إذا كنت أما مرضعة فقد يشغل تفكيرك مثل هذا التساؤل الخاص بالآثار التي يخلفها توقفك عن إرضاع طفلك بشكل تدريجي كنوع من التمهيد المبدئي لبدء فطامه , وعلى الرغم من أن محاولات عدد كبير من الأمهات تتسم بالصعوبة في سبيل تعويد الطفل على تغيير روتين غذاءه ليتناول أطعمة صلبة حتى يكون مؤهلا للجلوس على مائدة الأشخاص البالغين , حيث تخشى الأم من التغيرات التي يمكن مواجهتها والخاصة بوزن الجسم الذي يزداد كنتيجة طبيعية مترتبة على إيقاف الرضاعة من حليب الثدي .. وسوف نقدم من خلال مقالنا التالي إجابة على سؤال هل تؤدي الرضاعة الطبيعية إلى زيادة وزن الجسم .
هل التوقف عن الرضاعة الطبيعية يؤدي إلى زيادة وزن الجسم ؟
سوف نخصص مقالنا لقياس حجم التأثير المتوقع الناجم عن قرار وقف رضاعة الطفل من حليب الأم الطبيعي وانعكاسات ذلك على وزن الجسم , حيث تقدم الرضاعة الطبيعية فوائد عديدة ليس للطفل وحده من حيث إمداده بمجموعة الفيتامينات والمعادن اللازمة لعملية نموه وتطوره .
من خلال البحث عن تفسيرات علمية توضح أسباب اكتساب أعداد كبيرة من النساء للوزن عقب قيامهن بفطام أطفالهن بشكل نهائي عن حليب الثدي فقد تم إرجاع ذلك لأكثر من عامل مسبب
أسباب زيادة الوزن بعد توقف الرضاعة الطبيعية
1-انخفاض معدلات حرق السعرات الحرارية
يمكن إدراج الرضاعة الطبيعية ضمن الطرق الفعالة الناجحة التي تعتمد عليها غالبية النساء في انقاص أوزانهن خلال فترة الرضاعة الطبيعية حيث تقترن بزيادة معدلات حرق المزيد من السعرات الحرارية بما يتوافق مع آلية إدرار الغدد الثديية لحليب الأم مما يدعم عملية فقدان الوزن الصحي عقب ولادة الطفل , حيث تعاني معظم الأمهات من وزن زائد في تلك الفترة تحديدا , إلا أنه مع التوقف عن إرضاع الطفل طبيعيا من حليب الثدي سوف يتسبب في إرسال رسائل خاطئة للجسم تجعله مستمرا في العمل بناءا على مايصله من إشارات الجوع المسبقة أثناء الرضاعة , أي العمل بالنظام القديم وهذا مايدفعه إلى زيادة استهلاكه من السعرات الحرارية بشكل متزايد , ورغم ذلك فإن الحل العملي يتمثل في إعمال العقل أثناء تناول الطعام على أن تكون الأم أكثر وعيا , مع تبني طريقة الفطام التدريجي ,الأمر الذي يعيد إليكي لياقتك البدنية المفقودة وبالتالي تقليل أي فرصة يمكن أن تحفز اكتسابك للوزن
لاداعي للإستغراب مطلقا عزيزتي الأم , حيث أن تلك الزيادة في الوزن من الأمور الطبيعية في تلك المرحلة التي ودعت فيها روتين الرضاعة الطبيعية , وأنت لست وحدك في هذا الشأن حيث أن تلك الدهون المخزنة في جسمك والتي أعطتك وزنا إضافيا في تلك الظروف من التوقف عن الرضاعة .
2-التغيرات الهرمونية
ليست قلة السعرات الحرارية هي السبب الوحيد فقط وراء الكيلوجرامات الزائدةالتي تتم ملاحظتها على وزنك في هذا التوقيت الذي لايحتاج الجسم فيه إلى افراز الحليب لتغذية الطفل حيث توجد أسباب أخرى من ضمنها التغيرات التي تجلبها الهرمونات ,ففي حين أن طفلك يبذل مزيدا من الجهد في محاوله منه للتأقلم مع الأطعمة الصلبة المهروسه التي تنضم إلى حليب الثدي كخطة متكاملة لإشباع احتياجاته الغذائية , فإن جسم الأم في تلك الأثناء يقاوم بشدة لكي يكون أكثر تكيفا مع عدم إرضاعه بنفس الوتيرة التي كانت من قبل, كما وجد أن هناك أشكال أخرى من التأثيرات المتغيرة الناتجة عن الهرمونات من بينها انخفاض مستويات هرموني البرولاكتين والأوكسيتوسين، مما ينعكس على وظائف التمثيل الغذائي ,ومخزون الجسم من الدهون
وبناءا على ماتوصلت إليه أحد الأبحاث التي تناولت موضوع الرضاعة الطبيعية إلى أن وزن الجسم ومؤشر كتلته , ومايتم اتباعه من نظام غذائي يشهد نوعا من التغيرات عقب توقف الأمهات عن إرضاع أطفالهن
اقرأ أيضا الرضاعة الطبيعية أثناء الحمل وأمور هامة يجب معرفتها
3-العادات الغذائية الخاطئة وقلة ممارسة الرياضة
قد تجد المرأة المرضعه نفسها أكثر اشتهاءا من ذي قبل للأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية كالحلوى السكرية والأطعمة الدسمة الدهنية , مع زيادة استهلاك الوجبات السريعة كالنقانق والبرجر والمقليات وكلها أمور عادية بالنسبة للمرضعات تعد بمثابة عادات غذائية يصبح التخلص منها صعبا , ومع تزاحم المسئوليات الحياتية وماأضيف إليها من رعاية الطفل واستجابة لمتطلباته فإن لايوجد وقت مخصص في هذا الجدول المزدحم بالمهام لممارسة الأنشطة الرياضية والتمارين , فضلا عن الشعور بالإجهاد المزمن والضغط المتزايد والرغبة الملحة في تناول كميات كبيرة من الطعام لإفراغ المشاعر السلبية فيما يعرف بالأكل العاطفي , وهنا تصبح المرأة أكثر عرضة لمخاطر السمنة المفرطة
أساليب التعامل مع توقف عن الرضاعة الطبيعية دون زيادة الوزن
توجد عدة نصائح هامة ينبغي اتباعها وألا نحيد عنها ومن خلال سوف تكوني مطمئنة لتوقف إرضاع طفلك دون القلق من زيادة الوزن ومن ضمنها:
- من المهم أن تقومي بقطع وجبات الرضاعة من حليب الثدي عن طفلك بشكل تدريجي أي فطام الطفل ببطء , مما يتيح أمام الجسم الوقت الكافي للتكيف مع حاجته المنخفضة من السعرات الحرارية
- تقنين أسلوب المراقبة للسعرات الحرارية المستهلكة والقيام بإدخال كافة التعديلات عليها
- الإلتزام بتحقيق معادلة التوازن في النظام الغذائي بحث يشمل كميات كبيرة من الفواكه والخضروات جنبا إلى جنب مع البروتينات الخالية من الدهون والحبوب الكاملة.
- ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم واختيار أنواع من الرياضات المفيدة مثل المشي، أو تقنيات اليوجا والتنفس العميق