على الرغم من أن أداء التمارين الرياضية تعد من الأمور الضرورية جدا للحفاظ على البنيان الجسماني والكفاءة البدنية والصحية، إلا أنه قد يكون من الصعب جدا على مصابين الربو القيام بأدائها وهذا بسبب حالتهم الصحية التنفسية. ولكن بشكل أكثر حرصا ووقاية يستطيع أصحاب مرض الربو ممارسة التمارين الرياضية من خلال بعض الآليات الآمنة والتي سنقوم بالحديث عنها بشكل مفصل من خلال السطور التالية.
الربو وممارسة التمارين الرياضية
يعد الربو القصبي المعروف بشكل شائع باسم مرض الربو، هو أحد أمراض الجهاز التنفسي الذي يظهر من خلال الشعور بضيق التنفس بسبب حدوث الالتهابات في الشعب الهوائية، ومن هنا تظهر المزيد من الأعراض مثل السعال والصفير وضيق الصدر عند القيام بأداء أي مجهود بدني.
ولكن يجب عدم القلق تجاه هذا الأمر، لأنه مع إتباع تدابير الوقاية والتعامل المناسب مع هذا الوضع المرضي، فيمكن للأشخاص المصابين بالربو الانخراط بأمان في ممارسة الرياضة ومن ثم قد يترتب على هذا تحسين الحالة الصحية.
إستشارة الطبيب المختص
من الهام جدا على أي شخص مصاب بالربو قبل أن يبدأ روتين تمرين أو تدريب معين أن يقوم بالتشاور مع أخصائي أو طبيب معني بهذا الأمر حول نوع ومدة وشدة التمرين لضمان التحكم في الربو بشكل جيد وعدم وجود خطر الإصابة بنوبة ربو حادة.
وفقا لهذا الأمر، سيقوم أخصائي الرعاية الصحية بذكر بعض النصائح الطبية المصحوبة بوصف عدد من الأدوية المناسبة لهذه الحالة المرضية والتي يتم تحديدها طبقا لوضع كل حالة وهذا من أجل السيطرة على الأعراض بشكل جيد ومنع مخاطر الإصابة ببعض الحوادث المؤسفة.
إقرأ أيضا: ما هي أهم مسببات حدوث مرض الربو؟
أهم تقنيات التنفس لممارسة التمارين الرياضية بشكل آمن
من الهام جدا معرفة أن تقنيات التنفس المناسبة لها تأثير كبير على تحسين وظائف الرئة وتقليل أعراض الربو وبالأخص عندما ينخرط المرضى في نشاطهم البدني. لذا سنقوم فيما يلي بذكر أربع تقنيات تنفس مفيدة للأشخاص المصابين بالربو والتي تتمثل في الآتي:
أولا: التنفس الحجابي
يعد الفتح بالحجاب الحاجز، والذي يعرف أيضا باسم التنفس العميق من أهم التقنيات التنفسية التي تعمل على تقوية الحجاب الحاجز حيث أنه يعد العضلة الرئيسية التي تقوم بالمشاركة في عملية التنفس. يتم القيام بهذا الإجراء عن طريق التنفس العميق من خلال الأنف، ومن ثم العمل على إنتفاخ البطن والزفير تدريجيا عن طريق الفم، والضغط على البطن.
بوجه عام يجب أن يبدأ المصابون بالربو في التنفس البطني مع الاحماء البطيء والتدريجي، مع ضرورة التركيز على التنفس العميق. بعد ذلك، يتم القيام بدمج هذه التقنية في العديد من أنواع التمارين المختلفة مثل الأنشطة الخارجية أو صالة الألعاب الرياضية أو تدريب الأثقال.
ثانيا: تنفس الشفاه
تتطلب تقنية التنفس هذه من مصابين الربو أن يقومو بالعمل على أخذ نفس عميق من خلال أنوفهم والزفير من خلال أفواههم مع متابعة شفاههم كما لو كانوا ينفخون على شيء ما. فالجدير بالذكر أنه من الواجب أن تكون طريقة القيام بذلك بطيئة وخاضعة للمتابعة من جانب مصاب الربو.
من الهام جدا معرفة أن تقنية التنفس هذه تعمل على تنظيم التنفس والتحكم في الأكسدة والتهوية مما يساعد هذا الأمر بصورة كبيرة على تحسين عملية التنفس الخاصة بمرضى الربو.
ثالثا: التنفس الأنفي
تتمثل هذه التقنية في الشهيق والزفير من خلال الأنف حيث أنها تعمل على تنقية الهواء وترطيبه وتدفئته قبل الوصول إلى الرئتين. فيجب العلم أن التنفس الأنفي مفيد جدا وبشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في التنفس مثل المصابين بالربو والمشاكل التنفسية الأخرى.
رابعا: صندوق التنفس
يتضمن تنفيذ تقنية صندوق التنفس الاستنشاق لمدة 4 ثوان، وحبس النفس لمدة 4 ثوان، والزفير لمدة 4 ثوان، والاحتفاظ بالزفير لمدة 4 ثوان.
من الهام جدا معرفة أن ممارسة تقنية التنفس هذه قبل وبعد جلسات التمرين المصابين بالربو سوف تساعدهم في الحفاظ على معدل تنفس متوازن، بالإضافة إلى قيامها بالتخفيف من ضيق التنفس المرتبط بمشاكل الجهاز التنفسي، وتوفير الشعور بالهدوء قدر الإمكان.
أدوية مرضى الربو وممارسة التمارين الرياضية
يجب على الأشخاص المصابين بالربو دائما أن يقومو بحمل أي علاجات موصوفة لهم مثل أجهزة الاستنشاق حتى يمكن القيام بإستخدامها في أقرب وقت وعند الحاجة إليها.
بالإضافة إلى ذلك، فمن الضروري أن يؤخذ تناول الأدوية الموصوفة على محمل الجد وعلى النحو الموصة به بما في ذلك أجهزة الاستنشاق قبل ممارسة الرياضة والتي تم وصفها من قبل أخصائي الرعاية الصحية، لأن هذا الأمر يقوم بمنع حدوث العيوب المحتملة الناجمة عن التمرين، ويحافظ على مجرى الهواء المصاب بالربو .
ضرورة أداء الإحماء قبل التمرين
تعد عملية الاحماء هي عبارة عن حالة من تسخين الجسم والتمدد قبل القيام بأداء أي تمارين رياضية حيث أن هذا الأمر يساعد الجسم على التكيف وإعداد الرئتين نحو القيام بالنشاط البدني.
يمكن للأشخاص المصابين بالربو أيضا دمج تقنيات التنفس المذكورة سابقا أثناء الإحماء لزيادة فعالية العملية وجعل التمارين الرياضية تبدو أسهل وفي حالة آمنة.
الإستماع دائما إلى الجسم
يعاني المصابون بالربو من حالة مرضية خاصة، لها العديد من الظروف والتبعيات الغير مطمئنة. لذلك يجب على هؤلاء المرضى أثناء القيام بالتمارين الرياضية إيلاء اهتمام خاص لإشارات الجسم. فإذا كان الشخص يعاني من أي أعراض مرضية مثل الصفير أو السعال أو ضيق التنفس، فيجب إيقاف النشاط الرياضي على الفور واستخدام جهاز الاستنشاق إذا لزم الأمر.
بالنسبة لمرضى الربو، فمن الضروري الإستماع إلى الجسم وعدم السماح له بعبور الخط الغير الآمن، والإستفادة من أداء التمارين بشكل فعال حتى تتم السيطرة على هذا المرض.