مما لا شك فيه أن اليود معدن أساسي داعم لصحة الجسم، فالجدير بالذكر أنه في أغلب الأوقات لا يحظى باهتمام كبير مثل العناصر الغذائية الأخرى، ولكنه مهم جدا وبشكل رئيسي في عملية إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، مما يؤثر هذا الأمر وبصورة مباشرة على عملية التمثيل الغذائي، ووظائف المخ، وما إلى ذلك. من هنا قررنا أن نقوم اليوم بالحديث عن أهم الآثار الجانبية التي من الوارد أن تعود على الجسم عند حدوث حالة من نقص عنصر اليود بداخله.
ما هي أهم العلامات التحذيرية الدالة على نقص اليود بالجسم؟
عندما يعاني الجسم من أزمة نقص عنصر اليود، فسوف تكون هناك مظاهر خفية للغاية وراء هذا الأمر، والتي غالبا ما يساء فهمها أو يتم تجاهلها.
بشكل أكثر توضيح، سوف نقوم فيما يلي بالعمل على ذكر بعض العلامات غير الشائعة الدالة على حدوث المعاناة من نقص عنصر اليود والتي يجب ملاحظتها لمحاولة التعامل معها بشكل آمن في الوقت المناسب:
أولا: تورم الوجه أو العينين
في كثير من الأوقات يمكن أن يكون التورم الذي يصيب الوجه أو العينين بشكل مستمر، والذي لا يختفي على الرغم من إتباع بعض التغيرات في العادات المعيشية هو أحد أهم الأسباب المحتملة والمؤدية بشكل رئيسي إلى زيادة مخاطر نقص اليود.
الجدير بالذكر، أن هذا الأمر يرجع ذلك إلى انخفاض مستويات اليود، والتي يمكنها أن تعطل من توازن السوائل في الجسم، مما يسبب هذا تورما في المناطق غير المرغوب فيها مثل الوجه وما يحويه.
ثانيا: ظهور بحة في الصوت أو كتلة في الرقبة
قد تكون التغيرات الحادثة في الصوت، والتي من الوارد أن تتمثل في بحة الصوت أو الشعور بكتلة في الرقبة دون سبب واضح من أهم العلامات الدالة على تضخم الغدة الدرقية.
على الرغم من أن تضخم الغدة الدرقية هو مرض شائع، إلا أنه في حالة الشعور بالتصلب أو التغيير في الصوت فمن الممكن أن يكون هذا العرض مبكرا ودال على أزمة نقص اليود داخل الجسم.
ثالثا: عدم انتظام ضربات القلب
يمكن أن يشير الشعور بالرعشة أو معدل ضربات القلب البطيء بشكل غير طبيعي في بعض الأحيان إلى نقص اليود في داخل الجسم.
على سبيل التوضيح، تعتمد هرمونات الغدة الدرقية على اليود الذي يلعب دورا مهما في الحفاظ على معدل ضربات القلب في معدلاته الآمنة والمتوازنة، فمن الهام معرفة أنه في حالة عدم الحصول على كمية كافية من هذا العنصر، فقد يواجه القلب صعوبة في الحفاظ على النبض الصحي السليم.
رابعا: التقلبات المزاجية غير المبررة
يعد الصعود والهبوط العاطفي والمزاجي جزءا من حياتنا اليومية، لكن في حالة نقص عنصر اليود فمن الممكن أن يؤثر هذا الأمر على التوازن الكيميائي للدماغ، مما يؤدي إلى حدوث المعاناة من التقلبات المزاجية غير طبيعية أو زيادة مشاعر القلق.
لذلك، وفيما يخص للأشخاص الذين يشعرون دائما بالقلق الشديد، والشكوى من التغيرات المزاجية أو يكونون سريعي الانفعال دائما، فقد يكون هذا الأمر مظهرا من مظاهر نقص اليود داخل الجسم.
خامسا: الوخز أو التنميل في اليدين والقدمين
يعاني الكثير منا في بعض الأوقات من الوخز أو التنميل في اليدين والساقين، فالجدير بالذكر أن هذا الأمر يعد طبيعي في بعض الأوقات ولكن على الجانب الآخر يمكن أن تكون هذه العلامة من أهم العلامات الدالة على نقص اليود داخل الجسم.
بوجه عام، يحدث هذا الأمر بسبب انخفاض مستويات هرمونات الغدة الدرقية، مما يقلل من وظيفة الأعصاب، ومن ثم تظهر الكثير من هذه الأحاسيس والمشاعر الغير سارة.
سادسا: اضطرابات الدورة الشهرية
بالنسبة للنساء، يمكن أن تتجلى أزمة نقص اليود داخل الجسم على شكل دورات شهرية غير منتظمة أو في صورة تدفق الحيض الغزير أو حتى صعوبة الحمل.
فمن الهام معرفة، أن عنصر اليود يضمن قيام الغدة الدرقية بأداء وظيفتها بشكل طبيعي وآمن حيث يرتبط هذا الأمر ارتباطا وثيقا بالتوازن الهرموني، ومن ثم يلعب دورا مهما في تدعيم الصحة الإنجابية.
سابعا: بطء إلتئام الجروح
في حال التعرض لبعض أنواع الإصابات والجروح، فمن الوارد أن تستغرق هذه الجروج وقتا أطول للشفاء من المعتاد حيث يعد هذا الأمر هو أحد أهم العلامات التحذيرية الدالة على معاناة الجسم من نقص اليود.
بشكل أكثر توضيحا، يمكن أن يؤدي بطء أداء الغدة الدرقية بسبب نقص اليود إلى إضعاف عملية تعافي الجسم، مما يتسبب هذا الأمر في أن تكون عملية الشفاء أبطأ من المعتاد.
في النهاية، يجب معرفة أن هذه العلامات غير المألوفة تجعلنا نعتقد أن ما نعاني منه من أعراض مرضية لا ترتبط باليود إطلاقا، ولكن على أرض الواقع ترتبط جميع العوارض السابق ذكرها بصحة الغدة الدرقية ومستويات اليود السليم داخل الجسم والتي في حال إهمالها والتغافل عنها، فقد يؤدي ذلك إلى حدوث مضاعفات أكثر خطورة، بما في ذلك قصور الغدة الدرقية أو المعانا من مشاكل النمو عند الأطفال.