تؤثر قوة الذكاء العاطفي التي يمتلكها الفرد بشكل مباشر على أنماط الحياة بشكل عام. فالجدير بالذكر أنه لا يؤثر على الصحة العقلية فقط، بل قد يمتد الأمر للعديد والكثير من الجوانب. لذا يجب علينا أن نفهم أكثر ما هو الذكاء العاطفي وكيف يستطيع أن يقوم بالتأثير على حياتنا بشكل إيجابي كبير؟.
ما هو الذكاء العاطفي؟
يعرف الذكاء العاطفي (EQ) بأنه هو القدرة على تحديد مشاعر الفرد واستخدامها وفهمها وإدارتها بشكل صحيح حيث يستطيع من خلالها العمل بشكل مباشر على التواصل الجيد، والتعامل مع التوتر ، وتحسين العلاقات ، والتغلب على الأحداث. فالموضوع كاملا يتلخص في تأثير الذكاء العاطفي على نوعية حياة الشخص بوجه عام.
ما هو تأثير الذكاء العاطفي على حياة الاشخاص بوجه عام؟
أولا: التقدم في المجال العملي بشكل ملحوظ
يتميز الأشخاص الذين يتمتعون بقوة الذكاء العاطفي بأن لديهم العديد من الفرص الذهبية للحصول على التقدم الوظيفي حيث أنهم قادرون على قبول النقد البناء إلى جانب عدم إتخاذهم القرارات الريعة السلبية التي تؤثر على جودة العمل بصورة كبيرة.
الجدير بالذكر أن الأشخاص الذين يتمتعون بقوة الذكاء العاطفي لديهم قدرة كبيرة على التواصل بإيجاز ووضوح إلى جانب نجاحهم الكبير في إدراك الذات والتعاطف مع الآخرين حيث يمكنهم أيضا إدارة الإجهاد بشكل أفضل مما يساهم هذا في تعزيز الأداء أثناء ممارسة العمل الجماعي.
في الوقت نفسه، يجد الأشخاص الذين يفتقرون إلى الذكاء العاطفي صعوبة كبيرة في اتخاذ القرارات حيث عدم قدرتهم على التحكم في المشاعر السلبية ومواجهة النقد، مما يؤدي ذلك إلى عدم تواجد طريقة عقلانية للتعامل مهم ومن ثم تعطل ركب العمل لديهم وعدم السير نحو خطوات النجاح.
ثانيا: الشخصية القيادية ذات الدور الفعال
عند النظر إلى الكفاءات القيادية في المؤسسات الكبيرة، فسوف نرى أنهم يقومو بالعمل على إختيار هؤلاء الاشخاص ممن يمتلكون قدرة كبيرة في الذكاء العاطفي بالإضافة إلى العوامل التقنية الاخرى.
يظهر الذكاء العاطفي لدى القادة من خلال قدرتهم الواضحة على حل العديد من المواقف العصيبة والمشاكل والأزمات دون الصراخ أو إلقاء اللوم على الآخرين حيث يتم التعامل مع هذه الأمور بمزيد من الفطنة والذكاء.
يجب العلم أن القادة هم العامل المحفز بصورة كبيرة حيث دورهم الفعال في تشجيع الآخرين على العمل والنجاح حيث المضي بهم قدما إلى الأمام، بدلا من إعادتهم للأهمال وعدم القدرة على الإنتاجية العملية.
ثالثا: الصحة النفسية المتوازنة
يرتبط الذكاء العاطفي ارتباطا وثيقا بالصحة العقلية للأفراد حيث يعرف الأشخاص الذين يتمتعون بقوة الذكاء العاطفي كيف يقومون بممارسة ضبط النفس في حالات الصراع والتوتر والأزمات. فالجدير بالذكر ان هذا الأمر يظهر ويتضح من خلال تفائلهم الدائم وتحمسهم المستمر نحو متابعة أهدافهم حتى في أوقات مواجهة الفشل. فيجب العلم أن الذكاء العاطفي هنا يساعد في زيادة القدرة على الشفاء وتحييد المشاعر والطاقة السلبية.
على العكس من ذلك، فإن الأشخاص الذين يعانون من ضعف الذكاء العاطفي يمتلكون قدرات محدودة على التحكم في الأفكار والعواطف السلبية. لذلك، فهم يعدون عرضة للإصابة بالكثير من المشاكل المتعلقة بالصحة العقلية واضطرابات القلق والاكتئاب والرهاب مما يترتب على ذلك الكثير من الآثار السلبية على الصحة البدنية والتقليل من القدرة الفردية في التعامل مع الأمور الحياتية.
رابعا: نجاح العلاقات الإجتماعية
من الهام معرفة أن الأشخاص ذوو الذكاء العاطفي العالي يبنون علاقات اجتماعية ناجحة حيث يحدث ذلك بسبب قدرتهم الكبيرة في التعاطف مع الآخرين. مما يساعدهم هذا في التنبؤ بكيفية تأثير سلوكهم على من حولهم.
هذه النوعية العاطفية من الأشخاص يمتلكون مهارة كبيرة في التعامل مع المشاكل المتعلقة بمن حولهم بالمزيد من الهدوء والفاعلية حيث قدرتهم الفائقة في العمل على تعديل سلوكهم حيث قيامهم بفهم سلوكيات النفس ومن ثم حدوث تطور في العلاقات.
هل يمكن تدريب الأفراد على إتباع أنماط الذكاء العاطفي؟
من الممكن أن نعمل على تطوير انفسنا في أمر تحسين قوة الذكاء العاطفي بصورة ملحوظه حيث يتم ذلك من خلال 4 خطوات:
- العمل على ايقاظ المشاعر قدر الإمكان وهذا طبقا للمواقف التي يتم التعرض لها بدلا من إتباع أسلوب التجاهل.
- اكتشاف أسباب سيطرة هذه المشاعر على الافراد بوجه عام.
- العمل على وصف المشاعر بأكبر قدر ممكن من الوضوح سلبية كانت أم إيجابية.
- التحدث عن هذه المشاعر بدلا من إنكارها أو تجاهلها.
من الممكن أيضا أن نقوم بالعمل على تطوير بعض العادات الصحية الأخرى التي يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي على العواطف والحالة النفسية مثل المشي والتأمل واليوغا والتحدث مباشرة إلى الآخرين بدلا من وسائل التواصل الاجتماعي وتناول نظام غذائي جيد وصحي، والنوم لفترات زمنية مناسبة مع الإلتزام بمواعيد محددة لها.
بعد ما قمنا بذكر يجب علينا أن نعلم أن كل شخص لديه مشاعره الخاصة، ولكن ليس كل شخص يقبلها ويفهمها بسهولة. فالجدير بالذك أن مهارة ممارسة الذكاء العاطفي تتطلب وقتا إللى حد ما، لكن الأمر يستحق ذلك لأنه يعمل على تحسين نوعية الحياة والعمل والعلاقات من حولنا.