يعد الزنك من العناصر الهامة والفعالة للجسم والذي يلعب دورا مهما في دعم وتحفيز جهاز المناعة. فالجدير بالذكر أنه مع مراحل التقدم في العمر، تحدث حالة من الضعف الشديد في الجهاز المناعي وبكل سهولة. لذا فعند الرغبة في الحفاظ على صحة الجسم بصورة سليمة خلال تلك الفترة، فمن الضروري أن يكون النظام الغذائي غنيا بالعناصر الغذائية الأساسية، بما في ذلك الزنك والذي يعد هو محور حديثنا اليوم من حيث أهميته لكبار السن سواء كان في صورة أغذية أو مكملات يتم وصفها من قبل الطبيب.
المناعة لدي كبار السن
عند حدوث ضعف في الوظيفة المناعية للجسم فإن هذا الأمر يزيد من احتمالية الإصابة بالعديد من الأمراض، وخاصة الالتهاب الرئوي والإنفلونزا. فإذا قمنا بتخصيص الحديث عن كبار السن ومناعتهم الضعيفة، فيجب العلم أن يتعرضون لمخاطر متزايدة حول إمكانية الإصابة بأمراض المناعة الذاتية والسرطان.
من هنا يمكننا القول بأن أمر الحفاظ على حالة الزنك الكافية في الجسم يعد من الأمور الهامة التي تعمل على الحد من هذا الانخفاض الذي يحدث غالبا مع التقدم في العمر، مما يساعد هذا على الوقاية من الأمراض.
دور الزنك في العمل على تعزيز المناعة
بشكل أكثر دقة وتوضيحا، فإن الزنك يعد عنصر ضروري لتخليق الحمض النووي وتكاثر الخلايا في الجسم، ولهذا السبب، تعتمد الخلايا ذات القدرة التكاثرية العالية مثل الخلايا المناعية على ضرورة الحصول على إمدادات كافية من الزنك.
إلى جانب هذا فيعد الزنك وتواجده داخل الجسم بنسب طبيعية من الأمور التي تعمل على نمو بعض الخلايا المناعية الأخرى مثل الخلايا البلعمية الكبيرة والعدلات والخلايا التائية والخلايا البائية. فالجدير بالذكر أن هذه الخلايا من الوارد أن يحدث لها ضعف في أداءها الوظيفي بسبب نقص هذا العنصر في الجسم.
بالإضافة إلى دور الزنك في الجهاز المناعي، فمن الهام أيضا معرفة أنه يقلل من الإجهاد التأكسدي، ويلعب دورا هيكليا في الجسم عن طريق تثبيت البروتينات، وتنظيم التعبير عن العديد من الجينات، والعمل على تعزيز العديد من مئات التفاعلات الكيميائية في الجسم، وهي ضرورية لإطلاق الناقلات العصبية في الدماغ.
من الهام جدا معرفة أن أمر الحفاظ على حالة الزنك الكافية في الجسم من الأمور الهامة التي تعد مفتاحا رئيسيا لحياة أطول وأكثر صحة حيث يحدث هذا من خلال تحسين وظيفة الجهاز المناعي بالإضافة إلى القيام بإبطاء عملية الشيخوخة والتقليل من مخاطر الإصابة بالالتهاب الرئوي وغيرها من الأمراض التي تهدد الحياة.
إقرأ أيضا: نقص الزنك وتأثيره على ضعف الإنتصاب لدى الرجال
كبار السن ومكملات الزنك
أظهرت العديد من الدراسات أن كبار السن معرضون لخطر الإصابة بنقص الزنك حيث قد يحدث هذا الأمر بسبب انخفاض امتصاص الجسم مع تقدم العمر. لذا فيجب العلم أنه بالنسبة لكبار السن، فإن الحفاظ على حالة الزنك الكافية من الأمور التي لها أهمية كبيرة خاصة عند الرغبة في الوقاية من الالتهاب الرئوي.
مع هذه الفئة العمرية، سوف تزداد فرص الإصابة بالعديد من الأمراض المعدية ومن أهمها المعاناة من الالتهاب الرئوي حيث يعد هذا الأمر خطيرا ولكن يمكن الوقاية منه عند طريق تعزيز المناعة وتقويتها. الجدير بالذكر أنه من خلال دراسة تم إجراؤها على عدد من كبار السن، فكان لدى أولئك الذين يتناولون الزنك في الدم بشكل طبيعي معدلات أقل من حدوث الالتهاب الرئوي إلى جانب قيامهم بتناول نصف جرعة المضادات الحيوية مثل أولئك الذين لديهم انخفاض لعنصر الزنك في الدم.
مدى إحتياج كبار السن لمكملات الزنك
بالنسبة لكبار الذين ليس لديهم نظام غذائي مثالي لتعزيز الوظيفة المناعية، فيجب العلم أن المناعة تبدأ في الانخفاض بين سن الـ 60 و 65، ومن هنا يمكننا القول بأنه حتى الأشخاص الذين يتناولون الطعام بشكل صحيح قد يحتاجون إلى تناول مكملات الزنك خلال هذه المرحلة العمرية.
الجدير بالذكر ايضا أن متطلبات الزنك يجب أن يتم الحصول عليها للأشخاص الذين يتبعون نظاما غذائيا نباتيا بالكامل بحوالي 50٪ أعلى عن باقي الافراد الذين يقومون بتناول البروتين الحيواني بشكل متوازن وطبيعي.
الزنك وتواجده داخل الجسم
يعد مركب الفيتات أو الفوسفور المخزن من أهم مضادات الأكسدة والذي يتواجد في الحبوب الكاملة والبقوليات والمكسرات والبذور، ولكنه قد يلعب دورا سلبيا في امتصاص بعض المعادن، بما في ذلك الزنك. بالإضافة إلى ذلك، فقد تتداخل بعض المعادن الأخرى مثل الحديد والكالسيوم أيضا مع حدوث امتصاص الزنك داخل الجسم.
يعتبر النحاس أيضا مع الزنك من أهم العناصر التي تعمل على ربط البروتينات داخل خلايا الجسم. فيجب العلم أنه من أفضل مصادر للزنك هو المحار، بالإضافة إلى أنه وفير أيضا في اللحوم الحمراء والدواجن والمكسرات والحبوب الكاملة وحبوب الإفطار ومنتجات الألبان بجمبع مشتقاتها.
من الضروري معرفة أنه عندما لا يوفر النظام الغذائي ما يكفي من عنصر الزنك، فمن الممكن أن يتم استكماله عن طريق إستخدام المكملات الموصوفة من قبل الطبيب.