يعد مرض الالتهاب الرئوي هو أحد أهم الأمراض الخطيرة التي من الشائع أن يصيب كبار السن أثناء تغير الفصول، مما قد يترتب على هذا الأمر تعرض أصحاب هذه الفئة العمرية إلى المعاناة من بعض المضاعفات الصحية الخطيرة. لذا، فينصح الخبراء بأهمية التعرف على هذه الحالة المرضية باكرا، لمحاولة إحتوائها والتعامل معها بمزيد من السلامة الطبية. بشكل أكثر توضيحا، قررنا أن نقوم اليوم بالتعرف على أسباب تعرض كبار السن لمرض الالتهاب الرئوي، وما هي أهم أعراضه ومضاعفاته وطرق العلاج المناسبة له؟.
كبار السن والالتهاب الرئوي
كبار السن والالتهاب الرئوي
مع تحول الطقس من الربيع إلى الصيف، ومع حدوث بعض التغيرات المفاجئة في درجة الحرارة والرطوبة والضغط الجوي، فسوف تكون صحة كبار السن معرضة لبعض التأثيرات الصحية الخطيرة.
من بين هذه التأثيرات الشائعة، يمكننا أن نقوم بذكر مرض الالتهاب الرئوي أحد أكبر المخاطر الصحية الذي من الوارد أن يصيب أصحاب هذه الفئة العمرية، ومن ثم قد يتسبب في حدوث العديد من المضاعفات الخطيرة خاصة إذا لم يتم اكتشافه وعلاجه في الوقت المناسب.
أسباب اصابة كبار السن بالالتهاب الرئوي
أسباب اصابة كبار السن بالالتهاب الرئوي
عند الحديث عن مرض الالتهاب الرئوي، فيجب العلم أنه عبارة عن عدوى تصيب إحدى الرئتين أو كليهما عندما تغزو البكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات الحويصلات الهوائية، وتقوم بدعم عملية إمتلائها بالإفرازات أو القيح، ومن ثم تتداخل مع تبادل الغازات.
الجدير بالذكر، أنه من الوارد أن تحدث هذه الحالة المرضية مع كبار السن بسبب العديد من العوامل المحددة والتي من الوارد أن تتمثل في الآتي:
1) إنخفاض كفاءة الجهاز المناعي لدى كبار السن مع التقدم في العمر، فعلى سبيل التوضيح تقوم الشيخوخة الطبيعية بالتسبب في جعل الجسم يواجه صعوبة كبيرة في مقاومة غزو مسببات الأمراض. بالإضافة إلى أن بعض الأمراض المزمنة الشائعة لأصحاب هذه الفئة العمرية مثل ارتفاع ضغط الدم أو السكري أو مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) أو الفشل الكلوي تزيد من إضعاف المقاومة بشكل ملحوظ.
2) التواجد في البيئات الملوثة وممارسة عادات التدخين السيئة والتعرض للضباب الدخاني فضلا عن التغيرات المفاجئة في الطقس خلال المواسم المختلفة، فمن الهام معرفة أن جميع هذه العوامل تقوم بخلق ظروفا مواتية لمسببات الأمراض التي من المتوقع مهاجمتها للجهاز التنفسي.
بوجه عام، تشمل المحفزات الشائعة لحدوث المعاناة من ازمة الالتهاب الرئوي لدى كبار السن العديد من الأسباب مثل البكتيريا (خاصة المكورات الرئوية) وفيروسات الأنفلونزا والفيروسات المخلوية التنفسية وبعض الفطريات.
أعراض اصابة كبار السن بالالتهاب الرئوي
أعراض اصابة كبار السن بالالتهاب الرئوي
يأتي الأمر هنا معاكسا للشباب على الإطلاق، فعلى سبيل التوضيح قد لا تكون أعراض الالتهاب الرئوي لدى كبار السن واضحة، مما يترتب على هذا الأمر جعل آلية التعرف على هذه الحالة المرضية في أوقات مبكرة من الأمور الصعبة جدا.
من الوارد في هذه الأوقات، أن يعاني المريض من سعال خفيف فقط، وأحيانا سعال جاف أو بلغم، بالإضافة إلى إمكانية التعرض للحمى البسيطة جدا والغير مقلقة على الإطلاق.
من الأعراض المهمة الأخرى التي من الوارد تعرض كبار السن لها عند الإصابة بالالتهاب الرئوي، يمكننا أن نذكر ضيق التنفس والتنفس السريع والضحل الذي يكون مصحوبا بشعور بالضيق في الصدر.
إلى جانب هذا، فقد يشعر المريض أيضا بالتعب أكثر من المعتاد، وحدوث المعاناة من فقدان الشهية والضعف، ومع بعض الحالات خاصة مع الأشخاص المصابين بأمراض عصبية كامنة، يمكن أن يتسبب الالتهاب الرئوي في حدوث حالة من الارتباك والتغيرات المعرفية حيث تعد هذه الأعراض هامة ويسهل التغاضي عنها.
