لا يستطيع أحد منا أنكار أن شيخوخة الجلد أمر لا مفر منه، ولكن بفضل اتباع التغذية الصحية، فمن الممكن أن تساعد إضافة بعض العناصر والمكملات الغذائية في إبطاء تكوين التجاعيد وتحسين مرونة الجلد ورطوبته بشكل ملحوظ، ولكن يجب الآخذ في عين الإعتبار أن فاعلية هذه العناصر تعتمد على نوع الملحق المُستخدم والجرعة، وطريقة التناول السليمة. بشكل أكثر توضيحا، سنقوم اليوم بالتعرف على أهم أنواع المكملات الغذائية التي تعمل وبشكل رئيسي على محاربة تجاعيد البشرة ومن ثم التمتع ببشرة صحية شبابية.
أسباب ظهور تجاعيد البشرة

أسباب ظهور تجاعيد البشرة
تُصاب البشرة بأزمة ظهور التجاعيد بسبب تدهور البنية الأساسية والمتمثلة في الكولاجين والإيلاستين وحمض الهيالورونيك حيث تعمل جميع هذه العناصر على دعم مرونة الجلد وثباته وترطيبه بشكل فعال.
الجدير بالذكر، أنه بعد بلوغ سن الـ 25 عاما، فسوف تبدأ كمية الكولاجين الموجودة بالجلد في الانخفاض بحوالي 1-1.5٪ سنويا حيث يحدث هذا الأمر بسبب التعرض لبعض العوامل المحيطة مثل الأشعة فوق البنفسجية (UV)، والتلوث، والتدخين، والإجهاد، وقلة النوم، واتباع نظام غذائي يفتقر إلى المغذيات مما يزيد هذا من إنتاج الجذور الحرة، وتباعا يُصاب الجلد بحالة من الأكسدة والالتهابات المزمنة وتتكسر ألياف الكولاجين.
بالإضافة إلى ذلك، فيمكن لعادات أنماط الحياة مثل حركات عضلات الوجه المتكررة أو انخفاض الهرمونات خاصة عند النساء بعد انقطاع الطمث أن تساهم أيضا في تكوين التجاعيد المبكرة.
في هذه الآونة، يجب علينا معرفة أنه في حال تناول المكملات الغذائية، فلا يمكنها إزالة التجاعيد على الفور، ولكنها يمكن أن تساعد في تعزيز تخليق الكولاجين والإيلاستين ومضادات الأكسدة وتعمل على حماية خلايا الجلد، وتعزز من آلية الاحتفاظ بالرطوبة، وتساهم في استعادة حاجز الجلد.
المكملات الغذائية التي تقوم بمحاربة التجاعيد
1) ببتيدات الكولاجين

ببتيدات الكولاجين
عند الحديث عن ببتيدات الكولاجين، فيجب العلم أنها شكل من أشكال الكولاجين المتحلل بحجم جزيئي صغير جدا (عادة ما بين 1-5 كيلودالتون)، مما يزيد من عملية الامتصاص عبر الجهاز الهضمي مقارنة بالكولاجين السليم.
الجدير بالذكر، أنه بمجرد امتصاصها، سوف يتم نقل الببتيدات والأحماض الأمينية المحددة مثل الجلايسين والبرولين والهيدروكسي برولين إلى الأدمة حيث تنشط الخلايا الليفية المسؤولة عن تخليق الكولاجين الذاتي والإيلاستين وحمض الهيالورونيك.
يساعد هذا التنشيط على زيادة كثافة ألياف الكولاجين وتحسين مرونة البشرة الطبيعية ورطوبتها وتقليل عمق التجاعيد. بالإضافة إلى ذلك، تعمل مكملات ببتيدات الكولاجين أيضا على منع نشاط إنزيمات الكولاجيناز والإيلاستاز، وهما إنزيمان يسببان تنكس ألياف الكولاجين حيث يعد هذا هو الرئيسي لترهل الجلد وظهور التجاعيد المبكرة.
أما فيما يخص الجرعة الموصى بها من هذه المكملات، فتبلغ 2.5 – 10 جم يوميا حيث يتم تحديد هذه النسبة اعتمادا على المنتج والتركيبة المركبة، وينصح بأن يتم تناولها في الصباح على معدة فارغة أو قبل الذهاب إلى الفراش، لأن هذه الأوقات هي التي يقوم فيها الجسم بصنع الكولاجين بقوة أكبر.
يجب استخدام مكملات ببتيدات الكولاجين مع فيتامين ج أو الزنك أو حمض الهيالورونيك لزيادة كفاءة تخليق الكولاجين الداخلي مع ضرورة معرفة أن الحد الأدنى للوقت لرؤية التأثير على البشرة يتراوح من 8-12 أسبوعا حيث يُنصح بأهمية الحفاظ على روتين تناول هذه المكملات بانتظام لتحقيق النتائج المرجوه والحفاظ عليها لفترة زمنية طويلة.
2) فيتامين ج وفيتامين هـ

