لدينا قائمة متنوعة من مشاكل العظام والعضلات التي تتعرض لضغط وإرهاق مكثف يترك تأثيره على قدرات الشخص الحركية حتى أن الامر قد يصبح أكثر من مجرد حالة تعوق الحركة وينضم إلى نوعية الإضطرابات العصبيية الأمر الذي أفرز لنا نوع من المتلازمات المؤثرة على العضلات والتي تعرف( بمتلازمة الشخص المتيبس), والتي تتسم بالتصلب والجمود في الساقين والظهر ويحدث هذا بشكل تدريجي ويعاني على أثرها الشخص من تقلصات عضلية .. وسوف نقدم من خلال مقالنا التالي كل مايتعلق بمتلازمة الشخص المتيبس .
حول متلازمة الشخص المتيبس
حول متلازمة الشخص المتيبس
مع صدور البطاقة التعريفية الخاصة بتلك المتلازمة المعبرة عن اضطراب ذو طبيعة عصبية لاينتمي إلى نوعية الحالات الشائعة حيث أنه نادرا مايحدث ويتم تصنيفه ضمن أمراض المناعة الذاتية المسببة لتشنجات ممزوجة بالألم في العضلات وتنتشر بين فئات النساء بصورة أكبر مقارنة بالرجال
تترك تلك المتلازمة نوعا من المعوقات الحركية أمام الشخص مما يؤثر على قدرته على المشي بسهولة إلى الدرجة التي تمثل حائلا أمام ممارسة الأنشطة الروتينية اليومية , وفي العادة تكون أعراض المتلازمة أكثر عرضة للدخول في منحنى من التطور التدريجي وبمعدلات بطيئة
أسباب حدوث المتلازمة
اضطرابات المناعة الذاتية
يرتبط حدوث هذا الإضطراب بقيام جهاز المناعة بشن هجوم على نوع معين من الإنزيمات الموجودة في الجهاز العصبي والذي يطلق عليه إنزيم ديكاربوكسيلاز حمض الجلوتاميك وذلك عن طريق الخطأ , ومن الجدير بالذكر معرفة أن مهمة هذا الإنزيم تتمثل في تصنيع بروتين معين ممثلا في حمض جاما أمينوبوتيريك والذي يقدم دور حيوي في إطار التحكم في مرونة وسلاسة الحركة العضلية .
حتى الوقت الحالي, لم تتم بناء صورة كاملة ودقيقة تصف أسباب متلازمة الشخص المتيبس, إلا أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ طبي للإصابة بأنواع أخرى من اضطرابات المناعة الذاتية يكونوا أكثر عرضة لخطر الإصابة مقارنة بغيرهم مثل :
- البهاق وهو خلل مناعي يظهر أثره في صورة بقع جلديه تبدو وكأن الجلد قد فقد لونه بسبب هجوم الجهاز المناعي على الخلايا الصباغية المسئولة عن عملية إنتاج صبغة الميلانين
- داء السكري من النوع الأول.
- التهاب وتورم الغدة الدرقية والذي يكون ناتجا عن عدوى فيروسية أو بكتيرية
- فقر الدم الخبيث وهو خلل يؤثر على إنتاجية خلايا الدم الحمراء بالقدر الكافي
- الداء البطني أو السيلياك: من أنواع الإضطرابات الهضمية ذات التأثيرات المزمنة والتي تقوم على صدور استجابة مناعية شديدة تجاه بروتين الغلوتين والذي يتواجد في أنواع معينة من الأطعمة وعادة مايصاحبه ظهور أعراض مابين الإسهال , والمغص البطني المؤلم مع الشعور بالرغبة في التقيؤ والشعور بالغثيان
الأعراض الشائعة لمتلازمة الشخص المتيبس
لايوجد سن معين يمكن أن يصاب بهذا النوع من المتلازمات فالأمر لايقتصر على مرحلة عمرية بعينها بل يشمل فئات عمرية مختلفة , إلا أنه غالبا ماتنطلق الأعراض في الظهور فيما يتراوح بين 30 إلى 60 عاما ومن أبرزها:
1-تضخم العضلات وتصلبها
تضخم العضلات وتصلبها
