تعد أزمة فرط شحميات الدم من أهم الأمراض شائعة الحدوث عند كبار السن، فالجدير بالذكر أن هذه الحالة المرضية تؤثر بصورة سلبية كبيرة على الصحة ونوعية الحياة حيث تشكل خطرا كبيرا على أصحاب هذه الفئة العمرية. لذا، قررنا أن نتحدث على مخاطر إصابة كبار السن بفرط شحميات الدم على أن يتم هذا بشكل توضيحي مفسر من حيث أسباب الإصابة والمضاعفات وطرق الوقاية المناسبة في هذه الأوقات.
فرط شحميات الدم
بشكل مباشر تساهم اضطرابات التمثيل الغذائي للدهون في حدوث المعاناة من الأمراض العديدة والمزمنة وخاصة مع مراحل العمر المتقدمة، فمن الهام معرفة أن من أهم هذه الحالات يمكننا أن نذكر حالة فرط شحميات الدم.
لا يقتصر الأمر على هذا فقط، بل من الممكن أن يتطور الوضع إلى عدد من الأمراض المزمنة مثل مرض السكري من النوع 2، ومرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD)، والسمنة وما إلى ذلك.
أسباب إصابة كبار السن بفرط شحميات الدم
أولا: الأسباب الرئيسية
من أهم الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى حدوث المعاناة من فرط شحميات الدم يمكننا أن نقوم بذكر اضطرابات الهضم والامتصاص والتوليف وتقويض الدهون الفطرية.
ثانيا: الأسباب الثانوية
تساهم الأسباب الثانوية في ظهور العديد من حالات عسر شحميات الدم لدى البالغين حيث يجب العلم أنه في حال إتباع أنماط الحياة التالي ذكرها، فسوف تحدث المعاناة من هذه الأزمة الصحية:
- اتباع نظام غذائي غني جدا بالسعرات الحرارية الإجمالية والدهون المشبعة والكوليسترول والدهون المتحولة الموجودة في بعض الأطعمة المصنعة والتي تسبب تصلب الشرايين
- التدخين وإستخدام منتجات التبغ.
- المعاناة من مرض السكري، وأمراض الكلى المزمنة، وتليف الكبد الصفراوي الأولي وأمراض الكبد الصفراوية الأخرى، وقصور الغدة الدرقية.
- تعاطي المشروبات الكحولية.
- تناول بعض المنتجات الدوائية مثل (الثيازيدات- حاصرات بيتا- الريتينويدات- مضادات الفيروسات- السيكلوسبورين- تاكروليموس-البروجستين والجلوكوكورتيكويدات- الإستروجين المتناول عن طريق الفم).
مضاعفات خطيرة لفرط شحميات الدم عند كبار السن
إذا تعرض كبار السن لأزمة فرط شحميات الدم، فسوف ينتج على هذا الأمر حدوث المعاناة من ارتفاع ضغط الدم، مما يؤدي هذا الأمر إلى العديد من العواقب السيئة التي تؤثر على أصحاب هذه الفئة العمرية والتي من الوارد أن تتمثل في ارتفاع ضغط الدم، واضطرابات الدورة الدموية الدماغية، والنزيف الدماغي حتي يمكن أن يصل الأمر إلى حدوث المعاناة من النوبات القلبية.
بالنسبة لكبار السن، يعد تصلب الشرايين خطرا سيئا على نظام القلب والأوعية الدموية ويسبب احتشاء عضلة القلب أو الانسداد الدماغي، والشلل الدماغي الذي يسبب السكتة الدماغية خاصة إذا لم يتم علاج المريض في الوقت المناسب، ومن ثم ينتج على هذا الأمر زيادة مخاطر التعرض للوفاه.
الوقاية من فرط شحميات الدم عند كبار السن
في كثير من الأحيان يمكن أن تساعد التغييرات السلوكية وأنماط الحياة الصحية في خفض الدهون بشكل كبير، ولكن إذا لم تؤدي تغييرات نمط الحياة وحدها إلى تحسين مستويات الكوليسترول ، فقد يقوم الطبيب بوصف الدواء المناسب للحالة المرضية هذه.
الجدير بالذكر أن تغيرات أنماط الحياة تشمل ما يلي:
أولا: اتباع نظاما غذائيا صحيا
فيما يتعلق بالنظام الغذائي، فإن أفضل طريقة للتغلب على فرط شحميات الدم وتقليل الكوليسترول الضار هي تقليل كمية الدهون المشبعة والدهون المتحولة حيث يوصي الخبراء بضرورة الحد من الدهون المشبعة إلى أقل من 6٪ من السعرات الحرارية اليومية وتجنب الدهون المتحولة تماما.
يعني هذا أن نقوم بالتقليل من تناول اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان المصنوعة من الحليب كامل الدسم، ونقوم بالإستعاضة عنها بإختيار الحليب الخالي من الدسم أو منتجات الألبان قليلة الدسم أو الخالية من الدسم، بالإضافة إلى أهمية الحد أيضا من القلي والطهي بالزيوت الصحية مثل الزيوت النباتية.
من الضروري أيضا أن يركز النظام الغذائي الصحي للقلب على الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والدواجن والأسماك والمكسرات، ويحد من اللحوم المصنعة والأطعمة والمشروبات السكرية والصوديوم.
ثانيا: العناية بروتين النشاط البدني
مما لا شك فيه أنه في حالة الإعتماد على أنماط الحياة الخاملة، فسوف يتسبب هذا الأمر في خفض كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL) حيث يعني هذا أن هناك نسبة أقل من الكوليسترول الجيد للعمل على إزالة الكوليسترول السيئ من الشرايين.
من هنا يمكننا القول بأن النشاط البدني مهم جدا في هذه الأثناء حيث يوصى بضرورة ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة على الأقل يوميا، ومن 5 إلى 6 أيام في الأسبوع وهذا لتقليل كل من الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم.
ثالثا: الإقلاع عن التدخين
يعد التدخين وتدخين السجائر الإلكترونية من الأمور الرئيسية التي تعمل على خفض كوليسترول البروتين الدهني عالي الكهول. والأسوأ من ذلك، أنه عندما يدخن الشخص المصاب بالكوليسترول غير الصحي، فسوف ينتج على هذا زيادة مخاطرالإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والتي ستكون أعلى من المعتاد.
عن طريق الإقلاع عن التدخين، يمكن للمدخنين خفض الدهون الثلاثية وزيادة مستويات الكوليسترول الحميد، ومن ثم تقليل الأضرار الواقعة على الجسم وتحسين وظيفة الشرايين.
رابعا: فقدان الوزن
تميل زيادة الوزن أو السمنة المفرطة إلى ارتفاع مخاطر الإصابة بارتفاع الكوليسترول السيئ وانخفاض الكوليسترول الجيد، ومن هنا يجب علينا أن نتحكم وبشكل رئيسي في أوزاننا ونتجنب قدر الإمكان العادات الغذائية السيئة التي تتسبب بشكل رئيسي في زيادة معدلات الوزن.