يمكن أن يؤدي مرض السكري خاصة إذا لم يتم علاجه في الوقت المناسب، إلى حدوث العديد من المضاعفات الصحية الخطيرة، والأزمات المرضية الغير محمود عقباها على الإطلاق. من أهم هذه المضاعفات يمكننا أن نقوم بذكر الفشل الكلوي الناتج عن السكري حيث تعد هذه الحالة المرضية هي أحد أكثر المضاعفات شيوعا والمتوقع حدوثها، ومن ثم فقد قررنا أن نتعرف اليوم على ما هي أهم المضاعفات الكلوية التي من الوارد أن يتعرض لها مرضى السكري بشكل أو بآخر؟.
صحة الكلى لدى مرضى السكري
صحة الكلى لدى مرضى السكري
مع مرضى السكري، غالبا ما تكون الكلى مرهقة بسبب ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم، مما يؤدي هذا إلى تدفق الدم إلى الكلى بشكل أكبر من المعتاد.
بالإضافة إلى ذلك، ومع ارتفاع نسبة السكر في الدم، فمن الوارد أن يتم إنتاج العديد من المؤكسدات التي تسبب تلفا للشعيرات الدموية الكبيبية، بالإضافة إلى أنه بعد التعرض لعملية طويلة من الإرهاق، فسوف يتم تدمير نظام الترشيح ببطء، وتتوسع فتحات المرشح على نطاق أوسع، مما يتسبب هذا الأمر في هروب المزيد من البروتين.
الجدير بالذكر، أنه إذا لم يتم اكتشاف هذه الحالة المرضية وعلاجها في الوقت المناسب ، فسوف تنخفض وظائف الكلى، وتباعا سوف يقوم هذا العضو بفقدان وظيفته تماما أما فيما يخص المراحل المتأخرة من الفشل الكلوي، فسوف يزداد تركيز اليوريا والكرياتينين في الدم، مما يترتب على ذلك تعرض المريض للعديد من التهديدات الصحية.
إقرأ أيضا: نصائح هامة لمرضى السكري مع حلول فصل الصيف
مظاهر مضاعفات الفشل الكلوي لدى مرضى السكري
مظاهر مضاعفات الفشل الكلوي لدى مرضى السكري
في المراحل المبكرة، عادة ما لا يكون لمضاعفات الفشل الكلوي السكري أعراض محددة ولكن يمكننا الإستدلال على هذه الحالة قدر الإمكان من خلال الأعراض الآتية:
– فقدان الشهية: يؤدي ارتفاع تركيز اليوريا في الدم إلى فقدان المريض لشهيته ومن ثم المعاناة من رائحة الفم الكريهة.
– ضيق التنفس: يظهر هذا العرض بسبب احتباس السوائل في الرئتين أو فقر الدم، مما يتسبب هذا الأمر في نقص خلايا الدم الحمراء لنقل الأكسجين.
– الغثيان والقيء وحكة الجلد: تبدو هذه الأعراض المرضية واضحة بسبب معاناة الكلى من ضعف في العمل، مما ينتج على هذا تراكم الفضلات في الدم.
– الوذمة: الحديث هنا ينطبق على الوذمة المعممة، بالإضافة إلى إمكانية ظهور البشرة البيضاء شاحبة بسبب انخفاض الترشيح الكبيبي، مما يسبب هذا الأمر في احتباس الماء والملح.
– فقر الدم: تحدث هذه الحالة المرضية لأن الكلى لا تقوم بإنتاج ما يكفي من الإريثروبويتين وهو الهرمون الذي يقوم بإنتاج خلايا الدم الحمراء، ومن ثم يشعر المريض بالتعب والدوار.
من الهام معرفة، أنه مع تقدم هذه الحالة المرضية، فسوف يكون مستوى البروتين في الدم منخفضا جدا لأنه يتسرب من البول، مما يؤدي ذلك إلى عدم القدرة على الاحتفاظ بالسوائل في الأوعية الدموية.
في تسلسل الحالة المرضية، فسوف يصاب المريض بالمتلازمة الكلوية وقد يتطور إلى الفشل الكلوي الحاد حيث قد يكون هذا الأمر مصحوبا بوذمة جهازية شديدة أو استسقاء أو انصباب جنبي أو تاموري أما فيما يخص آلية العلاج، فقد يحتاج المريض إلى غسيل الكلى لإزالة السموم.
بالإضافة إلى الأعراض السريرية، فسوف يقوم الأطباء باستخدام نتائج اختبار البول أو الدم للكشف عن مضاعفات الكلى، وإذا لم تكن هذه الاختبارات كافية لإجراء تشخيص نهائي، فيمكن استخدام خزعة الكلى كإجراء تشخيصي.
طرق الوقاية من مضاعفات الفشل الكلوي لدى مرضى السكري
طرق الوقاية من مضاعفات الفشل الكلوي لدى مرضى السكري
عند الرغبة في الحد من مضاعفات الفشل الكلوي بشكل فعال، فمن الضروري أن يتم الامتثال لجدول الفحص الروتيني والفحص المبكر للفشل الكلوي، واتخاذ تدابير التدخل بمجرد ظهور مظاهر غير طبيعية.
تتمثل هذه التدابير فيما يلي:
1) التحكم في نسبة الجلوكوز في الدم: يتمثل العامل الأول الهام والرئيسي في أنظمة الوقاية من هذه الأزمة الصحية هنا هو ضرورة التحكم في معدلات السكر داخل الجسم وهذا لأن مرضى السكري الذين يعانون من الفشل الكلوي يواجهون صعوبة شديدة في التحكم بنسبة السكر في الدم أكثر من الأشخاص الذين لا يعانون من مضاعفات.
2) التحكم في ضغط الدم: يزيد ارتفاع ضغط الدم من الضغط على القلب وجدران الأوعية الدموية، مما يتسبب هذا الأمر بكل سهولة في حدوث الشكوى من أمراض القلب والأوعية الدموية وتفاقم الفشل الكلوي.
3) اتباع الأنظمة الغذائية السليمة: عند الرغبة في اتباع أنظمة غذائية داعمة لصحة الكلى لدى مرضى السكري، فيجب العمل على ضبط آلية تناول البروتين، والإستعانة دائما بالأطعمة الخفيفة، وتقليل الملح ، وزيادة تناول الخضروات والفواكه، والحد من الدهون، والأطعمة المقلية، والوجبات السريعة ، والبعد تماما عن تناول المشروبات الكحولية والتبغ والمنشطات.
4) ممارسة الرياضة بشكل صحيح: يجب على مرضى السكري ممارسة الرياضة بلطف وبشكل دوري منتظم للتخلص من السموم الداخلية قدر الإمكان
5) إدارة التوتر والقلق: بشكل رئيسي، يجب المحافظة على استرخاء العقل والتحكم في التوتر لدعم العلاج الفعال.
6) المراقبة الدورية لوظائف الكلى: يحتاج مرضى السكري الذين يعانون من الفشل الكلوي المزمن في المرحلة 1-2 إلى اختبار وظائف الكلى كل 6 أشهر أما فيما يخص المراحل 3-5 فينبغي أن تتم الفحوصات كل 3 أشهر على أقصى تقدير.