غالبا ما يشكو المرضى الذين يعانون من التهاب الغدة العرقية القيحي من نقص بعض أنواع الفيتامينات والعناصر الغذائية أو زيادة التفاعلات التأكسدية في الجسم، ومن ثم يمكن أن تساعد إضافة المغذيات الدقيقة والمكونات النشطة المضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة في العمل على تقليل مستويات الالتهاب ودعم وظيفة المناعة وتعزيز استعادة أنسجة الجلد. لذا، فقد قررنا أن نجيب اليوم على تساؤل هام آلا وهو ما هي أهم أنواع المكملات الغذائية الداعمة في علاج التهاب الغدد العرقية القيحية؟.
أهم المكملات التي تساهم بشكل رئيسي في علاج التهاب الغدد العرقية القيحية
أولا: الزنك
تناول مكملات الزنك
يعد الزنك من أهم المعادن الأساسية للصحة العامة حيث يعمل على دعم جهاز المناعة والتئام الجروح. على سبيل التوضيح، تشير أغلب الأبحاث إلى أن المرضى الذين يعانون من التهاب الغدة العرقية القيحي غالبا ما يكون لديهم مستويات منخفضة من الزنك في الدم، مما يؤثر هذا على قدرتهم في السيطرة على الالتهابات والتعافي.
أما فيما يخص مكملات الزنك، فيساعد مقدار (30-90 مجم غلوكونات الزنك / يوم) في العمل على تقليل حجم وعدد الآفات الالتهابية، وتسريع عملية التئام الجروح، ودعم استقرار نشاط العدلات، وتقليل إنتاج السيتوكينات المؤيدة للالتهابات (مثل TNF-α) …
بناء على هذا، وعند الرغبة في تحسين هذا الوضع المرضي ، فسوف يتم اللجوء إلى تناول المكملات الغذائية المحتوية على الزنك حيث تعد خيارا مفيدا، ولكن ينصح دائما بأن يكون هذا الأمر تحت إشراف طبي.
يجب العلم أيضا أن الأطعمة الغنية بالزنك تتمثل في المحار ولحم البقر والبيض وبذور اليقطين والشوفان أو يمكن استخدامها كمكملات غذائية.
إقرأ أيضا: التهاب الغدد العرقية.. الأسباب وطرق العلاج
ثانيا: فيتامين د
فيتامين د
لـ فيتامين د دور رائع في تنظيم عمل جهاز المناعة وتقليل الاستجابات الالتهابية المفرطة حيث قد أظهرت الدراسات الاستقصائية السريرية أن أكثر من 70٪ من المرضى الذين يعانون من التهاب الغدد العرقية القيحي يعانون من نقص فيتامين (د) خاصة أولئك الذين يتعرضون قليلا لأشعة الشمس.
بوجه عام، تساعد مكملات فيتامين د في تقليل عدد حالات النوبات وتحسين الألم وتقليل التهاب الأنسجة الرخوة حول الآفة حيث تبلغ الجرعة المأمونة في هذه الأوقات 1,000 – 2,000 وحدة دولية / يوم أو أعلى في حالة وجود نقص شديد.
يمكن أيضا استكمال هذا الفيتامين من مصادر طبيعية من ضوء الشمس في الصباح والأسماك الدهنية مثل السلمون والماكريل والبيض والحليب المدعم بفيتامين د.
ثالثا: أحماض أوميغا 3 الدهنية (EPA – DHA)
أحماض أوميغا 3 الدهنية (EPA – DHA)
تتميز أحماض أوميغا 3 الدهنية بأن لها خصائص قوية مضادة للالتهابات حيث يحدث هذا عن طريق تثبيط تخليق البروستاجلاندين والليكوترين – الوسطاء الالتهابيين في التهاب الغدد العرقية القيحي.
إلى جانب هذا، فقد أظهرت بعض الدراسات الصغيرة أن مكملات أوميغا 3 بنسب تبلغ 2-3 جم / يوميا تقلل من الألم والتورمات وحب الشباب الالتهابي لدى مرضى HS، وتحسن من الالتهاب الجهازي.
تتمثل الأطعمة الغنية بأوميغا 3 في السلمون والسردين وبذور الكتان وبذور الشيا.
