ومن منا يستطيع أن ينكر أن داء السكري هو أحد الأمراض المزمنة الشائع حدوثها على مدار الأعوام السابقة، فالجدير بالذكر أن هذه النوعية المرضية تزداد معدلات حدوثها بصورة كبيرة خاصة مع التقدم في العمر حيث يمثل كبار السن نسبة كبيرة جدا من أولئك الذين يعانون من المرض، ولكن هل يعد أمر تشخيص مرض السكري مع كبار السن أمر يسير؟ فالإجابة هنا تأتي بالسلب حيث يعتبر هذا الوضع المرضي صعب التشخيص مع هذه الفئة العمرية وهذا نتيجة التعرض لبعض المسببات، وهذا ما سنتعرف عليه اليوم من خلال مقالنا بشكل موضح.
كبار السن ومرض السكري
عند إصابة كبار السن بمرض السكري فغالبا ما يكون هذا المرض من النوع 2، فالجدير بالذكر أنه مع هذه المرحلة العمرية يكون هناك العديد من الأشخاص المصابين بداء السكري الذين لم يتم تشخيصهم أو علاجهم أو لديهم خطر أكبر للإصابة ببعض الأمراض الشديدة التي تؤدي إلى الوفاة، ومن هنا يعد الكشف عن مرض السكري في مرحلة مبكرة هو أفضل إجراء وقائي للتقليل من شدة أو منع مضاعفات المرض.
مضاعفات مرض السكري مع كبار السن
غالبا ما تتمثل مضاعفات مرض السكري لدى كبار السن في حدوث المعاناة من الحالات المرضية التالية:
- فقدان البصر حتى قد يصل الأمر للعمى بسبب مرض السكري
- بتر الأطراف السفلية بسبب أمراض الأوعية الدموية الطرفية
- الأمراض العصبية والالتهابات
- نقص تروية عضلة القلب
- الحوادث الدماغية الوعائية
- الفشل الكلوي المزمن
الجدير بالذكر أن كل هذه المضاعفات تقلل من نوعية حياة مرضى السكري للمسنين. بالإضافة إلى إمكانية إصابتهم أيضا بحالة من المضاعفات الحادة والتي تبدو واضحة من خلال الآتي:
- فقدان الصوديوم وجفاف الجسم
- انخفاض ضغط الدم
- زيادة الضغط الاسموزي
- نقص بوتاسيوم الدم
- انخفاض إفراز الأنسولين والأحداث الصمامية
- الإصابة بالعدوى اللاكتيكية الكاملة عندما يعانون من نوبة قلبية أو عدوى دموية
- تلف الأعضاء الرئيسية بالجسم بما في ذلك الكلى والشرايين، مما يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية.
من الهام معرفة أن هذه المضاعفات وارد حدوثها عند إهمال معالجة مرض السكري عند كبار السن أو التغافل عن إكتشاف هذه الحالة المرضية بشكل أو بآخر.
أسباب صعوبة تشخيص مرض السكري لدى كبار السن
في بداية الأمر يجب علينا معرفة أن روتين التعامل العلاجي مع مضاعفات مرض السكري يعد أمر صعب للغاية، ولكن بوجه عام يمكن للمرضى إحتواء مثل هذه المضاعفات عند التحكم في مستويات السكر في الدم والمساعدة في تقليل تأثير مرض السكري في المستقبل، ومن ثم تتم هنا عملية الوقاية من المضاعفات بشكل آمن وسليم.
من الهام معرفة أن أمر التشخيص المبكر لمرض السكري لدى كبار السن يتطلب التنسيق بين جميع الأطراف، وخاصة الأطباء حيث يجب العلم أن العديد من أصحاب هذه الفئة العمرية المصابين بداء السكري ليس لديهم أي أعراض، وفي وقت تشخيص مرض السكري، تظهرالعديد من المضاعفات المتأخرة وعلى آثارها يتم الذهاب إلى الطبيب مع أعراض غير محددة.
يعد هذا الأمر صعب بسبب معالم ضعف الذاكرة لدى كبار السن حيث عدم القدرة على تذكر التاريخ الطبي أو الأوضاع المرضية المتعددة التي من شأنها تعقيد التشخيص والعلاج، والتي من الوارد أن تتمثل في بعض الأعراض المرضية مثل فقدان الوزن الخفيف والمعتدل، والتعب والإرهاق والإجهاد، فالجدير بالذكر أن هذه الأعراض يمكن أن تمر دون أن يلاحظها أحد ويمكن التغاضي عنها بسهولة.
حتى الأعراض الكلاسيكية لارتفاع السكر في الدم مثل التبول المفرط والعطش وشرب الكثير من الماء، فغالبا ما يتم تفسيرها وفقا لأمراض أخرى مثل:
1- الخلط بين التبول المفرط والتبول اللاإرادي بسبب عدم القدرة على حبس البول حيث حدوث المعاناة من بعض المشاكل الميكانيكية في المثانة مع التقدم في العمر أو بسبب التهابات المسالك البولية.
2- تناول المشروبات الكحولية التي تزيد من مشاكل الكلى مع الجلوكوز ومن ثم انخفاض آلية العطش مع الشيخوخة.
3- من الصعب علينا ملاحظة فقدان كبار السن لشهيتهم وهذا لأن هذا العرض من سمات هذه المرحلة الزمنية.
4- التعرض بعض أنواع العدوى وخاصة الخفيفة منها والتي غالبا ما تكون بدون أعراض وبالتالي لا يتم علاجها.
كبار السن وطرق التعامل مع مرض السكري
في بداية الأمر يجب على مرضى السكري من كبار السن للتغلب على هذا المرض المزمن إتباع بعض النصائح التالية:
- يحتاج المرضى كبار السن إلى السيطرة على ضغط الدم وعسر شحميات الدم.
- من الضروري على أصحاب هذه الفئة العمرية إتباع سبل الكشف الدوري وتحديد أولويات العلاج وفقا لكل مرحلة من مراحل ظهور المرض.
- يجب نشر المعرفة عند كبار السن المصابين بداء السكري حيث يتم تحقيق هذا من خلال معرفة عوامل الخطر المسببة لهذه الحالة المرضية؛ وأهم الأعراض الجانبية لبعض الأدوية التي يتم تناولها مثل مسكنات الألم، وهذا لكي يتم الآخذ بها في عين الإعتبار.
- إتباع سبل المراقبة الذاتية من جانب المسن ومن حوله لإحتواء أي حالة مرضية واردة الحدوث.