لاينبغي التركيز على مرحلة عمرية معينة , وإهمال بقية المراحل الحياتية التي يمر بها جميع البشر حيث تعد الحياة بمثابة رحلة بيولوجية , من غير المعقول أن يظل فيها الطفل صغيرا أو الشاب يافعا هكذا , حيث أن التقدم فيه العمر يجلب معه كثيرا من التغيرات التي لاتقتصر على خطوط التجاعيد أو الشعر الأبيض, أو انحناءة الظهركعلامات على بلوغ المشيب بل أن القدرات السمعية والبصرية والإدراكية سوف تشهد ضعفا وتراجعا , وربما لايتذكر الشخص المسن الأحداث والأشخاص نتيجة التغيرات التي تطرأ على الدماغ مع التقدم في العمر وحالة التدهور التي تؤثر على خلايا المخ وخاصة الجزء المسئول عن الذاكرة , وقد تم الكشف عن معاناة العديد من مرضى الزهايمر , والخرف من تلك الظاهرة النفسية المسماة ( متلازمة غروب الشمس ) الذي سنذكر كل المعلومات المتعلقة بها من خلال السطور التالية
ماالمقصود بمتلازمة غروب الشمس ؟

متلازمة غروب الشمس
بالنسبة للحالة النفسية للمرضى الذين يعانون من الزهايمر الذي تنتمي إلى نوعية أمراض التدهور الإدراكي فإننا لابد أن نذكر متلازمة غروب الشمس أو كما تعرف بالصن داون والمسببة لإضطرابات مزاجية واكتئاب شديد يسيطر على المريض في وقت المساء جالبا معه تأثيرات سلبية تندلع مع غياب أشعة الشمس ليسود الغروب , وتلك الأجواء تضع المريض في نفسية سيئة مسببة نوع من المعاناة الكبرى سواء للمريض أو لأفراد أسرته المقربين والقائمين بالرعاية
ويجب الإشارة إلى أن هذا الإضطراب النفسي لايمكن أن نطلق عليه مرضا قائما بذاته , بل يجمع بين عدة أعراض مرضية تبلغ ذروتها في أوقات محددة من اليوم ولاسيما وقت المساء , وتحديدا في المراحل المتوسطة والمتأخرة من هذ المرض المسبب لانتكاسة إدراكية
وتؤكد الإحصاءات على وصول نسبة تقدر بحوالي 20% من مصابي مرض الزهايمر والذي يؤدي إلى تدني في وظائف الإدراك ,حيث تسود السلوكيات غير المنطقية الغريبة والمشاعر الإضطرابية التي ترتفع خلالها مستويات القلق والتوتر مع تضاؤل الضوء تزامنا مع نهاية اليوم , حيث يكون الضوء البخافت هو الفيصل في جعل الأعراض أكثر سوءا بينما تشهد تحسنا في الصباح
أعراض متلازمة الغروب

أعراض متلازمة الغروب
في البداية يجب على القائم بالرعاية أن يكون أكثر إلماما وعلى قدر كافي من الوعي بالعلامات التحذيرية التي يمكن أن يستدل من خلالها على الإصابة بمتلازمة غروب الشمس , وتتضمن الأعراض مايلي:
- سيطرة الشعور بالقلق والإنزعاج
- صعوبات النوم والأرق الليلي
- العصبية المفرطة وسرعة الإنفعال
- التشوش والإرتباك الذهني
- ارتفاع طبقات الصوت الصاخبة
- الهلاوس السمعية والبصرية أي رؤية وسماع أصوات غير واقعية
- عدم وضوح التفكير وفقدان القدرة على معرفة مواقع الأماكن وإمكانية تمييزها إلى جانب صعوبات تذكر الأشخاص
- الإفتقار إلى القدرة على تمييز الوقت
- المعاناة من رؤية هلاوس وهمية
- الشتات الذهني والفكري وعدم منطقية لغة الحوار
- ملاحظة تغيرات سلوكية مفاجئة لدى البعض
- تبني السلوكيات العدوانية وارتفاع حدة الصراخ
- خلل في السلوكيات الحركية خاصة في فترات المساء
- غلبة النعاس في فترات النهار وصعوبات النوم ليلا
اقرأ أيضا 5 عادات يجب تجنبها بعد الساعة الخامسة مساءا للوقاية من الزهايمر
الأسباب المحتملة لمتلازمة غروب الشمس

