في بعض الأوقات ومن خلال التعرض لمواقف معينة نفسية كانت أو مهنية أو حتى إجتماعية. فمن الوارد أن يسيطر علينا بعض مشاعر الحزن والرغبة في البكاء، ولكن بعيدا عن المفهوم السلبي هل فكرنا يوما لماذا حبانا الله هذه الخاصية المفرجة لهموم الروح، وما بداخل النفس في كثير من الأوقات؟ هذا ما سنتعرف عليه اليوم من خلال معرفة دور البكاء في الجسم والفوائد الصحية الناتجة عن هذا الأمر. هيا بنا
ما هي فوائد البكاء على جسم الانسان؟
توجد العديد والكثير من الفوائد التي يلعب البكاء دورا هاما في ظهورها وفيما يلي سنتعرف عليها:
أولا: إزالة السموم من الجسم
يلعب البكاء دورا كبيرا في القيام بطرد السموم والموادر الضارة وهرمونات التوتر من الجسم، فيجب العلم أنه عندما نكون في حالة حزن أو توتر، فإن الجسم يقوم بالعمل على إطلاق هرمون الكورتيزول الذي يمكن أن يسبب ضررا كبيرا على الصحة بشكل عام. الجدير بالذكر أنه بدون البكاء كان سيظل هذا الهرمون متواجد داخل الجسم.
ثانيا: المساعدة في تقليل الألم
عند القيام بعملية البكاء فتحدث حالة من مواد الأوكسيتوسين والمواد الأفيونية الداخلية، والمعروفة أيضا باسم الإندورفين. فيجب العلم أن هذه المواد يمكنها أن تقوم بالمساعدة على تخفيف الألم الجسدي والعاطفي.
من الهام معرفة أن الإندورفين يعد من مسكنات الألم الطبيعية في الجسم التي تساعد على وقف الألم وتقليل الانزعاج. بالإضافة إلى زيادة القدرة في الحصول على مادة الأوكسيتوسين، المعروفة أيضا باسم هرمون الحب وما يترتب عليها من ظهور كبير لمشاعر السعادة.
ثالثا: العمل على هزيمة البكتيريا
يعتبر البكاء مفيد جدا للصحة لأن الدموع التي يتم إذرافها تحتوي على الليزوزيم الذي ينظف البكتيريا ويقتلها. فوجب التوضيح بأن هذه توجد بشكل وفير في اللعاب وحليب الثدي والدموع، ولها العديد من الخصائص القوية المضادة للبكتيريا لدرجة أنه قد يساعد في الحماية من الجمرة الخبيثة التي وارد تعرض الجسم لها.
رابعا: العمل على تحسين الرؤية
عند التحدث عن كيفية البكاء فيجب معرفة أن عملية إطلاق الدموع تتم في كل مرة يتم الرمش فيها، مما يساعد هذا الأمر على ترطيب العينين ومنع الأغشية المخاطية من الجفاف. فيجب العلم أن عملية التشحيم التي يكون بطلها الأساسي الدموع تساعد بشكل أساسي على الرؤية بصورة أفضل.
ملحوظة: عند إصابة العين بالجفاف فسوف تصبح الرؤية ضبابية غير نقية على الإطلاق.
خامسا: القدرة على تحسين المزاج
من الوارد وبنسبة كبيرة أن يحدث تحسن للمعنويات بعد البكاء. فعندما نقوم بالتنهد، والتتنفس بشكل أسرع. فمن الممكن أن يساعد هذا الأمر على استنشاق الكثير من الهواء البارد في تنظيم درجة حرارة الدماغ وحتى خفضها.
يجب التأكيد على أن الدماغ البارد يشعر بتحسن العقل والجسم، مما يجعله هذا يقوم بالعمل على تحسين المزاج.
سادسا: الحصول على الدعم
في أغلب الأوقات وعندما تكون لدينا مشكلة صعبة تؤدي إلى البكاء، فسوف تكون هذه الطريقة من أهم السبل التي يتم من خلالها إعلام من حولنا أننا بحاجة إلى الدعم، فعندما نقوم بالبكاء سوف يتهافت من حولنا في العمل على تقديم الدعم والمساعدة.
يجب العلم أن البكاء يساعد على بناء شبكة اجتماعية داعمة لتحسين مزاجك، وبالأخص خلال فترات الأوقات الصعبة التي يتم من خلالها الحصول على الدعم والإحتواء الكامل.
سابعا: العمل على توازن العواطف
نستطيع القول بأننا ليس في كل مرة نشعر فيها بالحزن نقوم بالبكاء، ولكننا نقوم بفعل ذلك عندما نكون في حالة من السعادة الشديدة أو الخوف أو التوتر. الجدير بالذكر أن طريقة البكاء هذه يمكنها المساعدة في استعادة التوازن العاطفي.
بشكل عام عندما نقوم بالبكاء عند الشعور بالسعادة الشديدة أو الخوف من شيء ما، فيجب معرفة أن هذه تعد طريقة نفسية مؤثرة للتعبير عن هذه الحالات الداخلية.
ثامنا: مساعدة المولود على التنفس عند الولادة
يلعب البكاء دورا مهما جدا على الأطفال الذين يولدون، فالجدير بالذكر أنه عادة ما يتلقى الأطفال الأكسجين داخل الرحم من خلال الحبل السري، ولكن عندما يولدون يصبح عليهم التنفس بمفردهم. لذا تعد الصرخة الأولى والبكاء عند الولادة هي من العوامل الهامة المساعدة على التكيف مع الحياة في العالم الخارجي.
إلى جانب ما سبق ذكره، فإن البكاء يقوم بمساعدة الطفل المولود أيضا على التخلص من أي سوائل زائدة في الرئتين والأنف والفم خلال هذه المرحلة.
تاسعا: دعم عملية النوم
أثبتت عدة دراسات أنه في كثير من الأوقات يمكن للبكاء الخفيف أن يقوم بمساعدة الأطفال على النوم بشكل أفضل. ولكن بشكل عام لا ينطبق هذا الأمر على البالغين.
يمكن أن يلعب البكاء الخفيف تأثيرا فعالا حيث يكون مهدئا للذات إلى جانب تحسين الحالة المزاجية وتخفيف الآلام عند النوم بشكل ملحوظ.
بوجه عام يعتقد الكثير من الناس أنه من الطبيعي أن يبكي الأطفال فقط، ومن العيب جدا على البالغين البكاء حيث يعتبر هذا الفكر من المعتقدات الخاطئة، فيجب ألا نحاول كبح جماح النفس عند مواجه أي أشياء حزينة لا نستطيع أن نقوم بتحملها حيث يفضل العمل على ترك المشاعر بالدموع هنا في حالة إنطلاق وهذا عند الرغبة.
سوف نندهش هنا عندما نعلم أن العديد من الأشخاص الذين يبكون لديهم قوة إرادة وقدرة على التحمل أقوى من أولئك الذين نادرا ما يذرفون الدموع ويظهرون مظهر الصمود في أغلب المواقف.