مع قدوم فصل الصيف، وارتفاع درجات الحرارة، يقوم الكثير من الأشخاص باللجوء إلى شرب المشروبات الغازية لإنعاش عطشهم. الجدير بالذكر، أن هذه الحالة تحمل خلفها الكثير من التوابع السلبية والأزمات الصحية. من هنا، فقد جئنا اليوم لكي نتعرف على ما هي مخاطر شرب الكثير من المشروبات الغازية مع أجواء الطقس الحار الصيفي؟… فهيا بنا.
فصل الصيف وتناول المشروبات الجاهزة
فصل الصيف وتناول المشروبات الجاهزة
خلال فصل الصيف تزداد حاجة الجسم نحو تناول الأطعمة الباردة والمشروبات لإمداد الجسم بالكثير من الماء وإشباع مشاعر العطش، وبناء على هذا فقد يلجأ الكثير من الأفراد وخاصة الشباب إلى ممارسة روتين تناول المشروبات الغازية والعصائر المعبأة ومشروبات الطاقة كوسيلة لترطيب الجسم.
ولكن يجب الآخذ في عين الإعتبار أن لآلية تناول هذه المشروبات العديد من المخاطر الصحية المحتملة، والمضاعفات الغير مطمئنة على الإطلاق.
مخاطر تناول المشروبات الغازية مع الأجواء الحارة
أولا: تعرض الجسم للمزيد من الجفاف
تعرض الجسم للمزيد من الجفاف
يعتقد الكثير من الناس أن المياه الغازية خيار رائع وفعال لإعادة ترطيب الجسم خلال فصل الصيف، ولكن هذا الإعتقاد غير صحيح على الإطلاق حيث يمكن أن تؤدي هذه النوعية من المشروبات إلى تفاقم أزمة الجفاف بسبب إحتوائها على الكافيين ذات الخصائص المدرة للبول، مما يزيد هذا الأمر من كمية البول التي تفرز، وبناء عليه يقوم الجسم بفقدان المزيد من الماء والإلكتروليتات.
إلى جانب ذلك، فإن شعور المذاق الحلو والإحساس بالتبريد الفوري الذي يتملك الفرد يقوم بتدعيم مشاعر التغلب على العطش بسهولة مما يجعل الشارب لا يدرك أن الجسم لا يزال يعاني من الجفاف الشديد.
ينتج على هذا الأمر، أنه كلما زاد شرب المياه الغازية، زاد فقدان الجسم للماء، مما يترتب على هذا خلق الكثير من مخاطر الشعور بالتعب والإرهاق والدوخة، وفي الحالات الشديدة يمكن أن يؤدي هذا الأمر إلى حدوث المعاناة من ضربة الشمس.
ثانيا: السمنة واكتساب الجسم للوزن الزائد
السمنة واكتساب الجسم للوزن الزائد
كما نعلم جميعا، أن المشروبات الغازية تحتوي على كميات عالية من السكر حتى قد يصل الأمر إلى تجاوز العتبة اليومية الموصى عند تناول علبة صغيرة فقط.
على سبيل المثال، يمكن أن تحتوي علبة 330 مل من المشروبات الغازية على ما يصل إلى 35-40 جراما من السكر أي ما يقرب من ضعف كمية السكر الموصى بها للبالغين خلال فترات النهار والتي يجب أن تبلغ حوالي 25 جراما وفقا لنصائح منظمة الصحة العالمية.
الجدير بالذكر، أنه خلال فصل الصيف عادة ما يكون الجسم أقل نشاطا بسبب ارتفاع درجات الحرارة، بينما يزداد روتين تناول كمية السعرات الحرارية الواردة من المشروبات الغازية، مما يؤدي هذا الوضع إلى اختلال توازن الطاقة، ومن ثم تزداد معدلات الوزن بشكل سريع، وتتراكم الدهون في البطن والأعضاء الداخلية.
من الهام أيضا معرفة، أن جميع هذه العوامل هي التي تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض التمثيل الغذائي مثل مرض السكري من النوع 2 والكبد الدهني وعسر شحميات الدم، وخاصة مع الأطفال والمراهقون حيث لا تزال أنظمتهم الأيضية في طور التطور.
إقرأ أيضا: إحذري حواء المشروبات الغازية وأضرارها علي أسنانك
ثالثا: زيادة فرص الإصابة بمرض السكري واضطرابات التمثيل الغذائي
زيادة فرص الإصابة بمرض السكري واضطرابات التمثيل الغذائي
تؤدي عادة شرب المشروبات الغازية بانتظام إلى مواجهة الجسم باستمرار لمخاطر ارتفاع نسبة السكر في الدم، مما يتسبب هذا في عمل البنكرياس بزيادة الحمل لإفراز الأنسولين، وهو هرمون يساعد على خفض نسبة السكر داخل الجسم، وعلى المدى الطويل يمكن أن يتطور هذا الأمر ليصبح الجسم مقاوما للأنسولين ، وتبدأ رحلة المعاناة من مرض السكري النوع 2.