بسبب المظاهر السريرية غير النمطية السابق ذكرها، فيمكن أن يتم الخلط بسهولة بين الالتهاب الرئوي عند كبار السن والأمراض الشائعة الأخرى مثل الأنفلونزا أو التهاب الشعب الهوائية أو التعرض ببساطة لإجهاد الطقس.
مضاعفات الالتهاب الرئوي الخطيرة عند كبار السن
مضاعفات الالتهاب الرئوي الخطيرة عند كبار السن
يمكن أن يتطور الالتهاب الرئوي لدى كبار السن بشكل خطير خاصة إذا لم يتم تشخيصه وعلاجه بشكل صحيح، فعلى سبيل التوضيح تتمثل هذه المضاعفات في الآتي:
- فشل عمل الجهاز التنفسي بشكل صحيح وهذا بسبب عدم قدرة الرئتان على تبادل الأكسجين بكفاءة، مما يتطلب هذا الوضع المرضي قيام كبار السن بتلقي الدعم عن طريق استخدام جهاز التنفس الصناعي.
- الانصباب الجنبي، وتراكم السوائل في التجويف الجنبي، مما يترتب على هذا الامر جعل التنفس في حالته الأكثر صعوبة.
- في حال إنتشار بؤر الالتهاب وتشكل الصديد، فقد يصاب المريض بخراج الرئة، وهي حالة مرضية خطيرة تتطلب تدخلا طبيا قويا. والأخطر من ذلك، أن البكتيريا الناتجة عن الالتهاب الرئوي يمكن أن تدخل مجرى الدم، مما يتسبب هذا الأمر في حدوث تعفن الدم وفشل الأعضاء المتعددة حتى قد يصل الأمر إلى الوفاة.
طرق علاج كبار السن من الالتهاب الرئوي
طرق علاج كبار السن من الالتهاب الرئوي
تحتاج أنماط علاج الالتهاب الرئوي لدى كبار السن إلى الفردية والعمل على إدارة الوضع المرضي بقوة، فمن الهام معرفة أنه اعتمادا على شدة المرض والحالة العامة، قد يقوم الطبيب بوصف المضادات الحيوية (إذا كانت بكتيرية) أو مضادات الفيروسات أو مضادات الفطريات، على التوالي، وتباعا يجب اتباع استخدام الدواء بدقة وفقا للإرشاد الطبي مع أهمية عدم التوقف عن تناول الدواء بشكل تعسفي على الرغم من أن تحسن الحالة المرضية وتحسن الأعراض.
إلى جانب العلاج بالعقاقير، فتعد الرعاية الغذائية في هذه الآونة عاملا مهما للغاية حيث يحتاج المرضى إلى تلقي الترطيب الكافي لتخفيف البلغم ودعم التنفس مع أهمية الحفاظ على نظام غذائي مغذي مدعم بفيتامين C والبروتين لمساعدة الجسم على التعافي بسرعة.
يجب أيضا أن تكون البيئة المعيشية للمرضى نظيفة وجيدة التهوية وبعيدا عن الدخان ومصادر العدوى حيث قد يحتاج مقدمو الرعاية في هذه الأوقات إلى مراقبة العلامات غير الطبيعية عن كثب، وخاصة معدل التنفس واليقظة وإخراج البول اليومي، وهذا للكشف عن أي مظاهر للتدهور الصحي.
أما إذا كان المريض يعاني من أعراض مرضية شديدة مثل زيادة ضيق التنفس، والزرقة، والخمول، فمن الضروري أن يتم نقله على الفور إلى المستشفى لتلقي العلاج في الوقت المناسب.
أهم الأنماط التي تساعد كبار السن على الوقاية من الالتهاب الرئوي
أهم الأنماط التي تساعد كبار السن على الوقاية من الالتهاب الرئوي
تعد آلية الوقاية الاستباقية من الأمراض هي أفضل طريقة لحماية كبار السن من الالتهاب الرئوي، خاصة خلال المواسم المتغيرة لتفشي الأمراض، فعلى سبيل المثال يتم تحقيق هذه الأمر من خلال الآتي:
- تلقي التطعيمات الفعالة والتي قد تتمثل في لقاح المكورات الرئوية والإنفلونزا كل عام.
- الحفاظ على النظافة الشخصية وغسل اليدين بانتظام وتنظيف الأسنان وارتداء الأقنعة في الأماكن العامة للحد من مخاطر الإصابة بالعدوى.
- يوصى بضرورة الحفاظ على نظام غذائي علمي، وممارسة الرياضة بلطف وبشكل منتظم لتقوية المقاومة، والحد من الاتصال بالأشخاص الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي، وتجنب عادة التدخين تماما.