حيث تصبح عضلات الجذع متصلبة ومتيبسة في البداية ثم تشهد حالة من التطور التدريجي وصولا إلى الأطراف وهذا مايخلف صعوبات حركية تمنع المشي , وقد تظهر علامة أخرى شائعة ممثلة في كبر حجم العضلات , وقد يظهر التصلب بشكل ملحوظ ثم يزول مع انطلاق مراحل المرض المبكرة , إلا أنه في المرحلة الأكثر تقدما فإنه عادة مايكون الجمود العضلي دائما ويتفاقم الوضع الصحي بمرور الوقت ليصبح أسوأ , ويمكن أن ينتقل تأثير تييبس العضلات إلى مناطق أخرى من الجسم مع تحوله لشكل آخر من التطور ليصيب عضلات الوجه خاصة المسئولة عن مضغ الأطعمة أو المتحكمة في قدرات التحدث
اقرأ أيضا الساركوبينيا .. عندما يعاني كبار السن من شيخوخة العضلات
2-التشنج العضلي
التشنج العضلي
يشكو المصابون أيضا من علامة أخرى تظهر في صورة تقلصات في البناء العضلي من النوع الشديد,والمسببة لألم حاد في أطراف الذراعين والساقين , وقد يصل الأمر إلى ماهو أشد خطورة والتي تؤدي إلى زيادة فرص حدوث كسور في العظام أو خلع مفصلي ,أما عن مصدر نوبات التشنج فقد تتم بطريقة عشوائية في صورة نوبات أو استجابة لأنواع من المثيرات مثل الضوضاء الصاخبة ، أو البرد القارس، أو اللمس، أو الوقوع تحت ضغط عصبي مكثف، ويمكن أن تستغرق هذه التقلصات عدة ساعات أو لحين زوال المحفز المحرك لتستعيد العضلات وضعية الإسترخاء بشكل تدريجي
3- صعوبات في وضع الجسم
تقوس الظهر
هذا الوضع المستقيم الذي يكون عليه الشخص الطبيعي سوف يتأثر سلبا ويشهد تغيرات بسبب مشكلة التصلب العضلي مسببا تقوس الظهر ليبدو منحنيا
4- المعاناة من صعوبات حركية أو خطر السقوط
هؤلاء الأشخاص المصابون بتلك المتلازمة معرضون لمواجهة صعوبات تؤثر على قدرات المشي لديهم حتى أن الحركة تصبح مقيدة وتلك النتيجة طبيعية تماما بسبب تأثير عوامل التشنج حتى أن إصابات السقوط في وضع الوقوف أو المشي تصبح أمرا محتملا
5-ضيق التنفس
في بعض الحالات نادرة الحدوث يمكن أن ينتقل الضرر للتأثير على عضلات الجهاز التنفسي مسببا أزمات تنفسية مهددة للحياة
الأعراض النفسية لمتلازمة الشخص المتيبس
بالإضافة إلى الأعراض الجسدية يمكن توقع ظهور بعض الأعراض النفسية والتي تشمل
- سيطرة مشاعر اضطراب الخوف والقلق من مواجهة احراج ظهور التشنجات في الأماكن العامة وسط تجمعات الأشخاص
- التوتر الدائم والوقوع في حالة من الوسواس والرهاب من المثيرات المحفزة للتقلصات العضلية
- المعاناة من الإكتئاب الشديد
علاج متلازمة الشخص المتيبس
علاج متلازمة الشخص المتيبس
بالنسبة لمرحلة العلاج المتبعة مع هذا النوع من الإضطرابات فإنه لم يتم التوصل لطريقة علاجية نهائية إلا ان هناك بعض التدابير للسيطرة على شدة الأعراض وتأخير التقدم السريع للمرض ومن أبرز الخيارات المتبعة
- يمكن أن يتجه الطبيب المختص إلى وصف واحدا أو أكثر من العقاقير الدوائية لتخفيف العضلات المتشنجة
- مضادات التشنجات ومن أمثلتها الجابابنتين
- الأدوية المرخية للعضلات المتصلبة ومن أبرزها الباكلوفين
- مضادات نوبات الإختلاج ، مثل البريجابالين
- يمكن أن يجد الطبيب أن الحالة تستدعي وصف أدوية ذات تأثير مثبط للمناعة لتقليل إزعاج الأعراض والحد من التفاعلات التحسسية ومن أبرزها الريتوكسيماب والذي يندرج ضمن روتين العلاج المستخدم في اضطرابات المناعة الذاتية