تلك الغدة الدرقية التي يتم تمثيلها بشكل فراشة تعد عضو مهم ضمن جهاز الغدد الصماء وتتولى عملية إفراز هرمونات لها دور فعال في التحكم في وظائف الآيض وعملية التمثيل الغذائي بالإضافة إلى العديد من العمليات الحيوية الأخرى داخل الجسم مثل درجة الحرارة , وضغط الدم بالإضافة إلى معدل ضربات القلب , كما أنها مهمة كذلك لعملية النمو والتطور, ويمكن أن يتسبب حدوث خلل في تلك الغدة في مواجهة العين لمشكلات تؤثر سلبا على صحتها .. وسوف نرصد من خلال مقالنا أساس العلاقة بين اضطرابات الغدة الدرقية والمشكلات البصرية وهذا ماأنتج لنا مرض العين الدرقية أو داء جريفز
حول مرض العين الدرقية
مرض العين الدرقية
تحدثنا كثيرا عن اضطرابات المناعة الذاتية والتي تشير إلى تلك المشكلات التي يصاب بها الأشخاص نتيجة استجابة مناعية شاذة وغير طبيعية حيث يقوم الجهاز المناعي الذي من المفترض أن يهاجم الأجسام الغريبة والكائنات الدقيقة بمهاجمة خلايا وأنسجة الجسم بطريق الخطأ ومن بينها أيضا يأتي مرض العين الدرقية الذي يصنف ضمن الأمراض المناعية ذات التأثير السلبي على الأنسجة المحيطة بالعينين , ويصاحب ذلك ظهور أعراض التهاب وتورم , وفي الغالب يكون هذا الإضطراب مرتبطا بداء جريفز الذي يكون ناجما عن فرط نشاط الغدة الدرقية .
يجب العلم أنه من الممكن أيضا أن يحدث لدى المرضى المصابون بقصور الغدة الدرقية , وتتفاوت الأعراض المرافقة في طبيعتها مابين خفيفة مثل جفاف العين وتهيجها وإحمرارها إلى أكثر شدة مسببة جحوظ وبروز العينين بالإضافة إلى الرؤية المزدوجة لصورتين من نفس الشىء , وتدلي الجفون , بينما في الحالات نادرة الحدوث فإن الأمر قد يصل إلى فقدان تام لحاسة الإبصار
يمكن ملاحظة بعض العلامات الغريبة عقب مهاجمة الجهاز الدفاعي عن الجسم لأنسجة العينين حيث يبدو عليهما مظهر التورم والإنتفاخ , كما تتأثر الرؤية وتصبح ضبابية غائمة تفتقر للوضوح
اقرأ أيضا لمرضى قصور الغدة الدرقية ..8 نصائح فعالة لإنقاص الوزن الصحي
الأسباب الشائعة لمرض العين الدرقية
الأسباب الشائعة لمرض العين الدرقية
نظرا لكونه من الإضطرابات المؤرقة المثيرة للإرتباك حيث تربط بين جهازين يختص كلا منهما بوظيفة حيوية , حيث أنه من المعروف أن العين عضو مستقل بذاته من الناحية الظاهرية إلا أن هناك نوع من التداخل مع الغدة الدرقية والذي يجعل إصابتها بالخلل تنعكس سلبا على أنسجة العيون ومظهرها الخارجي وحركتها ويرتبط ذلك بعدة أسباب
1-أمراض المناعة الذاتية
هذا الإضطراب يجعل الجهاز المناعي يفتقد وظيفته التي تتعرض لخلل جسيم في المنظومة المناعية وبالتالي فإن الجسم يتجه إلى مهاجمة نفسه ويطلق الأجسام المضادة للتعامل مع الغدة الدرقية والأنسجة حول العين
2-صدور إستجابة مناعية شاذة
صدور إستجابة مناعية شاذة
سبب جعل الأنسجة المحيطة بالعين مستهدفة بالهجوم والغزو من قبل الجهاز المناعي يرتبط بإحتوائها على بروتينات تتشابه في خصائصها مع الموجودة في الغدة الدرقية ويفسر ذلك وقوع الخطأ
3-التأثير المتوقع على العمليات الحيوية
مع فرط مستويات هرمون الغدة الدرقية فإن عملية التمثيل الغذائي في الجسم سوف تحدث بوتيرة سريعة , وهذا مايترك أثره على العديد من الوظائف الحيوية مثل معدل ضربات القلب ,ودرجة حرارة الجسم.