لذا، وخاصة في فصل الصيف، فسوف يحتاج الأشخاص المصابون بداء السكري أو المعرضون لخطر الإصابة بهذا المرض إلى توخي الحذر الشديد حيث يمكن أن يتسبب استهلاك المشروبات الغازية في ارتفاع نسبة السكر في الدم فجأة، مما يترتب على هذا الشعور بالكثير من مشاعر التعب والدوخة، بل وتطور الأمر إلى حدوث مضاعفات صحية خطيرة خاصة إذا لم يتم التحكم بهذا الأمر في الوقت المناسب.
رابعا: العواقب السلبية طويلة الأمد التي تصيب الأسنان والكبد
العواقب السلبية طويلة الأمد التي تصيب الأسنان والكبد
من الضروري جدا معرفة، أن المشروبات الغازية لا تسبب الاضطرابات داخل الجسم فقط، بل تمتد آثارها السلبية لتصل إلى صحة الفم حيث يعد حامض الستريك وحمض الفوسفوريك المتواجد في المشروبات الغازية جنبا إلى جنب مع مستويات السكر العالية من الأسباب الرئيسية لتآكل مينا الأسنان وتسوسها والشكوى من التهابات اللثة.
يمكن أن تظهر هذه الأزمة بشكل أقوى خلال فصل الصيف، وعندما يفرز القليل من اللعاب بسبب الجفاف حيث يكون هذا التأثير المسببا للتآكل أقوى.
بالإضافة إلى ذلك، وعند القيام بتناول نسبة عالية من الفركتوز المستخلصة من المشروبات الغازية، فسوف يؤدي ذلك أيضا إلى عمل الكبد بجهد أكبر للقيام بعملية التمثيل الغذائي.
بناء على هذا، ووفقا لبعض الدراسات، فإن الأشخاص الذين يشربون الكثير من المشروبات الغازية هم أكثر عرضة للإصابة بالكبد الدهني غير الكحولي عن الأشخاص الذين لا يتناولون مثل هذه المشروبات، ومن ثم يمكن أن تؤدي هذه الحالة المرضية إلى تراكم الدهون في الكبد وتباعا الإصابة بتليف الكبد حتى يصل الأمر إلى سرطان الكبد.
خامسا: ضعف جهاز المناعة
ضعف جهاز المناعة
من أهم العوامل السلبية التي نادرا ما يتم ذكرها عن المشروبات الغازية هو تأثير هذه المشروبات على صحة جهاز المناعة.
على سبيل التوضيح، تعمل مستويات السكر المرتفعة على التقليل من قدرة خلايا الدم البيضاء نحو لعب دور رئيسي في الاستجابة المناعية، مما يجعل هذا الجسم أكثر عرضة للفيروسات والبكتيريا خاصة أثناء تغير الفصول، أو عندما تتغير البيئة بسبب درجات الحرارة المرتفعة.
بالنسبة للأطفال الصغار وكبار السن وهم من أهم الفئات التي تعاني من ضعف في جهاز المناعة، فمن الممكن أن يكون لروتين أن شرب الكثير من المشروبات الغازية في الصيف توابع سلبية ملحوظة مثل تعرضهم للإصابة بالإنفلونزا أو التهاب الحلق أو الإسهال أو أمراض الجهاز التنفسي الأخرى.
نصائح هامة للحفاظ على ترطيب الجسم خلال فصل الصيف
نصائح هامة للحفاظ على ترطيب الجسم خلال فصل الصيف
لحماية الصحة العامة خلال فصل الصيف، فسوف يحتاج الأفراد إلى تغيير عاداتهم في استهلاك المشروبات الغازية حيث يتم تحقيق هذا الأمر من خلال ما يلي:
- شرب كمية كافية من الماء المفلتر النقي حيث تعد هذه هي الطريقة الأكثر أمانا وصحة وفعالية لإعادة الترطيب.
- زيادة روتين تناول المشروبات الطبيعية المستخلصة من الفواكه والخضروات الطازجة.
- التقليل من المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة خاصة مع الأجواء الحارة أو عند ممارسة الرياضة.
- الالتزام بقراءة ملصق المنتج بعناية للتحكم في كمية السكر التي يقوم الجسم بالحصول عليها.
- تشجيع الأطفال على شرب المياه المفلترة بدلا من المشروبات الغازية، والعمل على تكوين عادات جيدة منذ سن مبكرة.