الأسباب المحتملة لمتلازمة غروب الشمس
لم يتوصل معظم الأطباء إلى السبب الجذري الكامن وراء حدوث متلازمة غروب الشمس , إلا أن الإعتقاد السائد الأكثر شيوعا هو المتعلق بمظاهر التغيرات التي تصيب دماغ الأشخاص الذين يعانون من الزهايمر الذي يعد شكل من أشكال الخرف, وقد يترك ذلك تأثيره على إيقاع الساعة البيولوجية الداخلية في الجسم , حيث يشهد جزء الدماغ المسئول عن إشارات دالة على النوم والإستيقاظ نوعا من التفكك وهذا مايقود إلى المعاناة من متلازمة الغروب
ويشكو معظم المصابين بمتلازمة الصن داون من زيادة الشعور بالتعب الشديد أو الجوع المفرط إلى جانب الرغبة الملحة في استهلاك الماء نتيجة الإحساس بالعطش , كما ينتاب المرضى مشاعر اليأس والإحباط ,كما يتخللها شعور بالألم واضطرابات النوم , ويجب أن نشير إلى أن ظروف البيئة المحيطة يمكن أن تحفز ظهور بعض الأعراض
- خفوت مصادر الإضاءة وشيوع الظلال في أرجاء المنزل وهذا مايؤدي إلى مزيد من التوتر والإرتباك والمخاوف
- ظهور مشكلات في جعل مشاهد الأحلام منفصلة عن الواقع وهذا مايزيد من التشتت
حلول عملية لمساعدة مصابي الزهايمر على التكيف

حلول عملية لمساعدة مصابي الزهايمر على التكيف
- بعض المرضى يحتاجون لإدخال بعض التغيرات الطفيفة والبسيطة لمساعدة المرضى على تجاوز متلازمة الغروب
- لابد من فلترة الأنماط الحياتية أو العادات اليومية المتبعة والمرتبطة بتحفيز حدوث الإصابة بمتلازمة الغروب وذلك تفاديا للمحفزات التي تزيد من خطر الإصابة
- الإلتزام بروتين يومي ثابت خاص بالمرضى , على أن يتضمن جدولة مواعيد منتظمة للإستيقاظ , وتناول وجبات النوم , والحصول على قسط كافي من النوم علاوة على ممارسة الأنشطة الرياضية بإنتظام , على أن تكون رياضة المشي في مقدمة اليوم , مع تخصيص مواعيد النزهات والزيارات , وضرورة الحرص على اتباع ممارسات العناية الشخصية بالإستحمام في وقت معين من اليوم ويفضل أن يكون في الليل لإضفاء شعور بأن المرضى في أفضل حال
- تقليل أو تفادي الأنشطة المؤثرة على أنماط النوم الجيدة
- تقديم الحلوى ومشروبات الكافيين في ساعات الصباح فقط , ثم تقديم المأكولات والمشروبات الصحية في وقت لاحق من اليوم
- الإستفادة من وجبة غداء رئيسية كبيرة متكاملة العناصر مع اختزال وجبة المساء إلى أجزاء أصغر
- يفضل عدم حصول المرضى على قيلولة في منتصف النهار حتى لاتؤثر على نومهم ليلا وتصيبهم بالأرق أما إذا استدعت الحاجة إلى أخذها فمن الأفضل أن تكون قصيرة في فترة مبكرة من اليوم
- المحافظة على هدوء وسكون المنزل في المساء
- القضاء على العوامل المثيرة لمتلازمة غروب الشمس من خلال إغلاق الستائر , وتشغيل الأضواء