الأعراض الشائعة لمرض العين الدرقية
الأعراض الشائعة لمرض العين الدرقية
- رؤية انتفاخ ملحوظ مع بروز غير طبيعي في مقلة العينين نحو الأمام وهذا مايعرف بالجحوظ
- هبوط وتدلي الجفون حيث يهبط الجفن عن موقعه الطبيعي بحيث لايقوم بتغطية مقلة العين بشكل كامل
- تزايد حدة الأعراض بحيث تشتمل على مزيج مابين الإحمرار والتهيج والجفاف , والإحساس بالضغط المكثف والآلام
- فرط الحساسية تجاه مصادر الضوء
- فرط افرازات دموع العين
- اضطرابات الرؤية المؤدية إلى رؤية غيوم غير واضحة , وفي الحالات الأكثر شدة يمكن حدوث فقدان للبصر
مراحل تطور المرض
تتعدد مسميات هذا الإضطراب مابين داء جريفز أو اعتلال الغدة الدرقية العيني الذي يمر بمرحلتين رئيسيتين , حيث تنطلق الحالة في بدايتها بمرحلة ذات طبيعة نشطة تمتد من ستة أشهر حتى عامين ويعاني المصاب في ظلها من التورم والإحمرار مع زيادة في حجم الأنسجة الموجودة خلف العين
أما عن المرحلة الثانية التي تعقبها فإنها تكون على النقيض حيث تتسم بالخمول وانعدام النشاط وخلالها فإن الأثر الإلتهابي سوف يهدأ بشكل تدريجي , إلا أن مظاهر التغيير لدى بعض المرضى قد تظل باقية الأمر الذي يتطلب التدخل العلاجي الفوري
عوامل الخطر التي ترفع من نسب الإصابة
التدخين
- التدخين واستنشاق دخان السجائر بصفة مستمرة
- وجود تاريخ طبي وراثي بين أفراد العائلة
- يمكن أن يكون أحد المضاعفات الناجمة عن اضطرابات مناعية أخرى مثل داء السكرى من النوع الأول أو التهاب المفاصل الروماتويدي
- النساء أكثر عرضة للإصابة مقارنة بالرجال
الخيارات العلاجية لمرض العين الدرقية
الخيارات العلاجية لمرض العين الدرقية
توجد اختلافات في استراتيجية الخطة الموضوعة لعلاج داء جريفز بناءا على مرحلة المرض ودرجة شدته حيث تتم التوصية في الحالات الخفيفة ببعض الإجراءات البسيطة والتي تشمل :
- تطبيق قطرات العين المرطبة لمقاومة الجفاف
- تطبيق كمادات الماء البارد لتهدئة الإنتفاخ والتورم
- الحرص على ارتداء نظارة شمسية لحماية العين من الضوء الساطع
- الإقلاع عن التدخين بشكل نهائي
بالنسبة للحالات المتوسطة إلى الشديدة فإن العلاج الطبي هو الحل الأمثل حيث يلجأ الطبيب إلى وصف علاجات لإستعادة توازن واستقرار هرمون الغدة الدرقية كخطوة أولى لعلاج الحالة الأساسية , ومن الممكن أن يصف أدوية من فئة الكورتيكوستيرويدات مثل بريدنيزون المعروف بخصائصه المقاومة للإلتهاب , علاوة على نوع من العقاقير وهو تيبيزا الذي يعرف بإمكانياته في استعادة مظهر العين الخارجي الطبيعي فضلا عن تهدئة التورم
فيما يتعلق بالمراحل الأكثر تقدما فإنها تستدعي إجراء تدخل جراحي للتخلص من الضغط الشديد المتزايد وإزاحته عن محجر العين , أو الخضوع لإجراء طبية من شأنها إصلاح وضعية الجفن أو تقويم العضلات المسئولة عن حركة العين