الإمساك هو أحد المضاعفات الشائعة لدى مرضى السكري حيث أنه أثناء التعايش مع هذا المرض يجب أن يتم إيلاء اهتمام دقيق لجميع أنظمة الجسم، وهذا لتجنب حدوث العديد من المضاعفات والعمل على إدارته بصورة متوازنة من خلال التحكم السليم في نسبة الجلوكوز بالدم. بالرغم من ذلك، وعندما يتعلق الأمر بإدارة الإمساك، فمن الوارد أن تكون التغييرات الغذائية وأنماط الحياة الصحية غير كافية. لذا يجب علينا بشكل توضيحي أن نتعرف على أسباب إصابة مرضى السكري بالإمساك، وما يجب علينا فعله لمحاولة إحتواء هذا الأمر؟
الإمساك ومرضى السكري
الإمساك هو عبارة عن حالة صحية تبدو واضحة في صعوبة تمرير وإخراج البراز حيث يحدث هذا بشكل غير منتظم، وخاصة عندما تقل العملية عن ثلاث مرات في الأسبوع.
قد يعاني الشخص المصاب بالإمساك من صعوبة في التبرز، والشعور بالآلام أثناء عملية الإخراج، بالإضافة إلى الإحساس بعدم التفريغ الكامل للبراز أما فيما يخص مرضى السكري فقد أثبتت الدراسات الحديثة أن حدوث المعاناة من الإمساك أكثر شيوعا لدى مرضى السكري.
أسباب إصابة مرضى السكري بالإمساك
من أكثر الفئات المرضية المعرضة لحدوث الإصابة بالإمساك المزمن يمكننا أن نقوم بذكر مرضى السكري حيث يحدث هذا الأمر بسبب الأضرار التي لحقت بالجهاز العصبي نتيجة للمعاناة من هذا المرض على المدى الزمني الطويل.
تصيب هذه الحالة مرضى ارتفاع مستويات السكر في الدم من داء السكري من النوع 1 والنوع 2 حيث يمكن أن تؤدي هذه الحالات إلى اعتلال أعصاب مريض السكري أو تلفها بنسبة كبيرة، ومن ثم يمكن أن يؤدي هذا التلف إلى عدم القدرة على التحكم في الجهاز الهضمي وحدوث المعاناة من الإمساك أو الإسهال أو سلس البول.
يجب العلم أن أمر ضعف السيطرة على نسبة السكر في الدم وخاصة لفترات طويلة من الزمن يمكن أن يزيد من احتمال وتواتر الإمساك. بالإضافة إلى بعض العوامل الأخرى مثل خيارات وأنماط الحياة الغير صحية والأمراض العصبية، والعمل على تناول مرضى السكري في كثير من الأحيان أدوية يمكن أن تبطئ حركات الأمعاء وتسبب بشكل مباشر حدوث المعاناة من الإمساك. لذا فيجب على المريض التحدث إلى الطبيب المتابع لحالته الصحية حول الآثار الجانبية لأي أدوية يتم تناولها.
نصائح يومية لمرض السكري لمحاولة السيطرة على الإمساك
عزيزي مريض السكري.. في حالة شعورك بالإمساك، فمن الواجب عليك معرفة أنك لست وحدك من تعاني من هذا الأمر حيث تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الإمساك شائع لدى الأشخاص المصابين داء السكري، ومن هنا نقوم بتقديم نصيحة البعد عن أي مشاعر قلق أو إنزعاج، ومحاولة البحث عن الراحة من خلال البدء بالحلول الطبيعية مثل العمل على تناول الكثير من الألياف، وشرب الكثير من الماء وزيادة النشاط البدني، وفي حالة عدم ملاحظة أي تحسن، فيجب على الفور أن يتم التحدث إلى الطبيب حول الإنتقال إلى مكملات الألياف أو ملينات البراز أو المسهلات.
أهم الطرق العلاجية للتعامل مع الإمساك الناتج عن مرض السكري
أولا: الخيارات الطبيعية
من الهام جدا معرفة أن الحلول البسيطة هي أفضل طريقة بدء للسيطرة على الإمساك الناتج عن مرض السكري حيث تبدو هذه الحلول واضحة من خلال العناصر التالي ذكرها:
- العمل على زيادة كمية الألياف التي يتم تناولها بشكل يومي ولكن ينصح بتجنب الإفراط.
- القيام دائما بشرب المزيد من الماء.
- ممارسة النشاط البدني بشكل دوري منتظم ومناسب للحالة الصحية.
الجدير بالذكر أن أبسط هذه الخطوات يمكنها أن تساعد الجهاز الهضمي على العمل بشكل أكثر سلاسة، ولكن في حالة عدم إبداء هذه الخطوات أي فاعلية بسبب تعرض مريض السكري لمشاكل أساسية أكبر، فينصح بضرورة اللجوء على الفور للطبيب المختص.
ثانيا: الإستعانة بالملينات
يمكن أن تساعد المسهلات والملينات أيضا في تخفيف آلام الإمساك المزعجة ولكن يجب أن يتم استخدامها بعناية حيث يجب قبل التحول إلى المسهلات كعلاج محتمل وفعال لهذه الحالة أن يتم إستشارة الطبيب لوصف الآلية الصحيحة لهذه العناصر حيث يجب عدم إستهلاك الكثير منها لفترات زمنية طويلة.
يجب العلم أنه من الممكن أن يقوم الطبيب بوصف الطرق العلاجية الأقل كثافة لتسهيل حركات الأمعاء حيث من الوارد أن يقومون بوصف بعض من العناصر التالية:
- المسهلات التناضحية
- منقي البراز
- مواد التشحيم
ثالثا: السيطرة على نسبة السكر في الدم
مع الكثير من الحالات المرضية التي تعاني من مرض السكري، تكون الإدارة السليمة لنسبة الجلوكوز في الدم هي الحل الأفضل للتعامل مع هذا الوضع المزعج حيث تعد عملية تنظيم الهضم ومكافحة الإمساك في مرض السكري من الأمور الهامة والفعالة هنا.
يجب العلم أن عملية ضبط معدلات السكر في الدم تعمل على الوقاية منتلف الأعصاب الذي يمكن أن يؤدي إلى حدوث الإمساك بشكل رئيسي، وهذا بغض النظر عن الأنظمة الغذائية أو مستوى النشاط البدني.