تعد مشكلة فقدان الوزن من المشاكل الصعبة التي تواجه الكثير من الناس بالرغم من ممارسة التمارين الرياضية وإتباع بعض الأنظمة الغذائية. لذا فمن الممكن أن يتم اللجوء إلى طريقة بسيطة للغاية، وهي النوم بشكل جيد. الجدير بالذكر أنه بالإضافة إلى مساعدة النوم الصحي الجسم على الراحة وإعادة النشاط والحيوية، إلا أنه يلعب دورا رئيسيا أيضا في العمل على حرق السعرات الحرارية وفقدان الوزن بصورة فعالة وبشكل سليم . لهذا الأمر قررنا أن نتعرف اليوم بشكل توضيحي على الدور الذي يلعبه النوم الجيد في العمل على إنقاص وفقدان الوزن بشكل صحي ملحوظ.
ما هو دور النوم في فقدان الوزن؟
يعتبر وقت النوم من أفضل الأوقات للجسم حيث إكتساب الراحة واستعادة الصحة والقوة البدنية بعد يوم طويل من الدراسة والعمل. الجدير بالذكر أنه في المتوسط، ولضمان الحالة الصحية السليمة، فيجب أن ينام الأشخاص البالغون من 6-8 ساعات في الليلة.
أما فيما يتعلق بتجديد البنيان الجسماني والعضلات وبناء القوة، فمن الهام أن يتم الإلتزام بروتين النوم الصحي بالإضافة إلى ضرورة الحصول على التغذية السليمة والتمارين الرياضية، وهذا للعمل على إنقاص الوزن بشكل فعال أيضا.
كيف يستطيع النوم الجيد أن يساعد الجسم في إنقاص الوزن؟
تحدث هذه الحالة البدنية من خلال عدة خطوات هامة ورائعة للجسم حيث تتمثل فيما يلي:
1) القيام بحرق السعرات الحرارية خلال فترة النوم حيث أظهرت العديد من الدراسات أنه خلال فترات النوم والراحة، يقوم الجسم بحرق حوالي 50 سعرة حرارية في الساعة.
ولكن يجب العلم أن مقدار أو قلة السعرات الحرارية المستهلكة يعتمد على وزن كل شخص، فكلما كان الوزن أثقل زاد معدل حرق السعرات الحرارية، وكلما زاد النوم الصحي الذي نقوم بالحصول عليه زادت السعرات الحرارية المحروقة.
2) يعمل النوم الجيد والصحي على تجديد الأنسجة حيث يعد هذا الـأمر هام بشكل خاص عند الرغبة في بناء العضلات، فيجب العلم أن الأنسجة تتجدد بصورة رئيسية في الليل.
3) عند الحصول على قسط كاف من الراحة، فإن هذا الأمر يقوم بجمح الرغبة الشديدة في تناول الطعام ومن ثم إنخفاض الشهية بصورة ملحوظة. الجدير بالذكر أن أثناء النوم، يقوم الجسم بإطلاق هرمون اللبتين وهو الهرمون الذي يتحكم في الجوع ويشير إلى الشعور بالشبع. لذلك، فعند الحصول على قسط كاف من النوم والذي يتراوح من 7-8 ساعات في اليوم، فسوف يساعد هذا الأمر على تقليل الشهية، والتحكم في الوزن بصورة أفضل.
4) عند إعتياد السهر والبقاء في حالة إستيقاظ لوقت متأخر، فسوف يترتب على هذا الأمر تعطل إنتاج هرموني الجريلين واللبتين. فمن الهام معرفة أن هرمون الجريلين مسؤول عن السيطرة على الجوع واللبتين يساعد على تحفيز الشبع.
من هنا يمكننا القول بأن قلة النوم تؤدي إلى إفراز الجسم لمزيد من هرمون الجريلين الذي يلعب دورا في الإشارة إلى الجوع في الدماغ إلى جانب صعوبة إطلاق هرمون اللبتين المخزن بالأنسجة الدهنية في حالة عدم الحصول على قسط كاف من النوم.
5) يساعدنا النوم الجيد ليلا على الاستيقاظ ونحن نشعر بالمزيد من النشاط والحيوية، ومن ثم قد يترتب على ذلك زيادة كفاءة وفاعلية ممارسة الأنشطة اليومية والرياضية والذهاب إلى العمل، ومن هنا يمكننا أن نتحكم في أوزاننا بشكل سليم وصحي.
6) عند الحصول على قسط كاف من النوم فسوف يترتب على هذا الأمر تعزيز عملية التمثيل الغذائي وحرق المزيد من السعرات الحرارية. في حين أن قلة النوم تبطئ من عملية بناء العضلات التي تساعدنا على حرق السعرات الحرارية بكفاءة عالية، حتى وهي في حالة من عدم النشاط أو أداء أي مهام بدنية.
إقرأ أيضا: ماذا يفعل النوم المبكر داخل الجسم؟.. أهم الفوائد الصحية لهذا الأمر
كيف نستطيع الحصول على قسط كاف من النوم؟
عند الرغبة في الإستمتاع بالنوم الجيد، والحصول على قسط كاف من النوم، يوصى بضرورة إتباع ما يلي:
– إنشاء روتين للاستيقاظ والنوم حيث يوصى بضرورة وضع وقت ثابت ومنتظم للاستيقاظ والنوم يوميا. فالجدير بالذكر أنه في ذلك الوقت يستطيع الجسم أن يستغرق بصورة أسهل في النوم ومن ثم النوم بعمق أكبر.
– يجب عدم الإخلال بمواعيد النوم وبالأخص خلال فترة العطلات لأن هذا الامر سوف يقوم بإزعاج الساعة البيولوجية للجسم.
– ينصج دائما بضرورة أخذ قيلولة لمدة 15-30 دقيقة فقط حيث أنها تساعد على إعادة التنشيط للعقل والبدن دون إيجاد صعوبة في النوم ليلا.
– الحد من التعرض للضوء الأزرق الصادر من الأجهزة الإلكترونية والهواتف وأجهزة التلفاز قبل الذهاب إلى السرير وهذا لأن هذا الضوء يقوم بمنع إنتاج هرمون الميلاتونين، وهو الهرمون الذي يفرز في الليل ويقوم بخلق شعورا بالنعاس. فعندما تنخفض مستويات الميلاتونين، سوف نواجه صعوبة في النوم.
– ممارسة التمارين الرياضية يوميا للعمل على تحسين الأرق والمساعدة على النوم بشكل أفضل في الليل.
– محاولة إتباع نظام غذائي صحي حيث تؤثر عادات الأكل أيضا على جودة النوم، لذا يجب العمل على تجنب تناول الأطعمة المنبهة والحارة، وخاصة قبل الذهاب إلى السرير.
– محاولة الإسترخاء قبل النوم عن طرق أخذ حماما دافئا ومحاولة النوم بشكل هادئ.