رابعا: الكركمين
الكركمين
لعنصر الكركمين الموجود في الكركم قدرة فعالة على تثبيط الـ NF-κB والسيتوكينات الالتهابية، مما يترتب على ذلك تعزيز عملية شفاء التهاب الغدد العرقية القيحية.
أظهرت بعض التجارب السريرية الصغيرة أن في حال تناول جرعات الكركمين بمعدلات تتراوح من 500-1,000 مجم / يوميا، فمن الممكن أن يقلل هذا الأمر من مشاعر الألم والإفرازات ويدعم عملية تعافي أنسجة الجلد خاصة عند دمجها مع المضادات الحيوية أو العلاج الحيوي.
يمكن استخدام الكركمين النانوي أو الجسيمات النباتية للمساعدة في زيادة الامتصاص مقارنة بمسحوق الكركم التقليدي.
خامسا: مكملات الزنك مع النيكوتيناميد (فيتامين ب 3)
مكملات الزنك مع النيكوتيناميد (فيتامين ب 3)
أظهر عنصر الزنك المركب نيكوتيناميد المستخدم في علاج حب الشباب فوائد مماثلة في علاج التهاب الغدد العرقية القيحي حيث يأتي هذا الأمر بفضل الآتي:
- انخفاض نشاط الغدة الدهنية والتهاب الجريب.
- دعم وظيفة حاجز الجلد.
- الخصائص المضادة للبكتيريا.
الجدير بالذكر، أن مكملات غلوكونات الزنك تأتي جنبا إلى جنب مع النياسيناميد حيث قد تساعد في تقليل تواتر التفاقم الخفيف إلى المعتدل لالتهاب الغدد العرقية القيحية.
سادسا: البروبيوتيك
البروبيوتيك
يمكن أن يؤدي عدم التوازن في البكتيريا المعوية إلى زيادة الالتهاب الجهازي، مما يعزز هذا الوضع المرضية من التهاب الغدد العرقية.
على سبيل التوضيح، تساعد مكملات البروبيوتيك، وخاصة سلالات الـ Lactobacillus و Bifidobacterium في العمل على موازنة جهاز المناعة وتقليل الاستجابات الالتهابية ودعم وظيفة الجلد والأمعاء.
أظهرت بعض الدراسات أنه في حال تناول البروبيوتيك لمدة 8-12 أسبوعا، فسوف يحد ذلك الروتين من الاحمرار وتسرب القيح ويقلل من مشاعر الانزعاج في المنطقة المصابة. لذا، فينصح بأهمية الحصول على هذا العنصر من مصادر طبيعية مثل الزبادي واللبن الرائب ومخلل الملفوف.
سابعا: فيتامينات C و E
فيتامينات C و E
يساعد هذان الفيتامينان المضادان للأكسدة في العمل على تحييد الجذور الحرة وحماية أنسجة الجلد ودعم تجديد الكولاجين.
على سبيل التوضيح، يشارك فيتامين C في تخليق الكولاجين ويزيد من القدرة على التحمل الشعري بينما يحمي فيتامين E أغشية الخلايا من التلف التأكسدي. بناء على هذا، فيساعد مزيج فيتامين C + E على زيادة التئام الندبات والحد من الندبات الليفية وندبات الجدرة بعد الالتهابات.
بالإضافة إلى المكملات الغذائية، فسوف يحتاج المرضى أيضا إلى الحد من السكر المكرر وحليب البقر كامل الدسم والأطعمة المقلية والأطعمة المصنعة مع زيادة كمية الخضروات الخضراء والفواكه والحبوب الكاملة والأسماك الدهنية والزيوت النباتية.
يجب أيضا الحفاظ على أنماط الحياة الصحية مثل الحفاظ على وزن صحي، والتوقف عن التدخين، والبعد تماما عن تناول المشروبات الكحولية وأداء النشاط البدني الخفيف والحصول على قسط كاف من النوم أيضا لتحسين جهاز المناعة، ودعم تأثيرات المغذيات الدقيقة.
ملحوظة هامة:
المكملات الغذائية لا تحل محل الأدوية العلاجية، فدورها داعم فقط في النظام العلاجي الشامل.