عند قيامنا بالحديث عن العناصر الغذائية الهامة للجسم، فمن الواجب علينا ألا نقوم بإنكار فائدة فيتامين C الهامة والرائعة والتي لا يمكن أن نقوم بالإستغناء عنها بصورة كاملة. ولكن من الضروري علينا أيضا أن يكون هذا الأمر بمزيد من الوعي والإدراك بطرق الإستخدام الصحيحة، لأنه عند القيام بتناول الكثير من هذا الفيتامين لفترات طويلة من الزمن، فمن المحتمل أن يكون له آثار سلبية كبيرةعلى الكلى. بشكل توضيحي أكثر سنقوم من خلال السطور القادمة بالتعرف على مدى آمان تناول فيتامين C بوجه عام على صحة الكلى.. هيا بنا
فيتامين C وصحة الكلى
يعد فيتامين C المعروف أيضا باسم حمض الأسكوربيك هو أحد أهم مضادات الأكسدة القوية، والتي تقوم بلعب دورا مهما في الحفاظ على وظيفة الجهاز المناعي في الجسم، وتوليف النسيج الضام، ومكافحة أضرار الجذور الحرة.
في ظل الظروف العادية، يحتاج الجسم إلى كمية مناسبة من فيتامين C لتلبية جميع هذه الاحتياجات السابق ذكرها. ولكن عند القيام بتناول جرعات عالية من هذا الفيتامين لفترات طويلة من الزمن فمن الممكن أن يؤثر هذا الأمر على صحة الكلى.
فيتامين C الزائد وإلحاق الأضرار بالكلى
بوجه عام تعتبر الكلى هي واحدة من أعضاء الإفراز الهامة جدا حيث أنها مسؤولة عن تصفية النفايات والسموم في الدم، والحفاظ على توازن الماء والكهارل، بالإضافة إلى أنها تعمل على توازن حمض القاعدة وغيرها من الوظائف الهامة. لذا فعندما يمتص الجسم فيتامين C الزائد، فسوف يتم تحويله إلى مستقلبات في الكلى، بما في ذلك حمض الأكساليك.
يمكن أن يزيد حمض الأكساليك هذا من محتوى الأكسالات في البول بتركيزات معينة، مما يزيد هذا الأمر بدوره من خطر تكوين الحصوات. لذلك، فعند القيام بتناول جرعات عالية من فيتامين C لفترات طويلة من الزمن، فمن الوارد أن يزيد هذا الأمر من حدوث حصوات الكلى.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تناول الكثير من هذا الفيتامين لفترات طويلة من الزمن يمكن أن يكون له أيضا تأثيرات معينة على وظائف الكلى حيث يمكن أن يزيد من عبء الترشيح الكبيبي بسبب قيام الكلى بالعمل بجدية أكبر. فعلى الرغم من أن الأشخاص الأصحاء يمكنهم عادة التكيف مع هذا العبء إلا أنه مع أولئك الذين يعانون بالفعل من مشاكل في وظائف أو أمراض الكلى، فإن تناول الكثير من فيتامين C يمكن أن يزيد العبء على الكلى ويزيد من تلف وظائفها.
إقرأ أيضا: جمالك في فيتامين C.. تعرفي علي فوائده واستخداماته المتعددة
مدى آمان تناول مكملات فيتامين C
على الرغم من أن أمر استهلاك كميات كبيرة من فيتامين C على مدى فترات طويلة من الزمن يمكن أن يكون له آثار سلبية على الكلى، إلا أن هذا الخطر يمكن أن يحدث فقط في حالات مكملات فيتامين C عالية الجرعة أو مع الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في وظائف الكلى الموجودة مسبقا.
أما فيما يخص الأشخاص الأصحاء، فمن الهام معرفة أن الكميات المعتدلة من فيتامين C آمنة ولا تسبب آثارا كبيرة على الكلى. فالأمر هنا يرتبط بشكل مباشر بالحالة الصحية للكلى وبالمقدار الذي يتم تناوله من هذا الفيتامين.
طرق حصول الجسم على فيتامين C بشكل آمن
لضمان الامتصاص الآمن لفيتامين C، فمن الممكن أن نقوم بالعمل على اتخاذ بعض الاحتياطات الهامة التي تساعدنا بصورة مباشرة في تحقيق هذا الأمر حيث يتم هذا من خلال ما يلي:
أولا: يجب وبشكل رئيسي العمل على إتباع توصيات الجرعات المناسبة والملائمة للحالة الصحية. فالجدير بالذكر أنه عادة ما يكون المدخول اليومي للبالغين من فيتامين C هو 75-90 ملغ حيث يمكن أن تلبي هذه النسبة الكثير من الاحتياجات اليومية مع تقليل نسب الإصابة بالعديد من المخاطر المحتملة.
ثانيا: يفضل أن يتم الحصول على فيتامين C من خلال تناول الطعام حيث يتم هذا من خلال الفواكه الطازجة مثل الحمضيات والفراولة والكيوي والخضروات مثل الفلفل الأحمر والخضر والقرنبيط، فمن الهام معرفة أن هذه العناصر تعد مصادر جيدة لفيتامين C حيث يتم إمتصاصها بشكل أفضل مع تقليل المخاطر المحتملة التي تشكلها مكملات فيتامين C عند القيام بتناولها بجرعات عالية.
ثالثا: يجب على الأشخاص الذين يعانون بالفعل من مشاكل في الكلى أو يعالجون من أمراضها أن يقوموا بالعمل على استشارة الطبيب لتحديد الجرعة المناسبة من تناول فيتامين C حيث يمكن للأطباء تقييم المخاطر بناء على الظروف الفردية وتقديم التوجيه المهني.
باختصار، يمكن أن يكون للاستخدام طويل الأمد لفيتامين C بجرعات كبيرة العديد من التأثيرات السلبية على الكلى، مما يزيد هذا الأمر بشكل أساسي من خطر الإصابة بحصوات الكلى ويثقل كاهلها بإتمام القيام بوظائفها. ولكن في حالة إستخدام هذا الفيتامين بشكل معتدل من خلال النظام الغذائي فسوف يحمل هذا الأمر في طياته الكثير من المنافع والفوائد.
في العموم، وعند تواجد الرغبة في تناول مكملات فيتامين C، فيجب علينا أن نقوم بطلب المشورة الطبية لضمان الصحة البدنية والسلامة الشخصية.