إنه ليس حريقا أشعلته النيران،بل أن ضغوط العمل هي ما أطلقت الشرارة الأولى لحدوثه، أي أنه من نوع خاص حيث يجمع بين الضغوطات الناجمة عن المسئولية الجسيمة التي سببها ضغط العمل الوظيفي بشكل مستمر ,وطول الساعات التي يتم استغراقها في إنجاز المهام المكتبية،وكل ذلك يجعل الأفراد أكثر عرضة لما يطلق عليه «الإحتراق النفسي» والذي ينتج عنه كثيراً من المضاعفات الجسدية والنفسية،ليصبح الشخص في دائرة من الصراع مابين الأسرة ،ومتطلبات الأبناء وبين أن يحترق ذاتيا ,ولكن تلك المرة لا توجد أعواد ثقاب فالأعباء الوظيفية قد تثاقلت حتى تحولت إلى بركان ثائر بداخل الشخص الذي آثر أن يقوم هو بدور الضحية ,خاصة في ظل تجاهل البحث عن طرق لإخماد هذا الحريق الداخلي.. وسوف نقدم من خلال مقالنا التالي كل مايتعلق بمتلازمة الإحتراق النفسي .
ماالمقصود بمتلازمة الإحتراق النفسي ؟
عندما يتعرض الشخص لتأثير 3 أنواع معاً من الإجهاد، مابين النفسي والجسدي والثالث الذي يؤثر على مشاعره العاطفية، عندئذ لابد من الوقوف للحظة مع الذات للنظر فيما يمكن فعله لإستعادة الشغف المفقود الذي جعل الروح تنهار بشكل تدريجي, وبما أن كل مفاهيم الطب النفسي لها تعريف يعبر عن ماهيتها فإن مصطلح الإحتراق النفسي أحد أبرز الحالات التي تجمع بين الشعور بالإرهاق البدني الحاد وعلامات التعب المفرط وكلاهما يشكلان نتاجا لكثافة الضغوط التي تكاثرت على كاهل الشخص سواء كانت نابعة من ظروف العمل أو الحياة اليومية، لذلك فإنه توجد سلسلة من الأعراض التي تظهر على الجسد، وتتأثر بها الجوانب العاطفية والسلوكية، وبالتالي تنعكس بشكل سلبي على صحتك العامة، ومستويات الإنتاجية.
الأسباب الشائعة للإحتراق النفسي
تتعدد الأسباب التي يمكن أن تنتهي بالشخص للمعاناة من الإحتراق النفسي الذاتي الذي لايحتاج إلى أعواد الكبريت لكي يشتعل ويتم رصدها على النحو التالي :
- كثافة التعرض المتواصل للضغوط بما يمثل ثقلا على نفسية الفرد,ويؤدي إلى جعلها أكثر سوءا وتتعدد أنواعها مابين ضغوط العمل الوظيفي, أو أعباء الدراسة, ويتضمن ذلك أيضا العلاقات الشخصية للمرء .
- فقدان قواعد التوازن التي ينبغي أن تتحقق بين ظروف العمل والحياة الخاصة : أي الإفتقار إلى عوامل الوسطية بحيث يأتي طرف على حساب الآخر، ويتم علاج ذلك من خلال مراعاة الحصول على قسط كافي من النوم والإسترخاء أو إتاحة الوقت الكافي للإستمتاع ببعض الأنشطة الترفيهية، لذلك فإن غياب تحقيق التوازن سوف يؤدي بالمقابل إلى زيادة مخاطر الإصابة بالإحتراق النفسي .
- الإفتقار إلى الدعم والمساندة الإجتماعية من قبل مجموعات الدعم : وقد يصنع هذا الأمر فارقا في التقليل من شدة الضغط النفسي, ومكافحة الإجهاد المزمن.
- تفاقم خطر الإصابة بالإضطرابات النفسية, والتي تشمل اضطراب القلب, والإكتئاب الحاد
اقرأ أيضا 7 علامات تحذيرية تكشف عن عدم الاستقرار النفسي
الأعراض الرئيسية للإحتراق النفسي
بما أن الإحتراق النفسي يشمل ثلاث زوايا من التأثر فإن أعراضه تتضمن أنواع مختلفة من التأثيرات
العلامات الجسدية للإحتراق الجسدي تشمل :
- الشعور بصداع الرأس المؤلم
- التشنجات العضلية
- صعوبات النوم والأرق الليلي
- اضطرابات هضمية تؤثر على صحة المعدة
تتضمن الأعراض العاطفية مايلي :
- سيطرة مشاعر الإرهاق والتعب
- فقدان الشغف بآداء الأعمال المكتبية والدراسية
- قلة مستويات الإنتاجية والتأثير على الآداء الجيد للأفراد في العمل
- الإحساس بالضيق الشديد وارتفاع مستويات القلق
- تفاقم الشعور بالإكتئاب الحاد
أما عن الأعراض السلوكية للإحتراق النفسي فتشمل :
- إنعدام خطوط التفاعل وأنماط التواصل الجيد مع الآخرين نتيجة لعدم وجود رغبة
- عدم الإستمرار في العلاقات الإحتماعية
- الإدمان على التدخين أو تناول المشروبات الكحولية
طرق علاجية فعالة من الاحتراق النفسي
أما عن الإختبارات التشخيصية التي يمكن الإستعانة بها لتحديد الإصابة بإضطراب الإحتراق النفسي, فإن ذلك يتوقف على وضع تقييمات لمجموعة الأعراض الجسدية, والعاطفية, والسلوكية التي يعاني منها الأشخاص, وفي الوقت نفسه استبعاد أي حالات طبية ونفسية أخرى قد تكون محل احتمال.
من الجدير بالذكر معرفة أن الخيارات العلاجية للإحتراق النفسي تتوقف في الأساس على درجة حدة الأعراض والسبب الرئيسي للإصابة وتتضمن خطة العلاج مايلي:
- الحصول على قسط كافي من الراحة: حيث من الممكن أن تساهم التقنيات المعززة للإسترخاء وخاصة تمارين اليوجا والتأمل في الهواء الطلق في تخفيف المستويات العالية من التوتر والضغوط الواقعة على كاهل المرء
- أساليب الدعم الاجتماعي: تعد عنصر هام وضروري لايمكن التغلب على الإحتراق النفسي الداخلي بدونه حيث يحتاج كل فرد إلى مد يد العون والمساندة النفسية إليه من قبل جماعات العائلة,والأصدقاء للتقليل من مدى الضغوط المكثفة على النفسية
- التغيرات في الأنماط الحياتية: تشمل التعديلات التي يجب إدخالها على أسلوب الحياة اليومي الحصول على ساعات من النوم الصحي, مع إتباع النظام الغذائي المتوازن,وجعل جدولك اليومي لايخلو من ممارسة الرياضة .
- لاتنسي حضور الجلسات النفسية التي تعزز من قوتك العقلية وتمكنك من مكافحة كافة الإضطرابات العاطفية والنفسية التي تعد من العوامل المسببة لتحفيز الإصابة بالإحتراق النفسي
- يجب أن يكون لكل شخص هواية يستثمر فيها كامل طاقته بما يساعد في تحقيق معادلة التوازن الحياتية وتخفيف مقدار الضغوط الناجمة عن المواقف اليومية