناة من احمرار الجلد والتنفس السريع.
رابعا: الشعور بالأرق
عند الخوض في تجربة أداء التمارين الرياضية بصورة مفرطة، فمن الوارد أن يترتب على هذا الأمر إفراز العديد من هرمونات التوتر بداخل الجسم، وعندما تزداد نسب هذه الهرمونات ، فسوف يؤثر هذا الأمر على نوعية النوم بوجه عام ومن ثم يؤدي هذا إلى زيادة الشعور بالأرق والإصابة بإضطرابات النوم.
إقرأ أيضا: ما مدى آمان ممارسة رياضة المشي لمرضى الانسداد الرئوي المزمن؟
التدابير الآمنة التي يجب إتباعها عند ممارسة الرياضة في الصيف
-
شرب الماء والحفاظ على رطوبة الجسم
يعمل أمر بقاء الجسم رطبا على تنظيم درجة الحرارة البدن، والحفاظ على وظيفة العضلات المناسبة، وطرد السموم الداخلية، مما يساعد هذا على ممارسة التمارين الرياضية بشكل آمن وفعال خلال فصل الصيف.
على سبيل التوضيح يجب أن نقوم بشرب ما لا يقل عن 250 مل من الماء قبل 30 دقيقة من أداء التمارين ومراعاة الحصول على فترات راحة كل 20-30 دقيقة لإعادة الترطيب أما في حالة القيام بممارسة بعض الأنشطة البدنية المكثفة التي ينتج عنها التعرق بشكل مفرط، فنحن هنا بحاجة إلى شرب المزيد من الماء لتعويض الجسم عن الهالك من فقدان السوائل.
-
تناول الطعام قبل أداء التمارين بفترة كافية
من الهام معرفة أن أمر تناول وجبة متوازنة ومغذية قبل ممارسة التمارين الرياضية، من الأمور التي تعمل على توفير الوقود الذي يحتاج له الجسم خاصة عندما يكون الجو حارا. بالإضافة إلى أن هذا الروتين يلعب دورا فعالا في منع انخفاض مستويات السكر في الدم الذي من الوارد أن يتسبب بشكل مباشر في حدوث الإصابة بالدوخة والتعب وبعض من الأعراض المرضية الأخرى التي تجعل ممارسة الرياضة من الأمور الخطيرة جدا على الحالة الصحية.
لذا يجب العلم أن أمر تناول وجبة غذائية قبل ممارسة التمارين الرياضية، يعد من الامور الهامة التي تعمل على تنظيم درجة حرارة الجسم حيث يساعد هذا على هضم الطعام، وزيادة تدفق الدم إلى الجلد، والعمل على تبديد الحرارة بشكل أكثر فعالية.
ولكن يجب الآخذ في عين الإعتبار أن يتم تجنب تناول الأطعمة الدهنية التي تسبب عسر الهضم أو عدم الراحة أثناء أداء التمارين الرياضية ويجب أن يتم العمل على تناولها قبل 30 دقيقة إلى ساعة على الأقل من بدء التمرين.
-
استخدام واقي الشمس بشكل منتظم
مما لا شك فيه أن أمر التعرض للأشعة فوق البنفسجية الضارة من الشمس وخاصة خلال فصل الصيف يتسبب بشكل مباشر في إصابة الجلد بالتلف والشيخوخة المبكرة وحتى زيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد.
لذلك، من الواجب علينا أن نلتزم بوضع واقي من الشمس مع عامل حماية من الشمس 30 أو أعلى على جميع مناطق الجلد المكشوفة قبل 20-30 دقيقة على الأقل من الخروج لممارسة التمارين الرياضية خلال فصل الصيف، مع ضرورة الإلتزام بإعادة وضعه كل ساعتين خاصة عند التعرض الشديد أو أثناء ممارسة تمارين السباحة.
-
ارتداء الملابس الصديقة للحرارة
يمكن أن تساعد الملابس المناسبة في العمل على تنظيم درجة حرارة الجسم، ومنع امتصاص العرق، والاستفادة من نظام التبريد الطبيعي لصحة البدن كاملة، وحماية البشرة من مخاطر التعرض للأشعة فوق البنفسجية الضارة والمباشرة.
-
تجنب التعرض لدرجات الحرارة القصوى
يعد أمر تجنب درجات الحرارة القصوى جزءا أساسيا من ممارسة التمارين الرياضية بأمان خلال فصل الصيف. لذا فمن الواجب علينا أن نعمل جاهدين على إتباع نظم التخطيط المناسبة والمثالية للتدريبات الخاصة بنا حيث يفضل أن تكون خلال الأوقات الباردة من اليوم ، مثل الصباح الباكر أو في وقت متأخر من المساء، أو عندما تكون درجة الحرارة أقل لتجنب التعرض للشمس.
أما إذا كان الامر يستدعي ممارسة الرياضة خلال ساعات ذروة الحرارة، فيجب العمل على آخذ فترات راحة منتظمة، والبحث عن أماكن الظل عندما يكون ذلك ممكنا، والحفاظ على رطوبة الجسم كما ذكرنا من قبل. إلى جانب أهمية الاستماع إلى إشارات الجسم، وضبط مستويات النشاط البدني عند الشعور بالدوار أو المعاناة من بعض آثار الإنهاك الحراري.