فيتامين ج وفيتامين هـ
يعد فيتامين ج المعروف بـ (حمض الأسكوربيك) هو عامل مساعد أساسي لإنزيمات بروليل هيدروكسيلاز وليسيل هيدروكسيلاز، والتي تساعد على تكوين ألياف الكولاجين بصورة مستدامة.
بالإضافة إلى ذلك، فيعمل هذا الفيتامين أيضا على تحييد الجذور الحرة، ويقلل من تلف الحمض النووي الناجم عن الأشعة فوق البنفسجية، ويمنع تكوين الميلانين، مما يساعد هذا على تفتيح البشرة وظهورها باللون الموحد.
على الجانب الآخر، يعتبر فيتامين هـ المعروف بـ (α-توكوفيرول) هو أحد مضادات الأكسدة القابلة للذوبان في الدهون والتي تعمل على حماية أغشية الخلايا من بيروكسيد الدهون مع تقليل الالتهاب والحفاظ على حاجز الجلد.
من هنا، فتستطيع آلية المزج بين فيتامين ج وفيتامين هـ في توفير تأثيرا تآزريا على صحة الجلد، مما يساعد هذا على زيادة قدرة البشرة في الوقاية من الأشعة فوق البنفسجية والإجهاد التأكسدي.
تبلغ الجرعة المسموح بتناولها من فيتامين ج 500 – 1,000 مجم / يوم وفيتامين هـ 100 – 400 وحدة دولية / يوم حيث ينبغي تناولهما بعد الوجبات لمدة تتراوح من 2-3 أشهر.
إقرأ أيضا: أفضل الزيوت الأساسية لتقليل التجاعيد ومكافحة معالم الشيخوخة
3) الإنزيم المساعد Q10

الإنزيم المساعد Q10
الإنزيم المساعد Q10 هو أحد مكونات سلسلة النقل الإلكترونية للميتوكوندريا، مما يساعد هذا على إنتاج طاقة ATP لخلايا الجلد ويقلل من الإجهاد التأكسدي داخل الخلايا.
على سبيل التوضيح، تنخفض مستويات CoQ10 في الجلد تدريجيا مع التقدم في العمر، مما يترتب على ذلك إضعاف قدرة الجلد على التجدد مما يزيد هذا الأمر من فرص ظهور التجاعيد.
أظهرت العديد من الدراسات أن روتين تناول مكملات CoQ10 عن طريق الفم (50-100 مجم / يوم) أو استخدامه موضعيا 0.3-1٪ يساعد في تقليل التجاعيد الدقيقة حول العينين والفم ويساهم في تحسين نعومة البشرة.
يتم تناول هذه النوعية من المكملات بعد الوجبات الدهنية لزيادة الامتصاص حيث يمكن دمجها مع فيتامين هـ أو السيلينيوم لزيادة الآثار المضادة للأكسدة.
4) أستازانتين

أستازانتين
عند ذكر مكملات أستازانتين، فيجب العلم أنها عبارة عن كاروتينويد طبيعي مستخرج من الطحالب الدقيقة Haematococcus pluvialis، والتي تحتوي على نشاط مضاد للأكسدة أكثر بمقدار 10-100 مرة من فيتامين هـ.
يساعد هذا المكون النشط على حماية ألياف الكولاجين من التدهور الناجم عن الأشعة فوق البنفسجية، ويقلل من الالتهابات ويحد من تلف الحمض النووي لخلايا الجلد.
أظهرت الدراسات السريرية أنه في حال تناول 4-6 مجم / يوم من هذه المكملات لمدة 8 أسابيع، فسوف يساهم هذا الأمر في التقليل من تجاعيد العين، ويزيد من رطوبة البشرة ومرونتها، ويحسن من حالة التصبغات الجلدية ولونها.
ينصح الخبراء بأهمية شرب هذه المكملات مع وجبات تحتوي على شحوم خفيفة لزيادة الامتصاص ومن ثم تحقيق أقصى استفادة للبشرة.
5) حمض الهيالورونيك (HA)

حمض الهيالورونيك (HA)
لحمض الهيالورونيك دور فعال في الحفاظ على نضارة ورطوبة البشرة لكونه جزيء قادر على الاحتفاظ بالماء 1,000 ضعف كتلته.
عند الحصول على مكملات هذا الفيتامين عن طريق الفم خاصة في شكل حمض الهيالورونيك منخفض الوزن الجزيئي <300 كيلو دالتون (كيلودالتون … الوحدة المستخدمة لقياس الكتلة الجزيئية)، فسوف يترتب على هذا تحفيز نشاط الخلايا الليفية على زيادة تخليق حمض الهيالورونيك الداخلي والكولاجين، ومن ثم تتمتع البشرة بحالة أكثر نعومة وصحة.
يتم القيام بشرب مكملات حمض الهيالورونيك بعد الوجبات حيث يمكن الجمع بين الكولاجين أو السيراميد لزيادة تأثير الترطيب وحماية حاجز البشرة.
6) أوميغا 3

أوميغا 3
تساعد مكملات أوميغا 3 وخاصة الأحماض الدهنية غير المشبعة طويلة السلسلة EPA و DHA في الحفاظ على سلامة غشاء الخلية وتقليل فقدان الماء عبر الجلد.
إلى جانب هذا، فتعمل هذه النوعية من المكملات على الحد من الالتهابات والإجهاد التأكسدي، مما يقلل هذا من الأضرار التي تسببها الأشعة فوق البنفسجية ، والتي تساهم في الشيخوخة المبكرة.
قد أثبتت بعض الدراسات أنه في حال تناول مكملات أوميغا 3 بجرعات تتراوح من 500 إلى 1,000 ملغ من الـ EPA + DHA / يوم على مدار 12 أسبوع، فسوف يعمل هذا الأمر على زيادة رطوبة الجسم ويقلل من الحساسية ويحسن من مرونة الجلد.
أما فيما يخص طريقة تناول مكملات أوميغا 3 ، فينصح بأن يتم تناولها بعد الوجبات الغذائية ويجب أن تكون من النوعية النقية والصحية.
